ما بين حوادث البلطجة, والاعتداء علي الأطباء, والمرضي, وما بين انقطاع التيار الكهربائي عن العديد من المستشفيات تقف المستشفيات عاجزة!.. فلا الأطباء يشعرون بالأمان في أثناء أداء واجبهم, ولا المرضي يحصلون علي الخدمة الطبية اللازمة لهم, ولا إدارات الأمن فيها قادرة علي حماية الأجهزة الطبية! لعلكم تتذكرون حوادث البلطجة التي شهدها العديد من المستشفيات من بينها مستشفي قصر العيني, والمطرية التعليمي, والحسين الجامعي, وسيد جلال بباب الشعرية, ورأس سدر العام, وغيرها, والتي أدت إلي إغلاق العديد من أقسام الاستقبال والطوارئ, بعد أن أصبحت المستشفيات هدفا للبلطجية بسبب ضعف الوجود الأمني بها, الأمر الذي أصبح يهدد الأطباء والمرضي, فضلا عن تحطيم الأجهزة الطبية بها, وتتزامن حوادث البلطجة والاعتداء علي المستشفيات مع إعلان الدكتور هشام قنديل, رئيس مجلس الوزراء, والدكتور محمد مصطفي حامد, وزير الصحة, عن خطة يجري إعدادها حاليا بالتنسيق بين وزارتي الصحة والداخلية لتأمين100 مستشفي بالقاهرةوالمحافظات كمرحلة أولي, لحماية الأطباء والمرضي وأطقم التمريض, وموافقة اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية علي إنشاء إدارة خاصة لتأمين المستشفيات. أما القضية الأخري التي لا تقل خطورة عن البلطجة, فتتعلق بعدم توافر مولدات للكهرباء, مما يصيب العديد من المستشفيات بالشلل التام في حالة انقطاع التيار, وهو ما أكده أيضا الدكتور عبد الحميد أباظة, مساعد وزير الصحة في تصريحات صحفية- مشيرا إلي أن30% من المستشفيات العامة لا تملك مصدرا إضافيا لتوليد الكهرباء, لمواجهة أزمة انقطاع الكهرباء, وأن الوزارة تعمل حاليا علي مراجعة أوضاع المولدات في جميع المستشفيات بمختلف أنحاء الجمهورية, ومعرفة مدي صلاحيتها. النقابة تستغيث وهنا يقول الدكتور خيري عبد الدايم نقيب الأطباء, أن المستشفيات قد أصبحت هدفا للبلطجية, والخارجين علي القانون, ومن ثم لم يعد الطبيب آمنا في عمله, مطالبا في الوقت نفسه بتعزيز الأمن داخل المستشفيات, مشيرا إلي أن مولدات الكهرباء متوافرة في المستشفيات الكبري, لأن شروط الترخيص للمنشأة الطبية تقضي بتوافر مصدرين للطاقة في المستشفي قبل الموافقة علي الترخيص, المصدر الأول هو التيار العمومي, والثاني هو المولد الاحتياطي, أما المنشآت الطبية الصغيرة فهي تواجه أزمة كبيرة بسبب انقطاع التيار الكهربائي, حيث لا تتوافر لديها مولدات للكهرباء, ومن ثم تتوقف غرف العمليات والعناية المركزة وأجهزة التنفس الصناعي وماكينات الغسيل الكلوي. سألنا نقيب الأطباء: وما الحل؟ - د. خيري عبد الدايم: لا بد من تكثيف الوجود الأمني في المستشفيات لحمايتها من البلطجية, وكذلك لا بديل عن توفير التيار الكهربائي بها, ولابد أن تقوم الدولة وأجهزتها المعنية بمهامها الأساسية من حيث توفير الموافق الرئيسية في مثل هذه المنشآت كالكهرباء والمياه التي تحتاجها المستشفيات في أعمال النظافة أو في عمليات التعقيم للأدوات الجراحية, ومن الأهمية قيام إدارة العلاج الحر بوزارة الصحة بتشديد الرقابة علي المستشفيات للتأكد من حصولها علي التراخيص اللازمة لمزاولة العمل, واستيفائها للشروط المطلوبة مثل توفير مصادر بديلة للطاقة من خلال المولدات الكهربائية, خاصة أن الكثير من مولدات الكهرباء في المستشفيات قد تعطلت بسبب عدم إجراء عمليات الصيانة اللازمة لها. المستشفيات التعليمية ويقول الدكتور هاني عبد الرازق أمين عام الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية انه تلقي تكليفا من وزير الصحة الدكتور محمد مصطفي حامد فور توليه الوزارة بفحص حالة20 مستشفي تعليميا علي مستوي الجمهورية. وحول الحلول السريعة المقترحة للخروج من الأزمة يوضح الدكتور هاني عبدالرازق ضرورة مخاطبة وزارة الكهرباء لتزويد المستشفيات سواء الحكومية او الخاصة بمصدرين مختلفين للكهرباء لمواجهة الانقطاع المستمر للتيار, وسرعة شراء مولدات كهربائية, وتوفير أجهزةUBS داخل غرف الرعاية المركزة والعمليات والقسطرة, حيث تعمل علي تشغيل الأجهزة الحساسة كأجهزة المراقبة الحيوية و التنفس الصناعي لفترات كافية, ووضع مواصفات جديدة لشراء الأجهزة الحساسة بالمستشفيات كأجهزة التخدير والتنفس الصناعي والصدمات الكهربائية, علي أن تحتوي علي بطاريات إضافية تسمح بعمل هذه الأجهزة عند انقطاع الكهرباء3 ساعات, وذلك دون ارتفاع تكلفة الأجهزة كثيرا, مع إمكان تشغيل منظومة التكييف المركزي بالمنشآت الطبية بالغاز الطبيعي لتوفير الكهرباء وتلافي حالات الانقطاع المستمر. تكثيف الرقابة ومن الأهمية- كما يقول الدكتور عادل البنا عميد المعهد القومي للقلب- تفعيل كود المنشآت الطبية وتطبيقه بصرامة ودون مجاملة علي أي مستشفي سواء حكومية او خاصة او استثمارية, علي أن يبادر وزير الصحة بإنذار وإغلاق كل المنشآت التي تضم غرفا للعمليات والحضانات والرعاية المركزة ولا توفر مصادر بديلة للكهرباء, مشيرا إلي أن معهد القلب يعمل به مولد بالسولار لتوليد الكهرباء يغطي70% من احتياجات المعهد لمدة10 ساعات, بجانب وجود خطين بديلين للكهرباء من منطقة إمبابة والعجوزة, وأكد أهمية أعمال الصيانة والتدريب والمناورة علي تشغيل هذه الأزمات في الطوارئ, والتأكد من عملها السريع خلال ثوان معدودة وذلك لحساسية الأجهزة الطبية التي قد تتأثر طبيعة عملها بانقطاع الكهرباء. معهد الكلي ولم يتأثر معهد الكلي بأزمة الكهرباء وانقطاعها المتكررعلي معهد الكلي, حيث يشير الدكتور جلال عبد السلام مستشار وزير الصحة للتعاون العربي والافريقي وعميد المعهد السابق- لوجود خطين للكهرباء بالمعهد, احدهما أساسي والآخر احتياطي, بالإضافة لوجود مولد للكهرباء يعمل بالسولار لمدة24 ساعة متواصلة, كما أن أجهزة الغسيل الكلوي مزودة ببطاريات تسمح باستكمال جلسات الغسيل لفترة40 دقيقة وهي مدة كافية لإنهاء الجلسة. ويفجر الدكتور إبراهيم عبد النبي مدير وحدة الجهاز الهضمي والمناظير وأستاذ الجراحة العامة في كلية طب عين شمس مفاجأة حين يؤكد أن ما بين60% و70% من المستشفيات في الريف والمناطق العشوائية غير مرخصة, لأنها قد أقيمت في شقق صغيرة, ومن ثم لا توجد بها مولدات لتوليد الكهرباء, مما يستلزم قيام لجان من وزارة الصحة بمتابعتها ومحاسبة القائمين عليها.. بني سويف مستعدة وبشكل عام, لا تواجه المستشفيات الحكومية في بني سويف مشكلة بسبب انقطاع الكهرباء.. هكذا قال لي الدكتور عاطف رمضان عافية وكيل وزارة الصحة بالمحافظة, مشيرا إلي أن المستشفيات مزودة بمولد كهرباء احتياطي يعمل خلال30 ثانية من انقطاع الكهرباء. طب الأسرة ولا تقتصر مخاطر انقطاع الكهرباء علي المستشفيات فقط, لكنها تمتد أيضا إلي مراكز طب الأسرة, وهنا يقول الدكتور خالد مرتجي مدير مركز طب الأسرة في كرداسة إن المركز يضم عيادات خارجية, ومعملا, وغرفة للأشعة, وثلاجات لحفظ الطعوم, وجهاز سونار, وجميعها تتوقف عن العمل في حالة انقطاع التيار الكهربائي, وتمثل المولدات حلا مناسبا لأزمات انقطاع التيار.. هكذا قال لي الدكتور عصام أبو الدهب أستاذ القوي الكهربية بكلية الهندسة جامعة القاهرة.