* الواحة الهادئة تدخل بوابة الاستثمار.. وتحلم بمصنع للكيمياويات * 40 ألف فدان حجم الخير فى بحيرات سيوة و25% المستغلة منها فقط
لم يكن أهل سيوة .. تلك الواحة الهادئة يتوقعون أنه سيأتى يوم يسمعون فيه كل هذا الصخب وينعكس عليهم بمزيد من الرزق بل توجه الأبصار إليهم فى واحتهم .. لتفتح ذراعيها للمستثمرين ليكونوا يدا فى بناء اقتصاد الوطن. فكما كان للاهرام السبق فى وقف نزيف الاستيلاء على مناجم الذهب الابيض بسيوة «مناجم الملح» منذ سنوات .. فنحن اليوم نرى العمل المنظم بعد إحكام سيطرة الدولة عليها. فقد دبت الروح بين الجبال وفى المياه الهادئة عندما هبط العمال يشرعون فى عملهم لتصبح مصر بالملح الصخرى السيوى اليوم أولى دول العالم فى التصدير وتنافسها البرازيل، ولا يحتاج الملح السيوى سوى طريق ممهد وميناء قريب لنتصدر قائمة منتجى العالم للملح الصخرى من خلال 40 ألف فدان تقريبا .. هى اجمالى بحيرات مناجم الملح فى سيوة.
هذا الملح تتهافت عليه دول اوروبا وامريكا لاستخدامه فى اذابة الجليد ومنع تكونه لإخلاء الطرق لمرور السيارات، وهذه أهم فوائده الاقتصادية كما يدخل فى صناعة البتروكيمياويات بدرجة كبيرة مما جعل حلم إنشاء مصنع مصرى للبتروكيمياويات يملكه مصريون ضرورة ملحة لأن مصر لا يوجد بها سوى مصنع وحيد فى بورسعيد يملكه مستثمر أجنبى ويحدد حصة مصر من إنتاجه ويصدر الفائض. التقينا الحاج يوسف منصور - أول من أدخل العمل فى مناجم الملح فى سيوة منذ عام 2011- ليستعيد ذكرياته قائلا إن العمل فى المنجم كان يتم بشكل عشوائى وباجتهاد شخصى حتى جاءت شركة النصر التابعة لقطاع الأعمال وقامت بمعاونتها من خلال جيولوجيين وخبراء لأن ملاحة سيوة تختلف عن أى ملاحة أخرى فهى توصف بكونها مناجم الذهب الأبيض فأى ملاحة تنتج سنويا الملح بعمق من 20 الى 30 سم فى أى دولة من دول العالم كطبقة ناتجة من عملية البخر، أما فى سيوة فمازلنا نحفر على عمق 8 و10 م، ولم نصل بعد الى القاع ولكن الآن نصحنا الجيولوجيون بالحفر على عمق متر ونصف المتر على أقصى تقدير حتى يتجدد الملح سريعا ليصل الى المنسوب نفسه خلال عام واحد. منحة إلهية ويضيف يوسف منصور أنهم إلى الآن لم يعرفوا سبب تكون هذا الملح فى سيوة ولكنه منحة إلهية للواحة تتمثل فى 40 ألف فدان وهو يملك جزءا يصل الى 10آلاف فدان تقريبا تستأجرها 30 شركة، وباقى المساحة تعامل كمحمية طبيعية لتستفيد منها الأجيال القادمة، وقد تم ضبط الأسعار التى كانت متذبذبة بفعل التجارة العشوائية وكنا نحن وعمالنا مهددين وكذلك معداتنا مهددة، ولكن بعد حماية أجهزة الدولة لنا لم يبق شيء من هذه المشاكل كما تم تبسيط الإجراءات الإدارية بعد أن كنا تائهين بين أروقة وزارة البترول ومحافظة مطروح لإصدار تراخيص الملاحات ، كما حمتنا سيطرة الدولة من التذبذب فى الأسعار نتيجة العشوائية، فالجميع كان يحفر بلا قيود ولكن الآن تم فرض ضوابط لعمل سجل تجارى وكل الأوراق وتحديد طاقة انتاجية شهرية لكل مستثمر كحد ادنى يتم محاسبتنا عليه، كما منحتنا الدولة فترة سماح لا تزيد على 6 أشهر، ولكننا نحاول أن ندفع المطلوب منا أولا بأول حتى لا تتراكم علينا المبالغ وطبعا بشكل لائق من خلال تسهيلات كبيرة تقدمها لنا الدولة بدلا من كوننا تائهين فى المحليات. وأضاف أنه يتم تصدير الجزء الاكبر من الإنتاج الى دول اوروبا وامريكا لاستخدامه فى اذابة الجليد من ممرات الطرق ومنع تكونه فى ممرات السيارات.وأضاف الحاج يوسف منصور أن هذا هو العام الأول الذى يتم فيه تصدير مليون طن ملح يباع الطن ب 18 دولارا شاملا توصيله لسطح المركب فى مصر التى تصل الحمولة الواحدة فيها إلى 20 ألف طن والدولة تتقاضى 15 جنيها للمتر المربع الواحد، والذى يمثل طنا وثلث الطن، ولكن إذا تم تسقيع الأرض من قبل أحد المستثمرين، ولم يعمل فهو يدفع الحد الأدنى للإنتاج وهو 62 ألف جنيه شهريا للدولة أما إذا أنتج فالانتاج يدر دخلا للدولة أكثر من ذلك جداً، ويستخدم هذا الملح فى صناعة البتروكيمياويات التى نحلم بأن يقام هنا مصنع مصرى لها حيث لا يوجد الا واحد فقط فى بورسعيد ويملكه شخص غير مصرى وهو يحتاج تكلفة كبيرة ولكنه مفيد جدا لوطننا واذا تكاتفنا سنحل مسألة تمويله بمساعدة البنوك الوطنية. أفضل ملح فى العالم أما عمر أبو جنيبة أحد أهالى سيوة فيؤكد أنه منذ 15 عاما كان الملح يستخرج بالمعدات التقليدية وكان يستخدم لتخليل الزيتون فقط رغم أن كل التحاليل الرسمية والأهلية تثبت أن الملح السيوى أنقى ملح فى العالم من الشوائب ونسبة اليود به 98٫5% فى (الملح الخام) والحجرى أفضل ملح فى العالم، وبعد أن كنا نستخدمه كملح طعام فقط يتم الآن عمل مبان وتشكيلات الفنادق منه ويتم تكسيره إلى ناعم وخشن واستخدامه فى تمليح الجلود، وكذلك إنتاج الملح الحجرى وهذا بخلاف الملح الخام الذى يتم تصديره أو انتاج ملح طعام أيضا فقد كنا قديما نستخرجه ونحضره ب«الكروزة» وهى عربات كارو صغيرة وكنا نستخدمه فى الاستشفاء لأنه يعالج من الأمراض الجلدية، ويتم الحصول عليه فى شهرى سبتمبر وأكتوبر وهذا يخرج من البحيرات لأن أقل منسوب مياه فى ذلك الوقت وبعد شهر أكتوبر ترتفع المياه ويقل استخراجه فى باقى أيام السنة. نقص العمالة وأضاف على خالد دحمان أحد المستثمرين بمحاجر الملح أن هذه المناجم يعمل بها حوالى 2000 عامل من العمالة الثابتة ومثلهم من العمالة الموسمية هذا بخلاف العمالة التى تعمل فى الصناعات المعاونة وعددهم بالآلاف، والعمال فى المحاجر يعملون من 8 صباحا حتى 6 مساء والعمل يجرى على قدم وساق طوال السنة إلا أننا نعانى عجزا فى العمالة ونحتاج عدد عمال أكبر رغم أننا نعطيهم أجورا جيدة تتجاوز ثلاثة آلاف جنيه شهريا للعامل الواحد و أننا نعانى نقصا فى سائقى اللوادر أو المهندسين لتشغيل المولدات وغرف التحكم وغيرها من العمالة الفنية. الثروة الإلهية ويشرح عاطف رشيد أحد المستثمرين فى استخراج الملح الصخرى أن استخراج الملح من الملاحات يبدأ بعملية تكشيف على عمق ربع متر إلى نصف متر، ولا نستخلص منه ولكن نضعه فى كومات لأنه سيأتى يوم ونحتاجه حينما تنفد هذه الثروة الإلهية حيث ننفد المحجر فى أحواض مساحة الحوض 60م فى70م ونحفر على عمق متر الى متر ونصف المتر حتى يتكون بعد عام فى شكل أنقى بكثير، ونستخدم فى عمليات الاستخراج معدات ضخمة منها لوادر وحفارات وسيارات نقل بجميع المقاسات وجميعها يحمل من 100 الى 120 طنا، ولأن الحمولة كبيرة فقد شكا أصحاب المحاجر ومنهم يوسف بكرى أحد المستثمرين بمحاجر الملح من سوء حالة الطريق الذى كان معدا للعمل قديما لاستيعاب حمولة لا تتجاوز 70 طنا، والآن مع الحمولات الضخمة وسوء حالة الطريق الفردى من سيوة الى مطروح بطول 350 كيلو مترا، مما يتسبب فى خسائر فى الأرواح والأموال كبيرة، نطالب الدولة بإعادة إصلاح الطريق ليتحمل الضغط مع عمل ازدواج له لتقليل الحوادث التى أصبحت تحدث بشكل يومى نتيجة لسوء حالة الطريق وضيقه، فإذا كنا كمستثمرين ندفع حق الدولة بالكامل فمن حقنا طريق جيد وآمن لنا ولأهلنا فى سيوة، فإذا كانت خسارتنا المادية كبيرة فخسارتنا فى الأرواح من أهلنا أكبر من جراء تلك الحوادث المستمرة لأننا بالاضافة الى ما ندفعه ندفع كارتة طريق من 800 الى 1000 جنيه على كل نقلة أو سيارة تخرج محملة بالملح إضافة الى 1200 جنيه كغرامة حمولة زائدة وهذه الكارتة تدفعها شركات النقل التى تنقل الملح..كما أن بعد المسافة بيننا وبين أقرب ميناء، وهو ميناء الإسكندرية أو دمياط والمسافة كبيرة جدا تكبدهم الكثير من الوقت والجهد والمال لبعدها الكبير عن مناطق التشوين. 22 منتجا ويشرح اللواء جمال طه أبو العينين رئيس مجلس إدارة شركة صافى أن مصر تصدر الملح إلى 24 دولة من دول العالم منها 12 دولة بأوروبا وأمريكا، حيث ننتج 22 منتجا من الملح الصخرى وليس الملح البحرى الذى يتميز بان نسبة التلوث به صفر%، فواحة سيوة واحدة من 7 محميات طبيعية فى مصر بلا تلوث فحتى شتلات الانتاج الزراعى بها لا تأتى من الخارج بل تأتى من داخلها لأن الزراعة بها عضوية 100% دون أى ملوثات، وبالنسبة للملح فلدينا ملح خاص يستخدم لحفر آبار البترول وملح لصناعة المنسوجات وصباغة الجلود، إضافة إلى الملح الذى نصدره لأوروبا وأمريكا بالخارج لإذابة الثلج، أما الملح الصخرى الذى نتميز به فننتج منه 750 الف طن سنويا، كما أنتجنا ملح الأقراص والذى يستخدم فى الغلايات الخاصة بأجهزة الغسل الكلوى حيث أن له مدة جيدة يطيل بها مدة وقدرة هذه الأجهزة على الغسل حيث يزيل الترسبات من هذه الأجهزة ويمنع تكونها بصفة مستمرة، وهذا سيحقق فائدة كبرى لهؤلاء المرضى الذين يقومون بعملية الغسل الكلوى باستمرار. الملح الصخرى كما أنتجنا من ملح سيوة نوعا من ملح الاستحمام يستخدم لاستخراج الطاقة السلبية ويجدد خلايا البشرة، وهذه أحدث التقنيات فيه، ومخططنا الحالى هو الحصول على أرباح سنوية تتجاوز 9 ملايين جنيه، ونحن الآن بصدد إنشاء امتداد لمصنع الملح بسيوة يتم افتتاحه قريبا وينافسنا فى الإنتاج كل ملاحات سيوة التى تم استئجارها من القوات المسلحة من قطاع التعدين وتدفع كل ملاحة لكل متر مكعب حوالي 12 جنيها تقريبا وجميع الملاحات بلا استثناء مؤجرة .