أعلن رئيس الوزراء اللبنانى، سعد الحريرى، أمس استقالته من رئاسة الحكومة، وأرجعها إلى أن الأجواء السائدة فى لبنان شبيهة بالوضع قبيل اغتيال والده رئيس الحكومة الأسبق، رفيق الحريرى. وقال «الحريرى»، فى خطاب وجهه إلى الشعب اللبنانى من الرياض، وبثته قناة «العربية»: «نعيش أجواء شبيهة بالأجواء التى سادت قبل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريرى (الذى قتل فى تفجير ضخم استهدف موكبه فى بيروت عام 2005، واتهمت المحكمة الدولية عناصر من «حزب الله» بالتورط فى العملية)، وقد لمست ما يحاك فى الخفاء لاستهداف حياتى». وشدد «الحريرى» على رفضه استخدام سلاح «حزب الله» ضد اللبنانيين والسوريين، وقال: «لن نقبل أن يكون لبنان منطلقا لتهديد أمن المنطقة». وأوضح أن «حزب الله»، أحد أبرز شركائه فى الحكومة، استطاع خلال العقود الماضية فرض أمر واقع فى لبنان بقوة سلاحه الموجه إلى صدور السوريين واللبنانيين، مضيفا أن «الشر الذى ترسله إيران إلى المنطقة سيرتد عليها، ورغم سياستى بالنأى بالنفس، واصلت إيران إساءتها إلى لبنان والمنطقة، قائلا: "إيران لديها رغبة جامحة فى تدمير العالم العربى". وأكد "الحريرى" أن أيدى إيران فى المنطقة ستقطع، موضحا أن "إيران لا تحل فى مكان إلا وتزرع فيه الفتن والدمار والخراب، وتشهد على ذلك تدخلاتها فى البلاد العربية بلبنان وسوريا والعراق واليمن والبحرين.. يدفع إيران لذلك حقد دفين على الأمة العربية". وأضاف، موجها حديثه إلى "حزب الله": "للأسف وجدت من أبنائنا من يضع يده فى يدها، وهى تسعى لخطف لبنان من محيطه العربى والدولى، بما يمثله من قيم ومثل"، مشيرا إلى أن "حزب الله" فرض أمرا واقعا فى لبنان بقوة السلاح، بزعم أنه سلاح مقاومة، واستطرد بالقول: "أريد أن أقول لإيران وأتباعها إنهم خاسرون، وستقطع الأيادى التى امتدت إلى الدول العربية بالسوء، وسيرتد الشر إلى أهله". وشدد على أنه عاهد الشعب اللبنانى على السعى لوحدة اللبنانيين، وإنهاء الانقسام السياسى، واستعادة سيادته، وترسيخ مبدأ النأى بالنفس، وأنه قد لقى فى سبيل ذلك أذى كثيرا، وترفع عن الرد فى سبيل لبنان والشعب اللبنانى، ومع ذلك لم يزد ذلك إلا تدخلا من إيران. وأشار إلى أن هناك "حالة إحباط وتشرذم وانقسامات، وتغليب المصالح الخاصة على العامة، وتكوين عداوات ليس لنا طائل من ورائها". كان "الحريرى" قد التقى ولى العهد السعودى، محمد بن سلمان، خلال زيارته السعودية أمس الأول، وهى زيارته الثانية لها خلال أيام.