* الإرهابيون لن ينالوا من جنودنا البواسل.. ووجب علينا الدعاء لمن يجاهدون وهم صائمون تتبوأ معركة عبور قناة السويس يوم العاشر من رمضان مكانتها العالية بين مواقع الإسلام، لأنها كانت تحمل كل خصائص المواقع الإسلامية المشهورة، فهى معركة العبور التى أبلى فيها المقاتلون بلاء حسنا، مستمسكين بصلتهم بالله، متخذين كل سبل الجهاد والأخذ بالأسباب.
إنها مشاهد تضحية رسمت صورة بطولية دلت على ترابط وقوة وعمق العلاقة بين الشعب المصرى وقواته المسلحة ووقوفهما صفا واحداً أمام العدو، وكان شعار: «الله أكبر» عنوان جهادهم وشعار حربهم نابعا من الأعماق، فهم يؤمنون أن الله أكبر من الأعداء وأكبر من أسلحتهم، فحطموا أسطورة الجيش الذى لا يقهر، وصدق فيهم قول الله تعالى: «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا». ولقد وثق جنود مصر البواسل إيمانهم بالله تعالي، وأخذوا بالأسباب وجمعوا بين الإيمان والعمل، وبين الجهاد والتقوى فحقق الله لهم ما تصبو إليه نفوسهم من النصر على أعدائهم، فكان قرار العبور وكان النصر بإذن الله الواحد القهار. وواجب علينا جميعا أن نتذكر بالفخار والإكبار وبالدعاء والتضرع، أولئك الأبرار من الشهداء الذين قضوا نحبهم دفاعا عن عقيدتهم وأمتهم. وان نتذكر أيضا أولئك الذين كانوا يقاتلون الإرهاب الآثم على أرض سيناء وهم صائمون، ولم يمنعهم الصيام من الجهاد، دفاعا عن الوطن. وقال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، إن تحرير سيناء ما كان ليتم إلا ببذل الغالى والرخيص من أجل تحرير هذا الوطن، فقد بُذِلَت من أجل ذلك الأرواحُ، حتى استطعنا أن نستردَّ كلَّ شبر محتلٍّ من أرض الوطن، وإن أبطالنا من القوات المسلحة البواسل لَيُقدِّمون أرواحهم ويروون تراب الوطن بدمائهم الزكية من أجل حمايته والذَّود عنه ومواجهة المخاطر والتحديات التى تستهدف أمنَه وتهدد استقراره. وأضاف: إن المصريين الذين ضحوا بأموالهم وأنفسهم ليحققوا النصر العظيم فى العاشر من رمضان وعبور خط برليف قادرون على مواجهة جميع التحديات الراهنة والعبور بمصر إلى بر الأمان إذا أخذوا بالأسباب والتخطيط السليم والعمل الدءوب. وأن أبناء مصر وجيشها خرجوا جميعا ليدافعوا عن أرضهم بقلوبٍ متجهة إلى الله عز وجل تلتمس منه النصر فأيدهم بنصره، لأنهم باشروا الأسباب التى تؤدى إلى النصر، من قوة إرادة وعزيمة وصبر، فقد قضى أبناء مصر 6 سنوات يعدون العدة للثأر وكانت سنوات عجافًا مرت على مصر بآلام وأحزان وشدائد، لكنهم فى النهاية استطاعوا أن يتخطوها ليفوزوا بالنصر من عند الله. وأوضح المفتى أننا الآن فى أشد الحاجة للاستفادة من أسباب نصر العاشر من رمضان والتى من بينها أن القوات المسلحة ومن ورائهم جموع الشعب المصرى بكل طوائفه، كانوا جميعا كالبنيان المرصوص وسهروا الليالى من أجل هذا النصر، وهذا ما نحتاجه فى تلك المرحلة، من خلال تضافر جهود المصريين جميعا على كل المستويات للعبور بمصر عبر التنمية الشاملة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، لتتبوأ مكانتها المستحقة بين الأمم. ودعا المفتى المصريين جميعًا أن يتكاتفوا ويتَّحدوا معًا من أجل مواجهة جماعات التطرف والإرهاب، وأن يدعموا مؤسسات الدولة وفى مقدمتها الجيش دعمًا كاملًا فى حربها ضد التطرف والإرهاب، والعملية العسكرية الشاملة « سيناء 2018 »، وضرورة مساندة الجهود والتضحيات الكبيرة التى يقدمها أبطال القوات المسلحة فى حروبهم المستمرة ضد الجماعات والتنظيمات الإرهابية التى تسعى لنشر الفوضى والدمار لتفويت الفرصة على المتربصين بأمن الوطن ومستقبله. معركة البناء من جانبه يقول الدكتور مختار مرزوق، عميد كلية أصول الدين بأسيوط السابق، إن فى هذه الأيام المباركة يسترجع المصريون والعرب ذكرى غالية على قلوبهم هى الانتصار المجيد الذى تحقق فى العاشر من رمضان والذى سطر فيه الجيش المصرى صفحة من أنصع الصفحات فى تاريخ العسكرية المصرية والعربية كما سطره التاريخ بأحرف من نور، ففى هذه الذكرى المباركة، انتصر الجيش المصرى على العدو الإسرائيلى واسترد قلب مصر الحبيبة، ألا وهى سيناء، أرض الفيروز، بعد أن عبر أكبر مانع مائى فى العالم، وتحطيم خط بارليف الحصين، والموضوع ليس استرداد أرض فقط، ولكنها كانت معركة استرداد كرامة، ورغم مرور كل هذه السنوات، إلا أن هذا الانتصار العظيم مازال يخضع للتحليل والدراسة فى المؤسسات العسكرية فى العالم لما شهده من براعة فى القتال من الجندى المصرى ومن مفاجآت عجزت إسرائيل عن مواجهتها فى ست ساعات، وما كنا نسمعه عن القوة التى لا تقهر.