* يجب المحافظة على نظافة المسجد.. والصلاة والذكر أفضل الأعمال عن حكم الاعتكاف ومشروعيته يقول الدكتور أحمد محمود كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن الاعتكاف معناه اللبث فى المسجد بنية التقرب إلى الله عز وجل. وهو سنة مؤكدة عن النبى صلى الله عليه وسلم، حيث اعتكف عليه الصلاة والسلام العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى ثم اعتكف أزواجه من بعده. وحكم الاعتكاف أنه سنة إلا إذا كان نذرا فيكون واجبا. والاعتكاف مكانه المسجد، فيرى المالكية والشافعية فى أى مسجد لعموم ذلك، فيما يرى الحنفية والحنابلة أنه يكون بالمسجد الجامع. ويشترط فى المعتكف عدم الجماع لقوله تعالى “ولا تباشروهن وأنتم عاكفون فى المساجد”، ويبطل الاعتكاف بخروج المعتكف لغير عذر ضرورى كقضاء حاجة من بول أو غائط ولقيء وغسل نجاسة، وفعل طهارة وإحضار طعام وشراب إن لم يجد من يحضره له. والأصل فيه خبر “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اعتكف يدلى إليَ رأسه وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان” وتتأكد سنية الاعتكاف فى العشر الأواخر من رمضان، وفى المساجد الثلاثة التى تشد الرحال إليها: المسجد الحرام بمكة، والمسجد النبوى بالمدينة المنورة، والمسجد الأقصى بالقدس الشريف. آداب الاعتكاف من جانبه يوضح الدكتور ناصر محمود وهدان الأستاذ بجامعة العريش أن الاعتكاف عبادة ينقطع فيها العبد فترة معينة للتقرب إلى الله، والاعتكاف يربى النفس ويهذبها ويعلمها الصبر على الطاعة وإخلاص النية والتقرب إلى الله والزهد فى الدنيا وملذاتها. ويشير وهدان إلى أن للاعتكاف آدابا، منها إخلاص النية لله عز وجل فيكون وقت المعتكف كله صياما وقياما وصلاة ونوما ويقظة هو لله عز وجل، ومن ثم ينبغى شغل الوقت بالمحافظة على الأذكار وقراءة القرآن وصلوات النوافل والإكثار من الدعاء وترقب أوقات الإجابة. ولا مانع من قراءة الكتب الشرعية فيما يتعلق بالتفسير والعبادات وغيرها، مع الانشغال الدائم بالنصيحة والتذكير بالله وتدبر كلام الله وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم.. هذا بالإضافة إلى أن الاعتكاف فرصة عظيمة لترقب ليلة القدر وتعظيم العبادة فى ليالى الوتر أملا فى إدراك تلك الليلة المباركة. وعلى المعتكف أن يحرص على تطبيق السنة ويبتعد عن كثرة الكلام والمراء واللغو فضلا عن جميع المنكرات كغيبة ونميمة وغيرها، وأن يدرك أن وقت اعتكافه هو انقطاع للعبادة فلا ينشغل كثيرا بأمور الدنيا وما هو خارج المسجد اللهم إلا ما كان لضرورة ومصلحة لا تتحقق إلا به، فلا داعى للخروج من المسجد لغير ضرورة، ولا داعى للمبالغة فى الاتصالات التليفونية المتكررة والطويلة إلا بما يحقق المصلحة فقط. وعليه أيضا أن يتجنب كثرة النوم وكثرة الطعام، فالاعتكاف إصلاح للقلب وتربية للنفس وتهذيب لها وليس ترفيها، كما أن كثرة الطعام تدعو للخمول والكسل عن العبادة، وقلة الطعام تعين على العبادة ورقة القلب. والاعتكاف عبادة لمن يحرص على آدابها ويقوى عليها، فإذا كان البعض يصطحب بعض صغاره للمسجد لتعويدهم على الاعتكاف فينبغى أن يكون ذلك فى إطار يحافظ على آداب المسجد ولا يزعج المعتكفين أو يشغلهم عن التعبد لله، وإلا كان البيت للصغار أولى من اعتكافهم بالمسجد . ويلزم المعتكفين المحافظة على نظافة المسجد، والتخلص من بقايا الأطعمة التى تحدث رائحة أولا بأول، فلا ينبغى أن يأتى وقت الصلاة ويجد المصلون المسجد معبأ بروائح كريهة أو مزدحما بأشياء ومتعلقات المعتكفين هنا وهناك، ومن ثم فينبغى على المعتكفين أن يحرصوا على النظافة والنظام، وأن يجمعوا أشياءهم فى ركن معين وسترها بساتر بما لا ينفر باقى المصلين من غير المعتكفين. وأن يستيقظ المعتكفون قبل أوقات صلاة الفريضة بوقت كاف، لتهيئة المسجد للصلاة، وعدم تأذى المصلين. فضلا عن أن المعتكف يجب أن يكون صورة مشرفة ونموذجا للمسلم الأكثر التزاما من غير المعتكف، ويظهر ذلك جليا فى مراعاته لآداب الاعتكاف. واغتنام هذه الفرصة العظيمة فأوقات الاعتكاف محدودة، كما أن أيضا أوقات رمضان محدودة كذلك يجب أن نغتنمها فيما يفيدنا فى الآخرة.