علي مدي سنوات طويلة مضت وفد علي وزارة التربية والتعليم العديد من الوزراء الذين جاءوا إلي الوزارة وخرجوا منها الواحد تلو الآخر دون إضافة أو انجاز حقيقي يذكر لهم. فقد شغلوا أنفسهم وهم علي المقعد الوثير بقضايا فرعية ومسائل هامشية بعيدة كل البعد عن جوهر التعليم حتي تراكمت المشكلات وتعقدت الأمور ووصل حال التعليم إلي درجة خطيرة من التدهور والانهيار انتعشت معها وراجت سوق الدروس الخصوصية حتي هجر الطلاب مدارسهم وتركوها خاوية علي عروشها وأصبحنا في كارثة حقيقية بعد أن اختلفت تماما منظومة التعليم واكتفي كل وزير بموقف المتفرج أو العاجز أو اللجوء إلي العلاج بالتصريحات والشعارات دون التحرك علي الأرض للمواجهة والحسم واتخاذ الاجراءات الكفيلة بإعادة الأمور إلي نصابها الصحيح وعلاج الخلل وتصحيح الأوضاع والسياسات التعليمية الخاطئة. وفي تصريحاته لالأهرام أكد الدكتور إبراهيم غنيم وزير التربية والتعليم الجديد أن مهمته خلال الفترة المقبلة تتمثل في عودة المعلم والطالب إلي المدرسة وانهاء عصر المدارس الليلية ومعاناة المصريين من الدروس الخصوصية وفي تصوري أن الوزير الجديد قد وضع يده علي موطن الداء واختار البداية الصحيحة ولو انه لم يفعل سوي ذلك لكفاه ذلك, فعودة الطلاب والمعلمين إلي مدارسهم تعني عودة الروح إلي التعليم وعودة الحياة والانضباط إلي مدارسنا وهو إنجاز مهم وضروري علي طريق الاصلاح والتطوير المنشود وأتمني للدكتور غنيم أن ينجح بالفعل في تحقيق هذه المهمة المقدسة التي تهرب منها كل من سبقه من وزراء التعليم والمهم ألا تطول الفترة التي يحتاجها الوزير لتحقيق مهمته فلم يعد الأمر يحتمل المزيد من التأجيل وبخصوص عودة الطلاب إلي مدارسهم فإن الأمر يحتاج بالضرورة إلي اجراء تعديلات تشريعية عاجلة علي قانون التعليم الحالي خاصة بالنسبة لتلك المواد التي تتعلق بغياب الطلاب وتنظيم علاقتهم بالمدرسة وهي تعديلات يجب أن تصب في اتجاه انضباط الطلاب وردعهم واجبارهم علي الحضور واحترام مدارسهم. في هذه الرسالة يفجر الأستاذ جلال عبدالحميد محمود قضية التعليم من جديد, ومازال الخبراء والمسئولون عاجزين عن ايجاد حل لهذه المعضلة, فمتي يعود المعلم والطالب إلي المدرسة؟.. ومتي تتحقق البداية الصحيحة علي هذا الطريق؟