كتب:أحمد الأترجي تظل الساعة من الغيبيات التي اختص الله سبحانه وتعالي علمها لنفسه, إلا أنه بين لنا علاماتها للعبرة والاستعداد لها بصالح الأعمال, وأوضح سبحانه وتعالي لنبيه صلي الله عليه وسلم أنه جاء لينذر ويحذر من يخشي من الناس أهوالها. يقول الدكتور مصطفي مراد أستاذ بكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر بعد أن تحدث الحق سبحانه وتعالي عن خلق السماوات والأرض والنعم التي خص بها بني آدم وأوضح الطريق لمن أراد الجنة وخوف من يبتغون طريق النار, أشار سبحانه وتعالي إلي هذا السؤال الذي وجهه المشركون إلي النبي صلي الله عليه وسلم وورد هذا السؤال عن معاد قيام الساعة فسألوا عن ميعاد مجيئها لا رغبة في الإيمان ولا حرصا علي الوصول إلي الحق ولكن علي عادتهم جاء هذا السؤال إنكارا لمجيئها واستبعادا لوقوعها, فأنزل الله تعالي: يسألونك عن الساعة أيان مرساها, فيم أنت من ذكراها, إلي ربك منتهاها, إنما أنت منذر من يخشاها, كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها النازعات42-.46 وقد تكرر هذا السؤال منهم أكثر من مرة في صور متعددة وأوقات مختلفة, وهنا رد الله سبحانه وتعالي عليهم بنفسه, أما في سورة الأعراف فأمر النبي صلي الله عليه وسلم أن يجيبهم فجاء الرد عليهم في صورة استفهام استنكاري توبيخي حيث قال: فيما أنت من ذكراها وتعجب مولانا جلت قدرته من سؤالهم عن ميعاد القيامة وأكد أن رسوله صلي الله عليه وسلم علامة كبيرة من علاماتها, ودليل قاطع علي قرب قيامها والنبي عليه الصلاة والسلام قال:( بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بإصبعيه السبابة والوسطي) أي أنهما مترادفان متصلان وأنه صلي الله عليه وسلم جاء ليحذر من وقوعها لأنها إن جاءت تأتي بغتة وعندئذ يتحسر الكافر والعاصي ويعض علي أنامله لما يعتريه من يأس في الوصول إلي رحمة الله. والنبي صلي الله عليه وسلم بعث ليحذر الناس من هذه الفجأة فأمرهم بسرعة التوبة والهرولة إلي الطاعة, ولكن لا يتأثر بهذا الكلام ولا يعتبر بهذه الموعظة إلا من يخشي الرحمن كما قال سبحانه سيذكر من يخشي, ويتجنبها الأشقي الأعلي10,.11 وعندما تقوم الساعة يدرك الجاحدون لها أنهم لم يلبثوا في هذه الدنيا إلا جزءا من اليوم عبارة عن وقت العشي أو وقت الضحي( كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها).