كتب:أحمد الأترجي تعمد يهود المدينة أن يسألوا النبي صلي الله عليه وسلم أسئلة تعنتية وتعجيزية فسألوه عن الأهلة التي هي من الأمور الخفية, والتي لا يتقن وصفها وكيفيتها أحد, فأنزل الله سبحانه وتعالي علي رسوله الإجابة قائلا. يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقي وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون(189) سورة البقرة. ويقول الدكتور محمد عبدالسلام كامل أستاذ الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة عين شمس ذ نقل سبب نزول الآية إلا أن بعضهم أبهم وبعضهم صرح في ذكر الذي كان سائلا رسول الله- صلي الله عليه وسلم- عن الهلال, قال الإمام القرطبي- رحمه الله-: هذا مما سأل عنه اليهود واعترضوا به النبي- صلي الله عليه وسلم- فقال معاذ- رضي الله عنه-: يا رسول الله إن اليهود تغشانا ويكثرون مسألتنا عن الأهلة, فما بال الهلال يبدو دقيقا ثم يزيد حتي يستوي ويستدير ثم ينتقص حتي يعود كما كان؟ فأنزل الله هذه الآية, وقيل: إن سبب نزولها سؤال قوم من المسلمين النبي- صلي الله عليه وسلم- عن الهلال وما سبب محاقه وكماله ومخالفته لحال الشمس. والملاحظ أن السؤال هنا كان عن شكل الهلال وتغير صورته وحجمه, والملاحظ أيضا أن الإجابة أتت بشكل آخر فالله تعالي يقول في الإجابة قل هي مواقيت للناس والحج فهو هنا يبين فوائد الأهلة ولا يذكر سبب جعلها صغيرة أو كبيرة( الحالة الفلكية له) وإنما يذكر الحكمة من وراء ذلك فيقول قل هي مواقيت للناس والحج وبالفعل فإن الأهلة مواقيت للصوم والإفطار ومواقيت أعمال الحج ففي الصوم يقول الرسول صلي الله عليه وسلم: صوموا لرؤيته ذ- ب ا غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين, ثم يقول الله تعالي معللا ذكر الحكمة أن السائلين الذي سألوا كان عليهم أن يسألوا عن الحكمة والفوائد فيقول تعالي: وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقي وأتوا البيوت من أبوابها فهذه جملة تعليلية تؤكد علي ما سبق بيانه من أن العبرة بالمقاصد, فالقرآن قد أجاب عن سؤالهم عن الأهلة بذكر مقاصدها.