استطاعت الدول المعادية للإسلام أن تدب الفرقة بين صفوف المسلمين ، فبعد 11 سبتمبر والهجوم علي برجي التجارة الأمريكيين بدأ صدي كلمة إسلام يدور بين شعوب الدول الأوربية والأمريكية وبدأ كثير منهم يقرأ في مبادئ الدين الإسلامي بل يقرأ القرآن الكريم رغبة منه في معرفة من هو العدو الأول للغرب ومن هو الآخر الذي يريد تدميره ولكن كثير منهم بعد قراءة عقلانية متأنية وجد أن كل ما يقال عن الإسلام هو باطل يراد به باطل أيضا . فأتجه الكثير من أبناء الغرب إلي اعتناق الإسلام فهو دين يخاطب العقل والروح معا. فشل مخطط الغرب في محاربة الإسلام فاتجهوا إلي مخطط آخر وهو التفرقة بين المسلمين أنفسهم وكشف المذاهب والشيع والتي تعتبر دخيلة علي الإسلام الحقيقي فأي مسلم يكتفي بالقرآن والسنة فهو مسلم دون الحاجة أن تنتمي لجماعة دينية أو سياسية ، ورغم أن هذه الجماعات المختلفة مثل السنة والشيعة والإخوان والسلفيين يتعايشون معا دون حدوث مشاكل أو تعصبات إلا في بعض الدول التي تقوم قوتها علي ضعف ومنافسة هذه الجماعات وحدوث اشتباكات تصل إلي حد النزاعات المسلحة بين الطوائف . وأخيرا جاءت الفرصة للغرب في صعود الإسلاميين للحكم في فترات تعقب ثورات الربيع العربي ومن المعروف أن أي دولة لا تستقر بعد حدوث أي ثورة إلا بعد بضع سنوات فمن الصعب علي أي جماعة سياسية مثل الإخوان أن تضبط إيقاع المجتمع المصري بين يوم وليلة فالمسألة تحتاج لعدة سنوات وفشل الإخوان في إدارة البلاد سيكون حجة للغرب علينا كمسلمين بالرغم من أن الإخوان لا يمثلون الإسلام في مصر ، فهم جماعة سياسية دينية وعدم الانتماء لها لا يعني الخروج عن الإسلام ، تماما مثل الانتماء لها ليس دليلا علي أنني المسلم الحق .فالإسلام يقوم علي القرآن الكريم والسنة الشريفة وليس الانضمام لأي جماعة كانت . ولكن الغرب لن يقف صامتا وسيحاول أن تفشل كل الجماعات الدينية في إدارة الحكم ليظهر المسلمون أمام الغرب أنهم مجموعة من الغوغاء والذين يتكلمون ولا يفعلون .. وستظل نار الفتنة موقدة لعن الله من أيقظها ، تماما مثل السؤال الذي سيظل حائرا بين أغلبية المسلمين وهو هل أنت سني ولا شيعي ولا إخواني ولا سلفي ؟! المزيد من مقالات عادل صبري