السنغال ترغب فى تواجد مصر بقوة فى منطقة غرب إفريقيا والساحل الغربى وأن يكون للسنغال وجود فى منطقة شمال شرق إفريقيا.. بين مصر والسنغال علاقات تاريخية ودبلوماسية قوية جدا، وكانت بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر و سنجور- اول رئيس للسنغال بعد الاستقلال- علاقات قوية ومتينة والاسكندرية بها جامعة تحمل اسمه «جامعة سنجور» و الأزهر يتعلم به المئات من الطلبة السنغاليين كل عام ما يدل على قوة العلاقات التاريخية والسياسية بين البلدين والتى يجب إن ترقى إليها العلاقات الاقتصادية.. بهذه العبارات لخص «اليون صار» وزير التجارة السنغالى الرغبة الكامنة لدى بلاده لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع مصر وفى اللقاء الذى جمعنى به فى مكتبه بالعاصمة داكار عقب اجتماعه مع السفير المصرى مصطفى القونى ونائب رئيس الهيئة المصرية لتنمية الصادرات وليد جمال، ورئيس مكتب التمثيل التجارى باسم بدر لبحث إقامة منطقة لوجستية للمنتجات المصرية بداكار اشتكى الوزير من قلة خطوط النقل الملاحى بين الدول الإفريقية مما يصعب عمليات نقل المنتجات وبالتالى انخفاض حجم التجارة البينية. واستشهد بأن حجم التبادل التجارى بين الدول االإفريقية لايزيد على 12% فى حين يصل بين الدول الأوروبية إلى 60% . ولهذا رحب بشدة بإقامة منطقة لوجستية مصرية بداكار بل وعرض تخصيص ضعف المساحة التى طلبها السفير المصري. وقال نحن مستعدون لتسخير كافة مواردنا لانشاء هذا المشروع فى أقرب وقت وعبر عن أمله فى الإسراع باتخاذ جميع الإجراءات للإنتهاء من إقامة هذه المنطقة قبل نهاية العام الحالى 2018. واعتبر ان هذا المشروع سيفيد السنغال ودول الجوار فى غرب أفريقيا ويمكن أن يكون نقطة لانطلاق المنتجات المصرية الى تجمع «الميركسور» بأمريكا اللاتينية. وهذا العام كانت مصر ضيف شرف معرض داكار التجارى الدولى الذى استمر 18 يوما وكانت حاضرة بقوة فى الدورة ال26 من هذا الحدث الاقتصادى الأبرز فى السنغال من حيث عدد الشركات الذى تخطى نحو 37 شركة بمختلف المنتجات وتصميم الجناح الذى يقع على مساحة الف متر مربع وتتصدر واجهة بواباته صور الملكة الفرعونية نفرتيتى وعروض فرقة الفلكلور الشعبى الموسيقية التى ابهرت رواد المعرض والمسئولين والتى استمرت اكثر من 3 ايام تقدم عروضها الفنية التى انجذب اليها السنغاليون واندفعوا لأداء رقصاتهم الشهيرة على وقع نغمات المزمار البلدى . وعلى مدى ايام المعرض استمرت القنوات الفضائية والتليفزيون الرسمي فى تقديم رسائل يومية عن المعرض كان أغلبها عن مصر ومشاركتها المتميزة هذا العام وتناولت وبثت فقرات مطولة للحديث عن مصر وتاريخها واختيارها ضيف شرف المعرض هذا العام، وافردت صحيفة «لى سولى» اكبر صحيفة رسمية هناك 4 صفحات للحديث عن المشاركة المصرية. كما أجرت الصحيفة حوارا مطولا مع السفير المصرى بهذه المناسبة ، واهتمت الصحف بكلمة وزيرالتجارة السنغالى الذى اشاد خلالها بمستوى العلاقات الثنائية الوطيدة بين مصر والسنغال واكد على المكانة الكبيرة التى تتمتع بها مصر فى السنغال نظرا لحضارتها وتاريخها وكونها ثانى أقوى اقتصاد فى القارة الإفريقية واعرب عن أمنيته فى إعطاء دفعة قوية للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين ودعا الى ضرورة إحياء مجلس الاعمال المشترك وتكثيف اللقاءات وتبادل الزيارات بين رجال الأعمال من البلدين وفى الواقع فان السنغال تشهد نهضة تنموية فى مختلف المجالات وبصفة خاصة فى مجال البنية التحتية وتقام بها مجموعة ضخمة من المشاريع لعل أبرزها مشروع العاصمة الإدارية الجديدة فى طريق المطار الجديد ويرى المراقبون أن المجال مهيأ تماما لدخول الشركات المصرية فى العديد من المشروعات التنموية ومشروعات المقاولات ومواد البناء .