لقد أملت إسرائيل أن تنفجر قنبلة عملية رفح في حضن الرئيس محمد مرسي لكنه بتوفيق الله أعاد رميها باتجاههم لتنفجر في وجوههم, ويستثمرها في إعادة تعريف الثورة. حيث نجح الرئيس في إنهاء حقبة الدولة ذات الرأسين, والانتقال من حكم العسكر إلي الدولة المدنية, بعدما نجح في استعادة سلطاته التنفيذية كاملة من ملعب العسكر. لقد أثبت الدكتور مرسي أنه أقوي مما يبدو عليه, إلي درجة أن قراراته الأخيرة أسكتت كثيرين من نقاده خوفا أو إعجابا, ففي حركة واحدة تمكن من حسم الجدل الذي كان يدور في مصر منذ قيام ثورة يناير عمن يحكم البلاد, لقد أتخذ الدكتور مرسي قراراته وهو يعلم أن الشعب وقوي الثورة تسانده, حتي أصبح لسان حال المصريين قائلا: لم نعد مبهورين باردوغان تركيا فلدينا الان مرسي مصر سنبهر العالم قريبا بالتجربة المصرية باذن الله تعالي. الآن, الدكتور مرسي وحكومته مسئولون مسئولية كاملة ومباشرة أمام الشعب, بعد أن سقطت أهم المبررات التي كان يمكن استخدامها لتبرير أي عجز أو تقصير, من الأمن إلي الخبز والحريات. لم يعد هناك مجلس عسكري, ولا أمن مركزي ولا فلول أساسيون من نظام مبارك يمكن أن يلاموا, وها هي بداية التحديات.. فالفترة المقبلة في مصر ستكون بمثابة رصد دقيق لسياسات الرئيس مرسي في الشأن الاقتصادي والتنموي مع عدم إغفال الجانب الدستوري والتشريعي, وقتها فقط سيتنفس المصريون الصعداء ويدركون أنهم باتوا علي الطريق الصحيح, قبل ذلك سيظل القلق مستمرا. وإذا كان السؤال عن جرأة القرارات الخاطفة التي اتخذها مرسي في إعادة ترتيب بيت العسكر, وتبديل قياداتهم, لطي مرحلة الصراع الصامت والمكشوف مع طنطاوي والمجلس العسكري,فإن ذلك يتواري سريعا أمام الحاجة للتفرغ لاستعادة الأمن وإنقاذ مصر من انهيار اقتصادي من شأنه أن يضع الاخوان في مواجهة ثورة جياع.. فالحال أن بين المصريين كثيرين ممن ما زالوا يخافون علي استقرار البلد, من البطالة وتصدع الاقتصاد. إننا نحذر وبدون تجن علي الحقائق أن هناك مخططا يشجع تسلل الشائعات, لتيئيس المصريين بإمكانات الإنقاذ, وهز ثقة المصريين بالدولة- لا النظام- لتكفيرهم بجدوي الاحتكام الي المسار الديمقراطي وصناديق الاقتراع, التي تنتظرهم مجددا قبل نهاية السنة, لاختيار البرلمان الجديد. فالمعركة مع الإعلام ما زالت في بدايتها, وقد تكون أقسي جدا من مواجهة التكفيريين وعصابات السلاح. وإننا نؤكد في النهاية أن الشعب المصري استيقظ من سباته العميق, ويعرف كيف يحقق أهدافه, ولا يحتاج إلي وصاية أحد!! [email protected] المزيد من أعمدة محمود المناوى