أصبحت مصر رائدة فى انشاء الغابات الشجرية باستخدام مياه الصرف الصحى المعالجة لتحقيق عدة أغراض حيوية أهمها ما يلى: إنتاج الأشجار الخشبية ذات القيمة الاقتصادية العالية مما يسهم فى سد احتياجات مصر المحلية من الأخشاب بدلا من استيرادها، وكذلك لتدبير ما يلزم لاحتياجات مدينة دمياط الجديدة لإنتاج الموبيليا بغرض الاستهلاك الداخلى والتصدير. توسيع امتداد الرقعة الخضراء فى الصحراء من أجل مكافحة الجفاف والتصحر، وتثبيت الكثبان الرملية، والحد من تلوث الهواء وعودة المزيد من الكساء الأخضر. تسهم أشجار الغابات المنزرعة فى حماية التربة من التآكل والنحر، حيث إنها تعمل كمصدات رياح، وكأحزمة وقائية خضراء، وأهم أنواع الأشجار المنزرعة بتلك الغابات هى الكايا (الماهوجنى الإفريقى) الكازوارينا الكافور الصنوبر السرو الأكاسيا التوت وغيرها كما أن انشاء تلك الغابات يرتبط بها الكثير من الأنشطة التى تدر دخلا على المدى القريب أو البعيد اهمها أن زراعة أشجار التوت مرتبطة بتربية دودة الحرير (القز) كما يمكن زراعة نباتات الزينة، خاصة الأبصال وزهور القطف، وأيضا يمكن بزراعة السيزال صناعة الحبال. وقد أنشأت وزارة الزراعة ممثلة فى الإدارة المركزية للتشجير والبيئة 33 غابة (بخلاف بعض الغابات تحت الإنشاء) المرتبطة بمحطات الصرف والموزعة على محافظات الوجهين البحرى والقبلى، وتستخدم بها أنظمة الرى المتطورة، خاصة الرى بالتنقيط والمشاتل المخصصة لامداد تلك الغابات بالنباتات اللازمة لها وتعتبر مصر نبراسا للكثير من الدول خاصة الإفريقية، والتى لديها الرغبة فى الاستفادة من الخبرة المصرية فى هذا المجال، وأوضح مثال لذلك هو غابة الصداقة المصرية البوركينية بالصف بمحافظة الجيزة، والتى تبلغ مساحتها نحو 500فدان. لقد أصبح من الضرورى التوسع فى إنشاء تلك الغابات للفوائد العظيمة المستهدفة من جراء ذلك مما يستلزم مضاعفة الجهود المبذولة فى هذا الشأن، وذلك بالتعاون بين وزارات الزراعة والبيئة والرى والمراكز البحثية الزراعية والأجهزة التنفيذية بالمحافظات المختلفة. مهندس نبيل سامى برسوم فرح