إدمان الأبناء بعض الالعاب الالكترونية العنيفة تثير قلق وفزع الآباء والأمهات خاصة بعدما أثير مؤخرا من تسبب لعبة الحوت الأزرق أشهر لعبة الكترونية على مواقع الانترنت فى انتحار مئات الأطفال والمراهقين خلال السنوات الأخيرة من مختلف دول العالم، وذلك عقب بداية ظهورها من روسيا عام 2013، وكان آخرها منذ أيام عندما انتحر نجل حمدى الفخرانى عضو مجلس النواب السابق الذى يبلغ من العمر 18 عاما. ما هو رأى المتخصصين وراء الإقبال على هذه الألعاب؟ وما النصائح العملية ودور الأسرة والمجتمع؟ د. أمل نبيل بدر أستاذ الإعلام المساعد تقول: أهم أسباب إقبال الأبناء هو تراجع دور الأسرة وغياب الوعى لدى الأطفال والمراهقين وعدم قدرتهم على التمييز بين الألعاب الخطيرة والعادية، ورغبتهم فى المغامرة وملء الفراغ. ومن هذه الألعاب «الحوت الأزرق» التى تشعرهم بالانتماء وأنهم ذو سلطة وأهمية حيث تنقض عليهم نحو الهاوية والانهيارات العصبية والإقدام على الانتحار، وبالفعل تكاثرت أعداد الوفيات بين الأطفال بسبب هذه اللعبة فى مختلف دول العالم ووصل عدد ضحاياها الى أكثر من 130 طفلا ومراهقا فى نهاية 2017، ومازالت اللعبة تواصل انتشارها. وهنا ندق ناقوس الخطر حيث لايزال الكثير من الآباء والأمهات غير واعين بخطورة هذه الالعاب على حياة أبنائهم القصر المنتشرة فى الشبكة العنكبوتية ويغضون النظر على إدمانهم عليها على حساب نتائجهم الدراسية وتوازنهم النفسى والانفعالى وقدراتهم الذهنية والعضوية وعلى حياتهم ككل، فالمهم عدم التسبب فى احداث أى ضوضاء أو إزعاج لأولياء أمورهم. تؤكد د.أمل أن المراهقين والأطفال الذين يقبلون على فيديوهات وتطبيقات الألعاب الإلكترونية يقعون تدريجيا فى قبضة الاضطرابات السلوكية والعضوية والنفسية بينها مايعرف بالتوحد الإلكترونى أو الافتراضى حيث يصبح مراهقا وشابا مدمنا الألعاب الافتراضية الخطيرة وغيرها وما ينجم عنه من أرق وانطواء وعزلة واكتئاب وانصهار كامل فى عالم افتراضى يرتمون بين احضانه الشائكة فى ظل غياب التواصل الواقعى والاهتمام من أسرهم وتخلى دور أولياء أمورهم عن مسئولياتهم من عدم مراقبة ما يشاهده الأطفال من فيديوهات ورسوم متحركة وألعاب عبر أجهزة الكمبيوتر وهواتفهم الذكية فى سن مبكرة تصل فى بعض الحالات الى ثلاث سنوات ويواصلون هذا النوع من اللعب ويعتبره لعبة تسمح له باكتشاف ألعاب أخرى وعالم جذاب لساعات متتالية فيهدر وقته وجهده وصحته ويفقد القدرة على تعلم اللغة والتواصل مع أقرانه ومع الآخرين. وتوضح أنه لابد من تشديد رقابة الأهل والانتباه لابنائهم ومتابعتهم يوميا بواسطة تطبيقات المراقبة دون علمهم، وتحديد وقت التواصل الايجابى ومشاركتهم اللعب والجلوس معهم كافة جهود المؤسسات لحماية الطفل عن طريق الندوات المتخصصة وإيجاد برامج إعلامية تساعد الأسرة على تفعيل دورها وعلى الدولة رصد ومكافحة هذه الألعاب بشكل دائم وإنشاء لعبة معاكسة لها تقوم بتوجيه الأطفال والمراهقين على أعمال خيرية ووطنية واستغلال وقت الفراغ والإجازات بشكل جيد. د.سعيد عبد الخالق أستاذ الطب النفسى كلية الطب جامعة القاهرة يقول: طالما القضية وصلت الى حد وجود حالات موت وانتحار نحن كمتخصصين لا يمكن لنا أن نتحدث دون تحليل نفسى ودراسة كل حالة على حدة، لأنه ليس كل من يقبل على مشاهدة اللعبة يقبل على الانتحار، فهناك أسباب نفسية أخرى.. فإدمان النت أصبح مشكلة وظاهرة عالمية لا تخص الصغار والمراهقين فقط لكن هناك قطاع كبير من الكبار أيضا، مما أدى الى ضعف التواصل الاجتماعى المباشر الجيد بين الناس لدرجة أننا وصلنا أن كل إنسان يمسك بالموبايل فى العمل اثناء الاجتماع، وفى الأسرة الواحدة للأسف حيث تتحكم فى هويتهم وعقولهم ونفسيتهم هيئات ومنظمات دولية خبيثة. مما يؤدى إلى ظهور حالات الانطواء والعزلة وعدم الاندماج فى الحياة الاجتماعية. وظهور حالات التوحد لأنه لا يوجد التواصل بالكلمة. وأدى ذلك أيضا الى ظهور اضطرابات سلوكية والأنانية والعنف والعدوانية وعلى أولياء الأمور الحوار بشكل يومى ومنتظم مع الأبناء والسؤال والاطمئنان على أحوالهم حتى يشعروا بأهميتهم، وأنهم جزء فعال فى الحياة الاجتماعية، الأمر الذى يساعد على إبراز الطاقات الكامنة لدى كل طفل. وهناك دور على المدرسة فى التربية واستعادة حصص الأنشطة والاشغال والألعاب والموسيقى والرسم كما كانت قديما.