يسود الهدوء الحذر مناطق باب التبانة وجبل محسن بطرابلس في شمال لبنان وإن كانت تسمع بين الحين والآخر طلقات رصاص وسقوط قذائف. علي الرغم من الاتفاق الهش الذي تم التوافق عليه أمس الأول بين شخصيات سياسية ودينية في منزل النائب محمد كبارة. واضطرت قوات الجيش المنتشرة علي الخط الفاصل إلي الرد علي مصادر النيران وتسيير دوريات مدرعة وذلك بعد أن تمكنت من تأمين الطريق الدولية في طرابلس وإن حركة المرور عليها محفوفة بالمخاطر بسبب عمليات القناصة. ولاتزال الحركة في طرابلس شبه مشلولة ومعظم المحال التجارية والمؤسسات مغلقة, خشية تجدد الاشتباكات المسلحة في أي وقت لاسباب مجهولة. وكان الوضع الأمني في لبنان موضع اهتمام من مجلس الامن أمس الأول, ووصف جيفري فيلتمان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة الوضع في لبنان, بانه أصبح أكثر خطورة مع استمرار تدهور الأزمة في سوريا, وأشار إلي أن تقديم الدعم الدولي المستمر لحكومة لبنان وقواته المسلحة يزداد أهمية, و أن التوترات التي سببتها المخاوف الداخلية والأمنية لا تزال مرتفعة في هذا البلد ويمكن أن تتفاقم بسهولة بفعل التطورات في سوريا. وقد تزامن القلق الدولي من تداعيات النزاع السوري علي لبنان, مع بيان غير مسبوق لقيادة الجيش اللبناني حذرت فيه البعض في طرابلس من صب الزيت علي النار, واستغلال الأوضاع الاقليمية المتوترة لتصفية حسابات داخلية. وأكد البيان أن قوي الجيش لم تنسحب لحظة من مناطق الاشتباكات أو محيطها وهي تنفذ خطة عسكرية كاملة, لكنها تتعاطي مع الوضع بحكمة لمنع تحويل المدينة إلي ساحة للفتنة الاقليمية. وأعربت مصادر في طرابلس عن أملها في أن يشكل بيان قيادة الجيش بالتوجه نحو الاستمرار بالمساعي لتثبيت المصالحة وتكريسها ضمن المتابعة الأمنية وملاحقة المتورطين, فرصة حقيقية للبدء عمليا في معالجة الخلل الأمني في طرابلس.