كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن اتصالات سرية تجرى الآن بين تركيا وإسرائيل لإعادة تطبيع العلاقات بين البلدين، وذلك بعد مرور عدة أشهر على الأزمة الدبلوماسية التى حدثت عقب مقتل نحو 60 فلسطينيا برصاص الجيش الإسرائيلى فى أثناء المظاهرات بقطاع غزة، حيث قررت تركيا حينها طرد إيتان نافى السفير الإسرائيلى، واستدعاء سفيرها لدى إسرائيل للتشاور. ونقلت الصحيفة عن مسئولين إسرائيليين وأتراك قولهم «إن البلدين ينويان عودة السفراء، إذا لم تحدث مفاجآت أو أزمات فى اللحظة الأخيرة». وأضافت أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يسعى حاليا للخروج من أزمته الدبلوماسية مع الولاياتالمتحدة وما لحقها من أضرار كبيرة على الاقتصاد التركى وأدت إلى تدهور الليرة التركية مقابل الدولار عبر إعادة تطبيع علاقات بلاده مع إسرائيل وهو أمر بحاجة إلى مقابل. وذكرت أن ذلك المقابل هو «نهاية الحرب الأهلية فى سوريا والخوف من إلحاق الأذى بالمصالح التركية إيجاد حالة يكون لدى إسرائيل وتركيا فيها عدو مشترك فى سوريا، وهو حكومة الرئيس السورى بشار الأسد والوجود الإيرانى فى سوريا». وأضافت الصحيفة أن أردوغان فضل تحسين العلاقات مع إسرائيل كى لا يواجه أزمة جديدة مع الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب بسبب علاقاته السيئة مع إسرائيل. وأضافت الصحيفة أن الدليل على أن الأمور بين إسرائيل وتركيا تسير نحو إنهاء الأزمة، هو إعلان وزارة الخارجية الإسرائيلية قبل أيام عن رغبتها فى تعيين سفير جديد لدى تركيا خلال صيف2019 ، علاوة على توقف أنقرة عن استنكار الهجمات المنسوبة لتل أبيب داخل سوريا، وذلك بفعل توجيهات قيل إنها من جهات عليا فى الدولة التركية، بحسب الصحيفة. وأشارت إلى أن الجانب التركى هو الآخر كان قد أرسل إلى إسرائيل ملحقا اقتصاديا بعد أن كان المنصب شاغرا لمدة أعوام وذلك لتوطيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وعلى صعيد آخر، ذكرت وكالة «بلومبرج» الإخبارية أن الليرة التركية انخفضت مجددا وسط ندرة السيولة وتواصل خسائر عملات الأسواق الناشئة. وجاء هذا الانخفاض بشكل مفاجئ بعد أيام حافظت فيها العملة التركية على استقرارها. وفى الوقت ذاته، أظهرت بيانات من معهد الإحصاءات التركى ارتفاع معدل البطالة إلى 10.2% فى الفترة من مايو إلى يوليو الماضيين مقارنة ب9.7% قبل شهر. وفى غضون ذلك، اعترفت وزارة المالية التركية بأن عجز الميزانية بلغ 5.8 مليار ليرة، أى ما يعادل 931 مليون دولار، فى أغسطس الماضى.
