أثار قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى انقساما دوليا، ما بين مؤيد ومعارض بشدة للإجراء الأمريكى بعزل إيران. وكان رد الفعل الإيرانى غاضبا على المستوى الرسمى، فقد أحرق نواب إيرانيون أمس علما أمريكيا ونسخة رمزية من الاتفاق النووى على منصة مجلس الشورى، وسط هتاف «الموت لأمريكا». ووصف المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية على خامنئى إعلان ترامب بأنه «سخيف وسطحى»، بينما أكد الرئيس حسن روحانى أن طهران تريد التفاوض مع بقية الدول الأطراف فى الاتفاق، لكنها لن تتوانى عن استئناف تخصيب اليورانيوم فى حالة فشل هذه المفاوضات. أما على لاريجانى، رئيس البرلمان، فاعتبر أن الانسحاب انتهاك للاتفاق. وفى الولاياتالمتحدة، أكد وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو أن واشنطن ستعمل مع حلفائها لإيجاد حل حقيقى وشامل ودائم للتهديد الإيرانى، إلا أن قرار ترامب كان له معارضون بطبيعة الحال، وعلى رأسهم مهندس الاتفاق النووى نفسه الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما الذى اعتبر قرار ترامب الانسحاب من الصفقة النووية الإيرانية «خطأ فادحا». عربيا، ورغم المعارضة السورية والعراقية، أعلنت دول الخليج العربى، وعلى رأسها السعودية والإمارات والبحرين، تأييدها للخطوات التى أعلنها الرئيس الأمريكى. كانت مصر من جانبها قد تابعت منذ أمس الأول باهتمام كبير القرار الأمريكى بشأن إيران، وقالت وزارة الخارجية فى بيان: «إن مصر، إذ تقدر الحرص الأمريكى والدولى على معالجة كل الشواغل الإقليمية والدولية المرتبطة بالاتفاق النووى مع إيران والتدخلات الإيرانية فى الشئون الداخلية للدول العربية، فإنها تؤكد ضرورة وفاء إيران بالتزاماتها الكاملة». اقتصاديا، وفى تطبيق فورى لسلاح العقوبات ضد طهران، أكد جون بولتون، مستشار الأمن القومى الأمريكى، أن العقوبات الأمريكية المرتبطة بالبرنامج النووى الإيرانى ستسرى فورا على العقود الجديدة، مشيرا إلى أنه سيمهل الشركات الأجنبية بضعة أشهر للخروج من إيران. يأتى ذلك فى الوقت الذى أكدت فيه وزارة الخزانة الأمريكية أن العقوبات المتصلة بالعقود القديمة الموقعة فى إيران ستسرى بعد فترة انتقالية تتراوح بين 90 و180يوما، وذلك عقب إعلان الرئيس دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووى الإيرانى. وانعكس الانسحاب الأمريكى على أسواق البترول بشكل فورى، حيث ارتفعت أسعار البترول من خام برنت العالمى بنسبة 2٪. [تغطية شاملة ص5]