سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أعداد تاريخية ل «الأهرام» تحكى فرحة الشعب ونشوة السادات بإعادة فتح القناة عام 1975 توفيق الحكيم:أوبرا عايدة ولُدت بفضل قناة السويس..وزكى نجيب يقارن بين افتتاح القناة من المصريين ومن الأجانب
حفلت هذه المرحلة التى صاحبت إعادة افتتاح قناة السويس للملاحة عام 1975 بالعديد من مظاهر الفرح والنشوة من جانب الشعب والقيادة وقد صاحبها أعداد تاريخية دسمة للأهرام عكست هذه المظاهر بدقة ووضوح وكان موضوع القناة هو الموضوع الأول الذى احتل معظم مساحات الصفحة الأولى والصفحات الداخلية. ثمرة الانتصار ففى 5/6/1975 تصدر المانشيت الرئيسى للأهرام خبر فى صفحته الأولى على مساحة ثمانية أعمدة تحت عنوان : «السادات يعلن فتح قناة السويس للملاحة العالمية» «الرئيس يوقع وثيقة تسليم القناة للإدارة المدنية فى احتفال تاريخى ببورسعيد» «أول قافلة تجارية تعبر القناة بعد الموكب البحرى الذى يتقدمه الرئيس» حيث تضمن الخبر وصف الاحتفالات التى ستقام يوم 6/6/1975 التى ستبدأ بكلمة يوجهها الرئيس أنور السادات إلى شعوب العالم ، ويعلن فيها عودة الملاحة إلى القناة ، ويعقب ذلك توقيع وثيقة تسليم القناة إلى الإدارة المدنية وتم نشر أيضا موضوع آخر على مساحة 3 أعمدة يحتوى على تصريحات للرئيس السادات تحت عنوان «فتح القناة ثمرة لانتصار أكتوبر ورسالة للعالم أن مصر قادرة على صنع السلام» ، حيث قال الرئيس السادات «إنى فتحت قناة السويس كى أقول لأمريكا وللعالم إنى لا أخشى السلام ، وإنى قادر على أن أصنع السلام ، وأوضح أن مثل هذه القرارات لا تأتى عفوا بل لابد لها من دراسة وافية وكذلك خبر عن توافد 200 صحفى عالمى من محطات وصحف عالمية لتغطية هذا الحدث العالمى ونقل خطاب الرئيس الذى سيترجم إلى جميع اللغات الأجنبية وتميزت أيضا الصفحة الأولى بنشر إعلانى تهنئة من شركتى الشرق للتأمين وصيدناوى للرئيس أنور السادات 0 واحتوى العدد على كاريكاتير لصلاح جاهين بمناسبة افتتاح القناة للملاحة . أما الصفحة الأخيرة من هذ العدد فقد نشر عدد 4 من الصور الضخمة على ثمانية أعمدة لمسيرة الفرحة فى بورسعيد بعودة الملاحة حيث تحتوى إحدى الصور على صورة ل 18 ألف مواطن ومواطنة خرجوا بمسيرتهم الشعبية ببورسعيد يحملون لافتات الترحيب بالرئيس صورا لحفيده «شريف» واشتملت إحدى الصور أيضا على صورة للمسئولين «السيد رفعت المحجوب والمهندس عثمان أحمد عثمان يلوحان للجماهير المحتشدة فى المسيرة» نشوة السادات وفى 6/6/1975 جاء المانشيت الرئيسى على ثمانية أعمدة تحت عنوان «مصر تعيد الملاحة وفاء للحضارة والإنسانية» وتميزت الصفحة بوجود صورة للرئيس السادات وهو يرتدى زى البحرية وكان يحيى من على ظهر المدمرة 6 أكتوبر الجماهير التى احتشدت فوق السفن فى ميناء بورسعيد قبل دخول القناة . وبجانب هذه الصورة جاءت صورة أخرى للرئيس السادات وهو يلوح للجماهير وبجواره يجلس حفيده «شريف» حيث قال الرئيس فى كلمته «إننى أشعر فى هذا اليوم بميلاد جديد لشعبنا البطل ، وأن أنوار الشمندورات عندما أضيئت شعرت أن هذه الأضواء بداية لضوء ساطع فى مستقبل أمتنا» وعقب الاحتفال قام الرئيس السادات بتوقيع وثيقة تسليم القناة إلى الإدارة المدنية بعد أن ظلت طوال السنوات الماضية تحت إشراف القوات المسلحة المصرية حتى لا تغلبنا الفرحة وعلى مساحة 3 أعمدة بالصفحة الأولى جاء مقال رئيس مجلس الإدارة إحسان عبد القدوس تحت عنوان «حتى لا تغلبنا الفرحة» وذكر فيه أنه يجب على المصريين ألا تغلبهم الفرحة بإعادة فتح القناة التى جاءت بقوة الحرب لا بالاتفاق السياسى وأن كل شبر فى الأرض هناك مخضب بدماء المصريين وأن اكتمال هذه الفرحة تأتى من خلال الوصول إلى تحرير كل الأراضى المصرية ، وتضمنت أيضا مقالا لرئيس التحرير على حمدى الجمال يشرح تصريحات الرئيس السادات فى الاحتفال ، حيث جاء فيه بعض تصريحات الرئيس عندما قال «لقد هزنى من أعماقى هذا الصباح منظر رجل مسن شهدته يسجد لله شكرا بعد مرارة الهزيمة والتهجير وهو عائد إلى بيته ، إن إسرائيل قللت من شأن إعادة الملاحة فى القناة كدليل على حرصنا على السلام ، ولكن العالم كله فهمها ورحب بها وتجاوب معنا»
أوبرا عايدة والقناة وفى نفس العدد بإحدى الصفحات الداخلية كتب الأستاذ توفيق الحكيم مقالا تحت عنوان «القناة والفن» ذكر فيه أن أهم حدث فنى كان لقناة السويس الفضل فى إيجاد ظروف مولده هو بلا شك أوبرا عايدة وللموسيقار الإيطالى فيردى فمنذ ظهورها حتى اليوم وما بعد اليوم تدوى فى أركان العالم أنغامها مقترنة بذكرى القناة ومقال للأستاذ زكى نجيب محمود بعنوان «البحران يلتقيان» جاء فيه مقارنة بين الافتتاح الأول عام 1869 وإعادة فتح القناة عام 1975 حيث كانت القيادة فى الافتتاح الأول للأجنبى والأباطرة والملوك ، وأصبحت القيادة فى إعادة الفتح للمصرى الصميم ولجمهور الشعب وقد نشر فى الصفحة الأخيرة عدد 3 صور على ثمانية أعمدة فكانت إحدى الصور لأبطال العبور الجرحى مع السادات فوق المدمرة 6 أكتوبر فى أثناء عبورهم قناة السويس ، وجاءت الصور الأخرى للرئيس وهو يصافح حاملى نجمة سيناء إشارة المرور وفى 7/6/1975 جاء المانشيت الرئيسى تحت عنوان «السادات أعطى من السويس أمس إشارة المرور فى القناة لقافلة الجنوب» وجاء تحته عنوان فرعى «الرئيس يضع حجر الأساس الأول نفق بين السويسوسيناء» وتصدرت الصفحة صورة بموكب الرئيس وهو يدخل مناطق التعمير فى «يوم السويس» تحت الآلاف من الأعلام وأقواس النصر» وصورة أخرى للرئيس مع أسرة أحد أبطال أكتوبر وهو يجلس على الكنبة ويشرب منهم شربات عودتهم إلى السويس وبالصفحات الداخلية لهذا العدد 5 صور لزيارة الرئيس لمدن القناة حيث تضمنت إحدى الصور صورة للرئيس وهو فى زيارة أسرة عائدة للسويس ، وظهر فى الصورة وهو يداعب «نهى» ابنة النقيب محمد على أحد أبطال أكتوبر عند زيارته لبيته الجديد فى السويس وجاءت الصفحة الأخيرة لهذا العدد بتغطية خاصة بوجود 4 صور لزيارة الرئيس فى حى الملك فيصل ومعرض التعمير فى مدينة السويس ، وكانت إحدى الصور صورة للرئيس السادات والسيد ممدوح سالم والمهندس عثمان أحمد عثمان وهم يستقلون السيارة ويلوحون للجماهير فى أثناء جولة لهم بحى الملك فيصل بالسويس الذى بنى فيه 4000 وحدة سكنية تغيير المسار وفى 8/6/1975 جاء خبر فى الصفحة الأولى على عامودين تحت عنوان «قرار من شركات الملاحة الدولية بتغيير مسار سفنها والمرور فى القناة» حيث قررت شركات الملاحة الدولية باستخدام قناة السويس بعد أن تأكدت من نظافتها مائة فى المائة ، وأن أول سفينة تابعة لشركة «توريكانا» سوف تعبر القناة يوم 12 أو 13 يونيو الجارى ، وأعلنت شركة «باكيت» الفرنسية أن الباخرة «ريسانس» ستكون أول سفينة ركاب فرنسية تعبر قناة السويس وجاء خبر على مساحة عامودين فى الصفحة الأولى «القذافى ينظم مظاهرة ضد فتح القناة ويستدعى جورج حبش للاشتراك فيها» تضمن الخبر وجود مظاهرات فى طرابلس بأمر من العقيد معمر القذافى ضد إعادة الملاحة فى قناة السويس ، وقد اشتملت هذه الصفحة أيضا على مقال لرئيس تحرير الأهرام على حمدى الجمال عنوان «المسرحية الجديدة» يتناول فيه موقف العقيد القذافى مع جورج حبش من فتح قناة السويس وفى 9/6/1975 نشرت الأهرام فى صفحاتها الأولى خبرا على عامودين تحت عنوان «20 سفينة تعبر القناة اليوم ، 120 ألف جنيه رسوم من أول قافلة» وتضمن الخبر دخول 20 سفينة من جنسيات مختلفة منها حاملة البترول السوفيتية «جنرال كيراف» حمولتها 15 ألف طن وبلغ مجموع الرسوم التى قامت هيئة قناة السويس بتحصيلها من السفن التى عبرت فى أول قافلة 120 ألف جنيه عمولات حرة وفقا للرسوم الجديدة للعبور وجاء فى صفحة داخلية خبر على مساحة 3 أعمدة تحت عنوان «تهانى للرئيس من الرؤساء بفتح القناة» وتحته عنوان فرعى «قرار إعادة الملاحة بالقناة علامة بارزة لتحقيق السلام» وذكر فيه تهانى كلا من الرئيس اللبنانى سليمان فرنجية والملك إدريس السنوسى ملك ليبيا والأمير رضا بهلوى ولى عهد إيران وتضمنت الصفحة الأخيرة لهذا العدد إعلانات تهنئة من شركات مختلفة للرئيس أنور السادات وأبرزها «شركة ترسانة السويس البحرية» «شركة السويس للمقاولات العمومية» «الجمعية التعاونية للإنشاء والتعمير» «شركة القناة للتوكيلات البحرية» وفى يوم 11/6/1975 جاء خبر فى صفحة داخلية تحت عنوان «واحد وربع مليون جنيه رسوم القناة فى 5 أيام» حيث عبرت القناة أمس من السويس 4 سفن تجارية ، وصرح المنهدس مشهور أحمد مشهور رئيس هيئة القناة بأن هناك 13 سفينة تبدأ العبور اليوم من بورسعيد ، وجاء أيضا تحقيق تحت عنوان «الحقائق كاملة عن أول نفق يربط بين سيناء ودلتا النيل» وتحته عناوين فرعية « الرئيس يطلق اسم الشهيد أحمد حمدى على نفق الشط ويطلب اختصار مدة التنفيذ إلى 24 شهرا بدلا من 3 سنوات «حيث احتوى التحقيق على بعض الرسومات الهندسية التى توضح الدوائر التليفزيونية المغلقة وأماكن لتليفونات الطوارئ وتجهيزات لتدرج الإضاءة ورسم توضيحى لمشروع نفق الشهيد أحمد حمدى وفى 19/6/1975 نشرت الأهرام فى صفحة داخلية خبرا تحت عنوان «143 سفينة عبرت القناة حتى الآن» حيث صرح المهندس مشهور أحمد
أخبار حول القناة
7/6/1975 أول من عبر القناة من ملوك السعودية قبل الملك عبد العزيز كان ابنه العاهل الراحل الملك فيصل أول من عبر القناة من آل سعود عام 1915 فى أثناء الحرب العالمية الأولى كان قادما من لندن فى الخامسة عشرة تقريبا ، وكانت أول زيارة له إلى بريطانيا أول حاكم عربى عبر القناة أول حاكم عربى قد عبر القناة من 70 عاما هو شريف مكة «حسين الكبير» بعد أن سقط عرشه وفشلت ثورته فترك مكة وتوجه عن طريق القناة إلى إسطنبول أول حاكم من سلاطين عمان يمر بالقناة كان السلطان سعيد بن تيمور أول حاكم من سلاطين عمان يمر بقناة السويس فى الثلاثينيات وقبل ساعات من مغادرة باخرته بورسعيد طلبه الملك فاروق واستضافه وكانت المشكلة أن السلطان كان يتكلم اللغة العربية الفصحى المشوبة باللهجة العمانية وطلب فاروق مترجما 2/8/1975 احتفلت هيئة قناة السويس أمس بعبور السفينة رقم «1000» منذ عودة الملاحة يوم 5 يونيو وهى السفينة الفرنسية «نيل «وحمولتها 3109 أطنان , وعند وصولها لبورتوفيق قدمت لها الهيئة باقة من الورد وكما قدم طفل من المدينة غصن زيتون الى ربان السفينة مكتوبا عليه « مصر تهديك السلام» مشهور بأن عدد السفن التى عبرت القناة من الاتجاهين منذ إعادة افتتاحها فى 5 يونيو وحتى الآن قد بلغ 143 سفينة