صورة أرشيفية يسود الهدوء الحذر مناطق باب التبانة وجبل محسن بطرابلس في شمال لبنان، وتسمع بين الحين والآخر طلقات رصاص وسقوط قذائف، على الرغم من الاتفاق الهش الذي تم التوافق عليه عصر الأربعاء، بين شخصيات سياسية ودينية في منزل النائب محمد كبارة، وتضطر قوى الجيش المتواجدة على الخط الفاصل إلى الرد على مصادر النيران وتسيير دوريات مدرعة. وتمكنت قوى الجيش من تأمين الطريق الدولية في طرابلس، ولكن المرور عليها محفوف بالمخاطر بسبب عمليات القناصة، والحركة في طرابلس شبه مشلولة ومعظم المحال التجارية والمؤسسات مقفلة خشية إعادة اندلاع الاشتباكات المسلحة في أي وقت ولأسباب مجهولة من جانب المواطنين الذين يدعون إلى تدخل قوى للجيش، لفرض سيطرته التامة على المناطق التي شهدت ليل أمس تبادلا لإطلاق القذائف الصاروخية التي سقطت في أماكن بعيدة نسبيا عن أماكن الاشتباكات لاسيما منطقة الزاهرية. وكان الوضع الأمني في لبنان موضع اهتمام من مجلس الأمن،الأربعاء، ووصف مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، جيفري فيلتمان، الوضع في لبنان بأنه أصبح أكثر خطورة، مع استمرار تدهور الأزمة في سوريا، وأصبح تقديم الدعم الدولي المستمر لحكومة لبنان وقواته المسلحة يزداد أهمية. وقد تزامن القلق الدولي من تداعيات النزاع السوري على لبنان، مع بيان غير مسبوق لقيادة الجيش اللبناني، حذرت فيه البعض في طرابلس من صب الزيت على النار، واستغلال الأوضاع الإقليمية المتوترة لتصفية حسابات داخلية. وأكدت أن قوى الجيش لم تنسحب لحظة من مناطق الاشتباكات أو محيطها. وهي تنفذ خطة عسكرية كاملة، لكنها تتعامل مع الوضع بحكمة لمنع تحويل المدينة إلى ساحة للفتنة الإقليمية. وأعلنت القيادة عن مبادرة إلى إجراء حوار مباشر مع القيادات الميدانية المسئولة في المدينة من اجل وأد الفتنة ونزع فتيل التفجير، مع تأكيد حسمها في ضبط الوضع. وأعربت مصادر بطرابلس عن قلقها من تجدد الاشتباكات في المدينة، كما تخوفت من تكرارها في المستقبل، مشيرة إلى أن الظروف السياسية والأمنية ما تزال تشكل أرضية صالحة لتجدد المعارك، متخوفة بالتالي من انعكاسها على مختلف أوضاع المدينة واستقرارها وأمنها.