فى ظل عجزها عن مواجهة “العزلة” التى فرضتها عليها قرارات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، تشهد إيران مظاهرات حاشدة اليوم للاحتجاج على انسحاب واشنطن من الاتفاق النووى والعقوبات الأمريكية ضد نظام طهران. وذكرت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية أنه من المتوقع أن تخرج مظاهرات فى إيران عقب صلاة الجمعة للتنديد بالإجراءات الأمريكية، وذلك استجابة لدعوة مما يسمى ب”مجلس تنسيق الإعلام الإسلامي”. فى غضون ذلك، نقلت وكالة فارس عن البريجيدير جنرال حسين سلامى نائب القائد العام للحرس الثورى الإيرانى قوله أمس إن الدول الأوروبية عاجزة عن إنقاذ الاتفاق النووى مع إيران بعد القرار الأمريكي. وأضاف سلامى “أعداء إيران لا يسعون للمواجهة العسكرية، يريدون الضغط على بلادنا بالعزلة الاقتصادية، والمقاومة هى السبيل الوحيد لمواجهة هؤلاء الأعداء وليس الدبلوماسية”، ولكن دون أن يوضح ما يقصده.وفى واشنطن، انتقد الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووى مع إيران، مؤكدا أنه ربما يكون قد اقترف أكبر خطأ حتى الآن. ونقلت شبكة “سي.إن.إن” الإخبارية الأمريكية أمس عن كارتر القول :”عندما يوقع رئيس أمريكى على اتفاق فإن ذلك ينبغى أن يكون ملزما على جميع من يخلفه بالرئاسة، إلا فى حالة تغير الوضع بصورة درامية”. وأضاف قائلا : “أعتقد أن هذا الانسحاب يرسل رسالة إلى كوريا الشمالية مفادها أنه عندما توقع الولاياتالمتحدة على اتفاقية فإنها قد تلتزم بها وقد لا تفعل”.يأتى ذلك فى الوقت الذى قال فيه مسئولون أمريكيون إن وزير الخارجية مايك بومبيو سيبدأ محادثات مع الحلفاء فى أوروبا والشرق الأوسط وآسيا فى محاولة لإقناعهم بالضغط على إيران من أجل كبح برامجها النووية والصاروخية. وكشف مسئول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية عن أن مباحثات تجرى بالفعل مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وأيضا اليابان والعراق وإسرائيل، بشأن الخطوات المقبلة منذ انسحاب ترامب من الاتفاق. وأضاف : “المحادثات ستركز على كيفية تكثيف الضغط على إيران بشكل بناء يؤدى إلى جلوسهم على مائدة المفاوضات”.فى الوقت نفسه، ذكر مسئول فى البعثة الأمريكية للوكالة الدولية للطاقة الذرية فى فيينا أمس أن الولاياتالمتحدة لن تتوقف عن تمويل عمليات التفتيش المكثفة الخاصة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية فى إيران رغم انسحابها من الاتفاق.وفى موسكو، أكد سيرجى ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسى إن موسكو ملتزمة بقوة بمواصلة توطيد أواصر روابطها مع إيران رغم قرار الولاياتالمتحدة.