أعربت إسرائيل عن مخاوفها من أن زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المقررة إلي طهران أواخر الشهر الجاري للمشاركة في قمة دول حركة عدم الانحياز ستدمر جهود وقف برنامجها النووي. يأتي في الوقت الذي حذر فيه مسئولو أجهزة المخابرات الامريكية من الاعتماد علي المعلومات المخابراتية الإسرائيلية بشأن الملف النووي الإيراني, قائلين إن تل أبيب قد تقوم بنقل معلومات مغلوطة كجزء من حملتها لدفع الولاياتالمتحدة لتوجيه ضربة عسكرية لإيران. وذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أمس أن إسرائيل أبلغت الأمين العام للأمم المتحدة بمخاوفها, قائلة إن زيارته ستبعث برسالة إلي طهران بأن العمل كالمعتاد, وسيضعف الجهود الدولية للتصدي لطموحاتها النووية. ونقلت الصحيفة عن مسئولين في الأممالمتحدة, ردوا بالنيابة عن بان كي مون علي المخاوف الإسرائيلية, قولهم إنه سيجدد معارضة الأممالمتحدة لأي جهود إيرانية لإنتاج أسلحة نووية. وكان مسئولون بالأممالمتحدة قد أكدوا أن بان قرر المشاركة في قمة عدم الانحياز, لكن المتحدث باسم الأمين العام رفض, في تصريحات لصحيفة هاآرتس, التعليق علي التقارير بشأن زيارته إلي طهران أو تأكيد الزيارة, بينما قالت مصادر أخري إن بان أجل الإعلان عن زيارته لآخر لحظة لتجنب الضغوط الخارجية عليه لإلغائها. وفي الوقت نفسه, كشفت صحيفة وورلد تريبيون الامريكية عن تحذير راي ماكجوفرن المسئول السابق بوكالة المخابرات المركزية الامريكية سي أي آيه من أن إسرائيل قد تقوم بنقل معلومات مغلوطة بشأن الملف الايراني كجزء من حملتها لدفع الولاياتالمتحدة لتوجيه ضربة لإيران. وذكرت الصحيفة, أن ماكجوفرن أشار إلي أن إسرائيل قد تقوم بالضغط علي الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمهاجمة طهران في مقابل دعم حملته الانتخابية الرئاسية. وأردف المسئول السابق, في سياق تحليل حول العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية بشأن الملف الإيراني, أن السؤال الرئيسي يدور حاليا حول ما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو ووزير الدفاع إيهود باراك فسرا الخطاب الذي أدلي به أوباما خلال حملته الانتخابية بأن إيران دولة راعية للارهاب علي أنه دعوة مفتوحة لشن الحرب ضد إيران. واتهم ماكجوفرن والعديد من مسئولي المخابرات الأمريكيين نيتانياهو بمحاولة استغلال السباق الرئاسي بين أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني للحصول علي الدعم الأمريكي لضرب إيران, حيث شبهوا هذه الحملة الإسرائيلية الرامية لدفع أمريكا للدخول في حرب ضد إيران بتلك التي سبق وشنها المسئولون الإسرائيليون قبل الغزو الأمريكي للعراق في عام.2003 وأشارت الصحيفة الامريكية إلي أن وسائل الإعلام الإسرائيلية أفادت بحصولها علي معلومات مخابراتية جديدة من إسرائيل وبريطانيا وفرنسا وألمانيا بشأن البرنامج النووي الإيراني تفيد بإحراز طهران تقدما كبيرا في برنامجها للأسلحة النووية.