أكد سفير السنغال بالقاهرة البروفيسور ندياوار سار أن مصر عادت إلى أفريقيا بعد ثورة 25 يناير. وقال سار - في حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط بمناسبة العيد القومي لبلاده الذي يوافق يوم 4 أبريل - "إنه طالما أعرب السفراء الأفارقة بالقاهرة عن أسفهم لعدم الاهتمام الكافي من جانب النظام السابق بالعلاقات المصرية مع أفريقيا، حيث لم نكن نشعر بشكل كاف بمصر في أفريقيا، ولكن بعد الثورة فإن كل المسئولين المصريين الذين نلتقي بهم يؤكدون أن مصر عادت إلى أفريقيا، مما يعني أن التعاون المصري الأفريقي سيعود من جديد". وأشار السفير السنغالي إلى أن بلاده تأمل أن تستفيد من خبرة مصر في العديد من المجالات، وتأمل في ظل الرؤية الجديدة أن تشهد العلاقات الثنائية مزيدا من التعزيز .. لافتا إلى أن سفارة بلاده بالقاهرة تسعى من جانبها للتقارب مع المسئولين في المجالات التي تهم السنغال لإعطاء دفعة للتبادل.. خاصة على الصعيدين الاقتصادي والثقافي ، لكي يتعارف الشعبان بشكل أكبر. وأضاف /أن تعزيز العلاقات الثنائية يستند إلى عدد من الأسس القائمة بالفعل، من بينها رغبة وزارة الطيران المدني المصرية في تسيير رحلات لشركة مصر للطيران إلى العاصمة السنغالية داكار، وهو أمر سيكون طيبا للغاية، وسيتيح مزيدا من تبادل الزيارات بين الشعبين. وأوضح أنه بالرغم من وجود تعاون بين مصر والسنغال إلا أنه يعاني من الخلل في التوازن، ومن عدم الوصول للمستوى القوي الذي نتمناه، ولكن مع الرؤية الجديدة للسلطات المصرية ورغبة السنغال في بذل كافة الجهود حتى يتحول التعاون بين الجنوب والجنوب إلى حقيقة واقعة، أعتقد أن هناك آفاقا واسعة لتعزيز التعاون. ولفت إلى أن هناك تعاونا قائما بين الجانبين على الصعيد الثقافي ، حيث يوجد عدد كبير من الطلبة السنغاليين الذين يدرسون في مصر منذ سنوات طويلة سواء في القاهرة أو الإسكندرية أو أسوان في جامعات الازهر وغيرها ، بالإضافة إلى أن هناك جامعات جديدة أبدت رغبتها في المساهمة في تدريب الطلبة السنغاليين ومن بينها الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.وأشار سفير السنغال بالقاهرة البروفيسور ندياوار سار إلى أن هناك أيضا تعاونا مصريا سنغاليا في مجال الإعلام، حيث يشارك طلبة سنغاليون في دورات تدريبية سواء في التليفزيون أوالإذاعة .. مضيفا أن هناك أيضا تعاونا أمنيا من خلال تدريب عدد من الكوادر الأمنية والشرطية السنغالية في مصر، وكذلك تدريب لشباب الدبلوماسيين السنغاليين في المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية المصرية. وقال السفير "إن بعض هذه الجوانب قد توقفت منذ ثورة 25 يناير، ولكن الجانب السنغالي يتفهم الظروف، ويأمل في سرعة استئناف كافة أوجه التعاون بين البلدين". وعلى الصعيد الاقتصادي ، أشار السفير إلى أن السنغال تسعى للاستفادة من سفاراتها لمساعدة القطاع الخاص، حيث يتم دائما تنظيم لقاءات بين رجال الأعمال المصريين والسنغاليين على هامش اجتماعات اللجنة المشتركة بين البلدين .. لافتا إلى أن هذه اللجنة لم تنعقد منذ أكثر من أربع سنوات، وكان هناك اتفاق على قيام وفد مصري بزيارة السنغال غير أن قيام ثورة يناير حال دون إتمام هذه الزيارة. وأضاف أن الفترة القادمة ستشهد إحياء لهذه اللجنة بالتنسيق مع السلطات الجديدة في كل من مصر والسنغال. وأردف /أنه بالنظر إلى إبداء الكثير من رجال الأعمال المصريين اهتمامهم بالاستثمار في السنغال، خاصة في مجالات الصيد البحري والبنية الأساسية والطرق وبناء المساكن، فإن السفارة السنغالية بصدد الإعداد لتنظيم الأيام الاقتصادية للسنغال بالقاهرة، ودعوة أكبر عدد ممكن من رجال الأعمال المصريين إلى السفارة وقضاء يوم كامل وإجراء لقاءات مع نظرائهم السنغاليين وبحث إقامة شراكات بين الجانبين. وتابع /أنه على مدى عامين متتاليين أقيم في السنغال أسبوع للمنتجات المصرية، حيث شارك في المعرض نحو 500 عارض مصري لمدة 15 يوما في داكار .. بالإضافة إلى وجود البيت المصري الذي يعد معرضا دائما للمنتجات المصرية من موبيليا وأدوات كهربائية وملابس وغيرها. ودعا إلى تعزيز الاتصالات بين الغرفتين التجاريتين في البلدين، حيث قام مؤخرا بنقل رسالة في هذا الصدد من رئيس غرفة التجارة بداكار إلى نظيريه في القاهرة والإسكندرية لتحقيق مزيد من التعاون. وأعرب سفير السنغال بالقاهرة البروفيسور ندياوار سار عن أمله أن تصبح مسألة انتقال السلطة بصورة سلمية وديمقراطية أمرا واقعا وحقيقيا في الدول الأفريقية الآخرى، حتى تتعزز المسيرة نحو الديمقراطية والتقدم في ربوع القارة السمراء. وفيما يتعلق بالاستعدادات الجارية للانتخابات الرئاسية في مصر، قال السفير السنغالي باعتباره مراقبا للأوضاع السياسية المصرية/ أنه يأمل أن تتم العملية الانتخابية بصورة إيجابية لصالح الشعب المصري/ ..مشيرا إلى أنه من الطبيعي كما حدث في السنغال أن تكون هناك بعض الشكوك ولكن الشعب المصري شعب عظيم، وثورة 25 يناير 2011 أثبتت ذلك بشكل واضح. وأعرب السفير عن أمله أن يكون لدى مصر خلال بضعة أسابيع رئيسا منتخبا ومعترفا به ، حتى يستعيد الشعب المصري الدور المنوط به على الصعيد الأفريقي، لتعود مصر لدورها الرائد المساعد للبلدان الآخرى، في ظل الاستقرار والأخوة والمسيرة الصعبة نحو الديمقراطية.