الحديث يكاد لا ينقطع عن النهضة الغنائية التى شهدتها مصر بعد ثورة يوليو 52 واستمر عطاؤها يتواصل حتى انتصار أكتوبر 73 وهى النهضة التى أطلق عليها كبار النقاد والكتاب والصحفيين العصر الذهبى للغناء أو زمن الفن الجميل، وقد اشتهرت فى هذا الزمن ما يسمى بثنائيات كبار الشعراء والملحنين وقد عرضنا فى مقالنا السابق ثنائيات الموسيقار الكبير محمد الموجى وشاعر الألف أغنية مرسى جميل عزيز واللذان أسهما فى نهضتنا الغنائية من خلال إبداعاتهما التى تزال تعيش فى وجداننا حتى الآن ونعرض اليوم لثنائية الموسيقار سيد مكاوى وشاعره المفضل فؤاد حداد وكانت هذه الثنائيات مفتوحة على كل صاحب كلمة جيدة وعل كل صوت جميل يشارك فى هذه النهصة وكان مكاوى وحداد لهما ابداعات غنائية رائعة أنتجتها الإذاعة والتليفزيون نختار منها رائعتهما «تحيا مصر» وتشعر كأنها مكتوبة الآن بعد المقولة التى يرددها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كل المناسبات الوطنية والاجتماعية «تحيا مصر» وهذا يؤكد قدرة الشاعر فؤاد حداد وروعة الملحن المطرب سيد مكاوى «يا دعاء المؤمنين.. بدر بينور سنين.. ياأحن من الحنين..أم كل الانسانية مصر.. ام أبطالنا البواسل ينطلق يسبق يواصل.. أم أولادها الملاح مصر»، ويبدعان أيضا ً رائعة أخرى نصر على إبرازها لما حققته من انتشار واسع فى كل الأقطار العربية وأقصد بها «الأرض بتتكلم عربى» وأبدع فى تلحينها وغنائها مكاوى «الأرض بتتكلم عربى وقول الله.. ان الفجر لمن صلاه.. ماتطولتش معاك الآه.. الأرض بتتكلم عربى ومن حطين.. رد على قدس فلسطين.. الأرض بتتكلم عربى» و تعبر بكل صدق وتدعو لتحرير الأرض العربية من دنس الاحتلال الإسرائيلى. ولم تتوقف إبداعات مكاوى اللحنية عند شاعره المفضل فقط بل انفتحت على كلمات شاعر آخر له جماهيريته الواسعة هو الشاعر الكبير حسين السيد عندما لحن له مكاوى رائعته الشهيرة وغناها بنفسه وحققت انتشارا ً واسعا ً وهى أغنية «ماتفوتنيش أنا وحدى» «ويقول فيها» وحياتك يا حبيبى ريح قلبى معاك.. غاب الشوق معايا وتعب الشوق وياك.. ماتفوتنيش أنا وحدى أفضل أحايل فيك.. خالى المركب تقدر توصل بى وبيك.. خالى شوية عليه وشوية عليك «وهى الأغنية التى تزال تعيش فى وجدان المعجبين بصوت سيد مكاوى ولحنه الرائع لها وقدرة الشاعر على صياغتها الكلامية. ولم يغلق سيد مكاوى الباب على نفسه كملحن تخصص فى شاعر معين أو شاعرين وعندما جاءته الفرصة لتصل ألحانه إلى سيدة الغناء العربى أم كلثوم تفانى فى إبداع رائعته التى كتبها شاعر الشباب أحمد رامى وهى أغنية يامسهرنى «ماخطرتش على بالك يوم تسأل عنى.. وعنيه مجافيها النوم يا مسهرنى» وكان صاحب الفضل فيها الكاتب والأديب الراحل رجاء النقاش الذى كتب مقالا ً يعاتب فيه أم كلثوم بأنها غنت للموجى رائعته « للصبر حدود «ولبليغ حمدى» حب إيه اللى إنت جاى تقول عليه «ولم تطلب من مكاوى أن يلحن لها رغم أنهم من جيل واحد واستجابت لهذه الدعوة فحققت هذه الأغنية نجاحا ً مدويا ً وقد غنتها فى الوصلة الثانية بعد رائعة الشاعر الكبير عبدالله الفيصل «من أجل عينيك عشقت الهوى» وهكذا أسهمت الثنائيات التى أبدعها جيل الرواد بدور كبير فى تحقيق النهضة الغنائية التى حققتها مصر فى زمن الفن الجميل. لمزيد من مقالات مصطفى الضمرانى