رغم توافر مساحات كبيرة من الشواطئ بمصر بجانب ثروة من الملح الصخرى فى منخفض القطارة يمكنها بمفردها ان ترفع حجم الانتاج لنحو 10 ملايين طن سنويا، إلا ان انتاج مصر من الملح لا يتجاوز مستوى 2.4 مليون طن سنويا تحتل بها المركز السادس عشر عالميا طبقا لارقام هيئة المساحة الجيولوجية الامريكية، وهو ما يقل عن حجم الاستهلاك المحلى بنحو مليون طن تستوردها مصر. ولتغيير هذا الوضع كشف د.عبد اللطيف الكردى العضو المنتدب لشركة اميسال المملوكة للقطاع العام عن امكانية استخراج الملح من مناطق اخرى اهمها ملاحات منخفض القطارة التى تحتوى على كميات هائلة من الملح الصخرى تزيد حسب التقديرات الاولية عن 600 مليار طن، ايضا ملاحة سيوة وملاحات البحر الاحمر واضاف انه بفضل الاستخدامات المتعددة للملح فان سعر تصدير الطن يتراوح بين 20 دولارا و120 دولارا فى حالة استخدامه بالصناعات الكيماوية والغذائية، واشار الى القطاع العام ومن منطلق حرصه على زيادة القيمة المضافة للخامات المصرية تبنى مشروع انشاء ملاحة جديدة بمنطقة بيئر العبد بسيناء لخدمة مصنع لانتاج الصودا اش باستثمارات 1.8 مليار جنيه وهو ما سيخدم اكثر من 100 صناعة مختلفة اهمها صناعات الزجاج والمنظفات الصناعية والصناعات الغذائية. وكشف عن وجود استخدام اخر للملاحات وهو مادة الايودين المستخلصة من السائل المر وهو السائل المتبقى من عمليات فصل الملح فهذه المادة تستخدم لامتصاص الاشعاعات النووية ويصل سعر الطن لنحو 220 ألف دولار واكبر دولة منتجة لها هى شيلى وتستحوذ على 60% من حجم الانتاج العالمي، ومصر يمكنها دخول هذه السوق خاصة ان معظم الملاحات المصرية تمتلك مخزونا هائلا من السائل المر الذى كان يتم تصريفه فى البحر. وأشار إلى تقدم احد المستثمرين السعوديين لاقامة 4 مصانع لاستغلال السائل المر بالتعاون مع ملاحة المكس، ولكن المشروع متوقف بسبب مشكلات مع محافظة الاسكندرية المالكة لارض الملاحة، مشيرا الى ان سياسة تجديد فترات الترخيص للملاحات تحتاج لتغيير وتطوير فلا يعقل ان تطالب بعض المحافظات شركات الملح بتأجير ملاحاتها من خلال مزاد تنظمه تلك المحافظات وكأن الملاحة القائمة بالفعل لها اصول عينية يمكن نقلها من مكان لآخر، ولا يدركون ان اصول الملاحة عبارة عن احواض شمسية للترسيب وفصل الملح تم حفرها وتجهيزها فى الارض طبقا لحسابات هندسية تعتمد على درجة سطوع الشمس واتجاه الرياح وخلو التربة من المعادن والشوائب التى تضر بجودة الملح.