* السبسى يعترف بحالة «الاحتقان» ويتهم الصحافة الأجنبية بالتهويل أحيت تونس أمس الذكرى السنوية السابعة على فرار رئيسها المخلوع بن على، وسط سباق السلطات مع الزمن لاحتواء الاحتجاجات الاجتماعية ضد استمرار البطالة والتهميش التى أشعل موجتها الأخيرة ارتفاع الأسعار. وانقسم التونسيون الذين نزلوا إلى وسط العاصمة بعشرات الآلاف بين محتجين ومحتفلين. وقبل ساعات من الذكرى شهدت ثلاث ولايات على الأقل تجدد المواجهات الليلية بين المحتجين من الشباب وقوات الأمن. وبدأت فعاليات الذكرى السابعة للثورة وسط العاصمة تونس بتجمع حاشد بساحة محمد عل الحامى مقر اتحاد الشغل كبرى الاتحادات النقابية وأعرقها فى البلاد. وردت أنباء من ولاية سليانة غربى العاصمة تفيد تجدد المواجهات الليلية بين المحتجين من الشباب والصبية وبين قوات الأمن. وحين أشار نور الدين الطبوبى الأمين العام للاتحاد فى كلمة ألقاها من شرفة المقر إلى الإجراءات العاجلة التى اتخذتها الحكومة بناء على طلب من المنظمة النقابية ضجت الساحة بهتافات «الشعب يريد إسقاط الميزانية». وقال الطبوبى إن الاتحاد يطالب ب»ميزانية تكميلية»، وتوقع ارتفاع منسوب الاحتجاجات الاجتماعية فى عموم تونس طالما استمرت الحكومة فى اعتماد ماوصفه بنمط التنمية السائد قبل الثورة. وأكد أن القطاع العام خط أحمر ولن تسمح المنظمة النقابية بالتفريط فيه. وانطلق المنخرطون فى الاتحاد ومناصروه المحتشدون فى مسيرة الى شارع الحبيب بورقيبة الذى يعد الواجهة الأبرز للفعاليات السياسية والثقافية والفنية بعموم تونس مرددين الشعار المنادى بإسقاط الميزانية. غير أن السبسى لم يتوجه حتى الآن إلى حى التضامن للمشاركة فى الحدث. وقالت الإذاعة الوطنية التونسية المملوكة للدولة فى نبأ لها فجر أمس أن قوات الأمن اعتقلت سبعة على خلفية هذه الاحتجاجات كما أشارت الى مصادمات مماثلة فى ولاية القيروان بوسط البلاد والى أن الشاهد قام ليلة أمس الأول مصحوبا بوزير الداخلية لطفى براهم بزيارة منطقتى الأمن والحرس الوطنيين فى « بن عروس « إحدى ولايات العاصمة تونس الكبرى الأربع للاطمئنان على جاهزية القوات ومرت المسيرة الحاشدة التى انضم اليها جمهور الحركات الشبابية والأحزاب اليسارية المعارضة بجوار تجمع حاشد لحزب حركة النهضة فرددت أيضا هتاف :»النهضة والنداء أعداء الشهداء «. وغلب على حشد النهضة الطابع الاحتفالى مع التجمع فى مواجهة منصة مزودة بمكبرات الصوت العملاقة تتغنى بالثورة. أما بقية الأحزاب السياسية بما فى ذلك الكبرى الشريكة فى الحكم ك «نداء تونس « فقد غاب حضورها تماما. من جانبه، وصف راشد الغنوشى رئيس حزب حركة النهضة القرارات بأنها تستهدف «تنفيس الاحتقان الاجتماعى». وقال الرئيس التونسى الباجى قايد السبسى إن الصحافة الأجنبية قامت بتهويل ما يجرى ببلاده وأن هناك أطرافا سياسية تونسية تلجأ الى هذه الصحافة متصورة أنها ستؤثر على الأوضاع بالداخل. جاء ذلك فى كلمة مصورة بمستهل الاجتماع الطارئ للأحزاب والاتحادات النقابية الموقعة على وثيقة اتفاق قرطاج نشرتها صفحة الرئاسة التونسية الليلة قبل الماضية. وأضاف أن ما وقع غير مقبول لكن لا يجب تهويله أكثر مما ينبغى. واعترف السبسى فى الوقت نفسه ب «حالة كبيرة من الاحتقان يعشيها التونسيون «و بتأخير شديد فى انجاز الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية وبطء فى انشاء المؤسسات المستقلة والمحكمة الدستورية التى نص عليها الدستور الجديد لتونس يناير 2014.كما اعترف أن المناخ الاجتماعى والسياسى بتونس ليس على مايرام مؤكدا خطورة البطالة على بلاده، وأعرب عن ثقته فى قدرة تونس وشعبها ومؤسساتها فى تجاوز الوضع الحالى بسلام. وقال إن أمامنا فرصة استثنائية لا يجب التفريط فيها.