شغلت لعبة الحوت الأزرق حيزا كبيرا من اهتمام المجتمع المصرى بعد اتهامها بالوقوف وراء واقعة انتحار نجل برلمانى سابق، ورغم كل ما قرأته عن هذه اللعبة، فأنا غير مقتنع أنها السبب المباشر لانتحار من يمارسها، وإذا صدقنا ما يقوله البعض بأنها تسببت فى حالات انتحار من قبل فى روسيا والكويت والجزائر وأخيرا مصر، فهى فى النهاية حالات فردية، لأن هذه اللعبة، يلعبها الملايين عبر العالم، فلا شك إذن أن هناك أسبابا أخرى وراء بعض حالات الانتحار لدى هؤلاء المنتحرين، فالمراهقون الذين يدمنون هذه الألعاب يعانون من اضطراب نفسى وصعوبة فى التواصل مع الآخرين وهو ما يجعلهم ينساقون خلف هذه الألعاب، وكم قرأنا عن مراهقين منتحرين، من طبقات مرفهة قبل ظهور هذه اللعبة، كما أن لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب رصدت 25 لعبة إلكترونية على الهواتف الذكية تشكل تهديدا على حياة الشباب ولم نسمع أن أحدا انتحر بسببها. وسواء كانت هذه الألعاب الإلكترونية التى ظهرت حديثا، هى السبب الرئيسى فى بعض حالات الانتحار أم لا، إلا أنها بلاشك لها خطورتها وتأثيرها على حالة المراهقين الذهنية، وقد أحسنت دار الافتاء أن حرمت مثل هذه الألعاب التى وصفت بأنها مميتة وحذرت منها، وهو نفس ما فعلته وزارة التربية والتعليم التى حذرت الطلاب من لعبة الحوت الأزرق، وعدم تحميلها عبر الهواتف الذكية مع التركيز على تفعيل الأنشطة بشكل كبير. واذا كان الخبراء يرون أن حجب مثل هذه الألعاب يواجهه صعوبات فنية، فلا يبقى إلا مراقبة أولياء الأمور لأبنائهم والمدرسين لتلاميذهم وشرح خطورة هذه الألعاب فى الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعى بشكل علمى وعقلانية دون تهويل. لمزيد من مقالات جمال نافع