«التعليم العالي»: إدراج 15 جامعة مصرية فى تصنيف ليدن الهولندي    مفتي الجمهورية: الهجرة النبوية رسخت مبادئ الوسطية والتسامح وسيادة القانون    مصدر حكومي: البرلمان سيدرس برنامج الحكومة خلال 10 أيام لمنحها الثقة    أسعار سبائك الذهبBTC اليوم 7-7-2024 في محافظة قنا    الأحد 7 يوليو 2024.. نشرة أسعار الأسماك بسوق العبور للجملة    وزير الري يوجه بمتابعة مناسيب وتصرفات المياه بترع أسوان لاستيفاء الاحتياجات المائية بالمحافظة    محافظ أسيوط مهلة أسبوع لوكلاء الوزارات ورؤساء المراكز لوضع خطه عمل وآلية تنفيذها    بدء التشغيل التجريبي لإحدى قاعات مجمع السينمات بالمدينة التراثية ب«العلمين الجديدة»    الأحد 7 يوليو 2024.. نشرة أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية اليوم    وصول شحنة الغاز الثانية وتأثيرها على أزمة الكهرباء في مصر    275 يوما من العدوان.. شهداء وجرحى في قصف للاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة    روسيا تعلن تدمير منصتين لإطلاق صواريخ باتريوت في أوكرانيا    إصابة مستوطن بجروح خطيرة في كفار زيتيم جراء الرشقة الصاروخية بالجليل الأسفل    أوروجواي تقصي البرازيل في طريقها لنصف نهائي كوبا أمريكا    أرنولد: طريقة تسديد ضربة الجزاء أمام سويسرا كانت فكرة ساوثجيت    مدرب بنما: لا نستحق نتيجة مباراة كولومبيا    أكرم توفيق يعود لقيادة خط وسط الأهلي أمام الطلائع    الأرصاد تحذر المصطافين من ارتفاع الأمواج في السواحل الشمالية الغربية ومناطق بالبحر الأحمر    "استخراج الآن" رابط نتائج البكالوريا سوريا 2024 عبر موقع وزارة التربية وتطبيق نتائج الامتحانات moed.gov.sy    نشرة مرور "الفجر".. انتظام حركة شوارع القاهرة والجيزة    إخماد حريق نشب داخل مخزن بالنزهة الجديدة    إخلاء سبيل حسام حبيب بكفالة مالية في اتهامه بالتعدي بالضرب على شرين عبدالوهاب    عبدالحليم حافظ في العلمين.. كواليس ظهور جديد للعندليب على خشبة المسرح    رأس السنة الهجرية.. من أول من وضع بداية التقويم الهجري؟    عملة نقدية وبديل للدم.. معلومات جديدة عن الشوكولاتة في يومها العالمي    صدمة.. دراسة أسترالية: القهوة آمنة لمرضى القلب    أمين الفتوى: الهجرة كانت معنوية وليست بدنية فقط (فيديو)    عمرو الفقي يشيد بتصريحات تركي آل الشيخ عن الفن المصري    حقيقة وفاة لاعبين اثنين من اتحاد طنجة المغربي.. جرفتهما الرياح أثناء السباحة    إجراء تحليل مخدرات لسائق دهس ربة منزل بالعجوزة    المئات يتظاهرون أمام مقار وزراء وأعضاء بالكنيست للمطالبة بإبرام صفقة تبادل    إخلاء سبيل حسام حبيب من قسم التجمع بضمان مالي 5 آلاف جنيه    إصابة 5 أشخاص بحالة تسمم غذائى داخل منزلهم فى طما بسوهاج    دعاء استقبال العام الهجري الجديد 1446.. خذ الأجر والثواب    النسوية الإسلامية (الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ): خاتم الأنبياء.. والهجرة للرجال والنساء! "101"    خلال يونيو.. إصدار 271 ألف قرار علاج على نفقة الدولة بتكلفة 1.6 مليار جنيه    الصحة: إصدار 271 ألف قرار علاج على نفقة الدولة بتكلفة 1.6 مليار جنيه    شيخ الأزهر يلتقي مسلمي تايلاند في بانكوك "صور"    وزير الخارجية البريطاني الجديد يلتقي بيربوك في برلين    مظاهرات في إسرائيل تطالب بصفقة تبادل مع حماس وإقالة نتنياهو    أوروجواي يتأهل لنصف نهائي كوبا أمريكا بعد الفوز على البرازيل بركلات الترجيح    حدث ليلا.. كارثة كروية في المغرب وأزمة منتظرة بفرنسا وإضراب شامل داخل إسرائيل |عاجل    غرفة الصناعات الكيماوية: قطاع الصناعة سيشهد طفرة الفترة المقبلة    أول تعليق من التعليم على قيام سيدة بترديد اجابات الكيمياء أسفل نوافذ أحد اللجان    نقابة الصيادلة: صناعة الدواء المصري الأفضل على مستوى الشرق الأوسط    حادث مروع.. غرق 5 لاعبين من فريق مغربي شهير    خالد الجندي: هجرة الرسول تمثل القدرة على اتخاذ قرار.. ونتج عنها ميلاد أمة    نشوى مصطفى تتعرض لحادث بسيارتها.. وتعلق: "ربنا نجانى برحمته ولطفه"    ربيع ياسين: إمكانات أحمد رفعت كانت تؤهلة للعب للأهلي والزمالك    ضياء السيد: رفعت صاحب شخصية قوية منذ صغره.. وكنا نستعد لعودته للملاعب    مجلس التعاون الخليجى يدين قصف إسرائيل لمدرسة الجاعونى التابعة للأونروا بغزة    حظك اليوم برج القوس الأحد 7-7-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    استدعاء شيرين عبدالوهاب للتحقيق في بلاغها ضد حسام حبيب بضربها    أحمد دياب يكشف تفاصيل ما حدث لأحمد رفعت لاعب مودرن سبورت    الأكاديمية العسكرية المصرية تحتفل بتخرج الدفعة الأولى (ب) من المعينين بالجهات القضائية بعد إتمام دورتهم التدريبية بالكلية الحربية    آخر فرصة للتقديم.. وظائف خالية بجامعة الفيوم (المستندات والشروط)    عاجل.. رئيس مودرن سبورت يكشف تفاصيل عقد أحمد رفعت وقيمة راتبه المستحق لأسرته    احذروا.. تناول هذه الإضافات في الآيس كريم قد يشكل خطراً على الصحة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نحو مجتمع آمن مستقر
يوم عرفة

أسبغ الله تعالى على يوم عرفة ما شاء من الفضل والمنح،وأكمل في مثله في العام العاشر الهجري لهذه الأمة دينها بحيث صارت جملة الشريعة الحاصلة بالقرآن الكريم والسنة الشريفة وافية في كل عصر من العصور بما يحتاجه الناس في مختلف الأمور، وهذا هو المراد بقوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)[البقرة: 185].
كما يمتاز يوم عرفة على سائر الأيام بأنه موسم للفضل الإلهي واللطف الرباني؛ فإن الله سبحانه يتجلى في هذا الموقف الجامع على عباده من الحجاج بالكرامة والرضوان والمغفرة والعتق حتى يحلهم من كرامته ورضوانه محل الشيء المُباهَى به، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة، فيقول: انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا» (مسند الإمام أحمد)
لقد جعل الله تعالى يوم عرفة وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة من كل عام هجري ميقاتا زمانيًّا يقع فيه أهم أركان الحج، وهو الوقوف بعرفة الذي يُعَدُّ ركن الحج الأعظم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الْحَجُّ عَرَفَةُ»(سنن الترمذى)
وقد أجمع المسلمون على صحة الوقوف بأي جزءٍ من عرفة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «وَقَفْتُ هَا هُنَا، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ»، وتبدأ حدود وادي عرفات من نهاية الحرم وبداية الحِلِّ، وهي حدود معروفة معلومة أجمع المسلمون عليها، إلا ما يُحكى من خلافٍ ضعيفٍ في نَمِرَة، حتى نَصَّ الفقهاء على أن مسجد إبراهيم وهو المسمَّى ب«مسجد نَمِرة» ليس كله من عرفة، بل مُقدَّمُه من طرف وادي عُرَنَة وآخره في عرفات.
ويجب على الحجاج تنظيم الوقوف والنفرة انطلاقا من وجوب المحافظة على النفس مِن الخطر أو توقعه؛ لأن الزحام الشديد الذي عليه الحجُّ في زماننا والذي تحصل فيه الإصابات والوفيات سواء أكان حاصلًا للحاج في مكانه أم متوقَّعَ الحصول في المكان الذي سيذهب إليه- يُعَدُّ مرخِّصًا شرعيًّا للحُجَّاج أن يتخيروا من أقوال الفقهاء خاصة المسائل الخلافية ما هو أنسب بالحفاظ على أمنهم وسلامتهم.
وقد حثَّ الشرعُ الشريفُ المسلمَ الذي لم يكتب له الحج في هذا العام على الاجتهاد والمسارعة لطلب جزيل الأجر والنفحات الإلهية المبثوثة في هذا الزمن المبارك من خلال التقرب إلى الله تعالى بأنواع البر والأعمال الصالحة، خاصة الصيام؛ فقد صامه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه كاشفًا عن الثواب المترتب على ذلك من تكثير للحسنات ورفعة في الدرجات كما في قولِه صلى الله عليه وسلم: «صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يُكَفِّر السنة التي قبله، والسنة التي بعده»(صحيح مسلم)
ويستحب أيضًا إحياء ليلته ونهاره بالإكثار من الدعاء والذكر والاستغفار والتضرع إلى الله الرؤوف، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير»(سنن الترمذى)
هذا الفضل العميم المبثوث في يوم عرفة يرشد المسلم المخلص إلى سمات طريق الله تعالى وسبل تحصيل رضوانه واغتنام نفحاته العظيمة، كما يكشف عن المقاصد السامية التي يشملها منسك الوقوف بعرفات الذي يمثل عبادة جامعة تصور للحجاج حسًّا موقفهم أمام ربهم يوم القيامة حيث البعث والحشر، فقد اجتمعوا في هذا الموقف المهيب شعثًا غبرًا، مقبلين على ربهم متجردين من زينة الحياة الدنيا ومفاخرها؛ وهي تمثل في ذات الوقت تجربة تربوية حقيقية في نفوس المسلمين من شأنها ترسيخ التجرد التام والإيمان الصادق واللجوء إلى الله وحده، وحثّ المسلمين على ضرورة تقوية الروابط فيما بينهم، وإرشادهم إلى الاجتماع حول العروة الوثقى الذي لا انفصام لها ولا تفاضل فيها إلا بالنيات الخالصة والعمل الصالح.
رزقنا الله وإياكم من فضائل ونفحات يوم عرفة . وكل عام ومصر والأمة العربية والإسلامية بخير .
لمزيد من مقالات د.شوقى علام مفتى الجمهورية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.