من بين المهام الأساسية التى ينبغى أن تتصدر البرامج الانتخابية لمرشحى الرئاسة فى الانتخابات المقبلة مهمة نشر ثقافة الوعى المعرفى ووضع برامج لتطبيقها فى شتى أجهزة الدولة وأن تصاحب ذلك رؤية واضحة للتنمية البشرية التى برزت أهميتها بوضوح فى المنتدى العالمى للشباب الذى كشف عن وجوه شبابية مؤهلة. أريد أن أقول: إننا بحاجة إلى مناخ سياسى وثقافى ومجتمعى جديد تتوافر فيه الأجواء الصحية لبروز وظهور الكوادر القادرة على حمل الراية فى المستقبل اعتمادا على رؤى جديدة تشجع التميز وتفرز روح المنافسة بعيدا عن أجواء الصراعات المدمرة التى هى نتاج تركة هائلة من التعقيدات الإدارية. أتحدث عن حاجة مصر إلى نظم إدارية عصرية تساعد على بناء قاعدة راسخة تمثل مدخلا صحيحا للبدء فى وضع صياغة يمكن تطبيقها على أرض الواقع بشأن ثقافة العمل والأداء المؤسسى الذى يرتكز إلى احترام المواعيد والدقة فى الأداء ونبذ كل سلوكيات الارتجال والفهلوة... وذلك هو مغزى إشارة الرئيس السيسى فى مؤتمر الشباب إلا أن المشكلة ليست فى بناء المدارس المطلوبة أو المستشفيات الضرورية أو المنشآت الصناعية الحديثة وإنما جوهر مشكلتنا فى مصر مرض عضال اسمه سوء الإدارة. وكم بودى أن يكرر الرئيس السيسى تأكيد هذه الملاحظة بل وأن يضعها فى صدر برنامجه الانتخابى لأن مصر بالفعل تحتاج إلى جهد حقيقى يفرز طفرة ضرورية فى النظام الإدارى مستفيدين فى ذلك من تجارب الآخرين الذين لا يزيدون عنا كفاءة أو موهبة أو إمكانات.. وظنى أنه يتحتم على مؤسسات الدولة أن تدرك مسئوليتها نحو ترجمة ملاحظات السيسى على شكل مشروعات قوانين سريعة وعاجلة والدفع بها إلى مجلس النواب لتكون إشارة جادة على صدق العزائم باتجاه الرغبة الأكيدة فى ركوب قطار العصر الذى حان موعد لحاقنا به فى الفترة الرئاسية الثانية للسيسى قبل أن تفلت الفرصة من أيدينا! خير الكلام: الأمم تنهض بقوة العقل وصدق الأداء ومخزون المعرفة! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;