بين مصر والسودان علاقات تاريخية وأواصر ممتدة عبر آلاف السنين, لكن رجل الشارع العادي في البلدين لن يشعر بحقيقة هذه المقولات إلا إذا تحولت إلي واقع ملموس يمس حياته بشكل مباشر. من هنا تنبع أهمية الطريق البري الجديد, الذي يربط بين أسوان ودنقلة, والذي وجه علي كرتي وزير خارجية السودان دعوة لحضور افتتاحه إلي الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء أمس. فالطرق البرية بين البلدين ستغير وجه الحياة علي الحدود, وستسهم في زيادة التعاون التجاري والاقتصادي بين مصر والسودان, وقد تأخرنا كثيرا في الاهتمام بهذه الطرق ومازال هناك طريقان آخران تحت الإنشاء هما طريق بورسودان وطريق قسطل, وعندما تكتمل منظومة هذه الطرق ستشهد العلاقات المصرية السودانية ومن ثم المصرية الإفريقية, نقلة كبيرة جدا علي الأرض, يشعر بها رجل الشارع. إن الموقع الجغرافي لكل من مصر والسودان يتطلب ربطهما بشبكة متكاملة من الطرق البرية والنهرية أيضا, تحقق سيولة كبيرة في التنقل بين البلدين, وتخفض تكلفة نقل السلع والبضائع, وتسهم في ربط مصر بالدول الإفريقية وخاصة دول حوض وادي النيل. لكن الطفرة الأكبر في العلاقات بين البلدين ستتم يوم أن تتحول اتفاقية الحريات الأربع, التي وقعت بين البلدين منذ عدة سنوات ولم تنفذ إلي حقيقة, ويتمتع مواطنو البلدين بحرية التنقل والتملك والإقامة والعمل, وهذا هو التكامل الحقيقي والمنشود بين مصر والسودان.