يتسابق المرشحون الأمريكيون للرئاسة علي تقديم المكافآت الانتخابية لإثبات ولائهم لإسرائيل, من أجل كسب أصوات اللوبي اليهودي والمحافظين الجدد. فما قام به ميت رومني المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية في جولته الخارجية التي شملت كلا من بريطانيا وإسرائيل وبولندا, التي تهدف إلي تعزيز مكانته علي الساحة الدولية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في السادس من نوفمبر المقبل لا يمكن وصفه إلا بأنه تسول لأصوات اليهود الأمريكيين. فقد هرول رومني لتقديم فروض الطاعة والولاء لإسرائيل من أجل حفنة دولارات من التبرعات لحملته الانتخابية قدمها له صديقه الملياردير الأمريكي شلدون أديسون, والذي يعد من قوي اليمين الراديكالي بين يهود الولاياتالمتحدة, وهو صديق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو. ففي بادرة لخطب ود اليمين المتطرف في إسرائيل قال رومني في حديث عن القدسالمحتلة إنها العاصمة الموحدة لإسرائيل. وهو ما يعتبر تناقضا مع المواقف التي التزم بها الرؤساء والحكومات الأمريكية المتعاقبة بشأن الوضع القانوني للقدس, والذي يتحدد من خلال مفاوضات الوضع النهائي. وتجدر الإشارة إلي أن مسألة تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لم يأت ذكرها في جولة رومني, وهو ما دعا ذالمان شوفال, سفير إسرائيلي سابق في الولاياتالمتحدة إلي القول إن' الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حاليا, لم يعد رقم واحد'. كما أرجع رومني الفجوة بين الوضع الاقتصادي في إسرائيل ونظيره لدي الفلسطينيين إلي الفروق الثقافية بين الجانبين وقد ردت صحيفة' الجارديان' عليه بتقرير للبنك الدولي الذي يضع اللوم لتقاعس الاقتصاد الفلسطيني علي القيود الإسرائيلية التي تظل أكبر عائق أمام الاستثمارات في فلسطين. نعم لأمريكا مصالح مع إسرائيل ولكن أليس لأمريكا مصالح في العالم العربي أيضا؟ فأين نحن كقوة ضغط مؤثرة موحدة عددها أضعاف أضعاف أعداد اليهود في العالم كله حتي تعمل لنا أمريكا حسابا؟ [email protected] المزيد من أعمدة مها النحاس