عثمان الجوهري نبدأ بالإمام الجنيدي الذي يقول: ما أخذت التصوف عن القيل والقال لكن عن الجوع وترك الدنيا وقطع المألوف والمستحسنات. وعن يحيي بن سعيد قال النبي صلي الله عليه وسلم: إذا رأيتم الرجل قد أوتي زهدا في الدنيا ومنطقا فأقتربوا منه فإنه يلقن الحكمة. وقد جاء في التوراه: الغني في القناعة والسلامة في العزلة عن الناس والعافية في رفض الشهوة والنجاة في ترك الرغبة والتمتع في حياته بالصبر وليس الزهد بتحريم الحلال ولا اضاعة المال إنما الزهد في الدنيا أن تكون بعيدا عن التفاخر والتكاثر والجشع والطمع وأيضا ينبغي ألا يفهم معني الزهد هو لبس المرقعات والعقود عن العمل والكسب أو تحقير النعم بمنهج أن المال وسيلة لاغاية وبوسطية وإعتدال دون ميل إلي جانب علي حساب جانب أخر وتبقي كذلك كلمة الزهد من أعمال القلوب بدءا وإنتهاءا. فالزهد في الدنيا مقام شريف من مقامات السالكين في درب الايمان الحق ولما كان الزهد هو رغبة من محبوب بالجملة لم يقصد إلا بالعدل عن شئ الي شئ آخر هو أحب منه والعبادة عبارة عن ترك المباحات التي هي حظ النفس ولايبعد أن يقدر علي ترك المباحات ولذلك فالزاهد الحق هو من أتته الدنيا راغمة صفوا عفوا وهو قادر علي التنعم بها من غير نقصان جاه ويؤثر الزاهد عادة في جميع أحواله ما وعدبه في الجنة علي ماتيسر له في الدنيا لعلمه ويقينه بان ما في الاخرة عند الله عز وجل هو خير وأبقي.