أجرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس آخر اجتماعات التشاور لتشكيل حكومة ألمانيا الائتلافية الجديدة والمتعثرة منذ إجراء الانتخابات العامة فى نهاية سبتمبر الماضي. كان تكتل المحافظين بزعامة ميركل قد فاز بالانتخابات الأخيرة لكنه فقد جانبا كبيرا من مقاعده البرلمانية مما دفعه إلى الدخول فى مفاوضات شاقة لتشكيل حكومة ائتلافية مع أحزاب الخضر والليبرالى الديمقراطى فيما يعرف باسم « تحالف جاميكا»، وذلك بعد رفض الحزب الاشتراكى الديمقراطى - الشريك الحكومى السابق - الدخول فى ائتلاف جديد. وكشفت التقارير الإعلامية الواردة من برلين أن استمرار تعثر مفاوضات تشكيل الحكومة الائتلافية قد يتجه بالبلاد إلى إعادة الانتخابات العامة مطلع عام 2018. ويرجح أنه فى حالة إجراء انتخابات جديدة، فإن حزب الاتحاد الديمقراطى المسيحى سوف يخوضها بدون ميركل كزعيمة له مع توقعات قوية بإسقاطها لتجنب خسارته المزيد من الأصوات الانتخابية. وكانت قيادات الحزب قد حملت ميركل المسئولية عن خسائره فى انتخابات سبتمبر الماضى بسبب سياساتها باستقبال المهاجرين. وتتركز الخلافات التى تقف دون التوصل إلى اتفاق الحكومة الجديدة حول قضايا الهجرة، والسياسات البيئية، والعلاقات مع الاتحاد الأوروبي. وكان الرئيس الألمانى فرانك فالتر شتاينماير قد طالب أحزاب الائتلاف الحاكم المحتمل بتحمل مسئولياتهم وتجنب اللجوء إلى خيار إجراء انتخابات جديدة فى البلاد. وفى الوقت ذاته، كشف استطلاع للرأى العام الألمانى عن أن 49٪ من الألمان يفضلون العودة بالبلاد إلى التشكيل السابق للتحالف الحاكم بعقد اتفاق بين الكتلة المحافظة والحزب الاشتراكى الديمقراطي. ورجح المشاركون فى الاستطلاع هذا التصور فى حالة استمرار تعثر المفاوضات الحالية بين أحزاب تحالف «جاميكا».