حان الوقت لكي نفتح عبر بريد الأهرام ملف انهيار العمارات بالإسكندرية, لأن المشكلة ليست في الفساد الإداري فقط, أو ناتجة عن انفلات أمني, بل هي مشكلة المنظومة كلها, ولا يدفع ثمنها إلا البسطاء. حيث يتم تشييد كل المباني في الإسكندرية من الخرسانة المسلحة, وتتماسك الخرسانة بعد عجن مادة الأسمنت.. الرمل مع الزلط والماء العذب غير المالح بنسب دقيقة ومحددة, ويحتاج ذلك إلي حد أدني من الساعات لكي ينجح التماسك قبل أن يتم تحميلها بأي إجهادات, كما أن توزيع حديد التسليح داخل الخرسانة وانحناءاته له دور خطير في تحمل الإجهادات, وقد شاهدت في السبعينيات السقف الخرساني لسينما شركة السويس لتصنيع البترول بالسويس يسقط بالكامل مثل قطعة البيتزا, لأن انحناءات نهايات حديد التسليح مع الجدران لم تكن مطابقة للمواصفات, ويعرف كل من درس الهندسة المدنية أن الأسمنت الذي مضي علي تصنيعه عدة أشهر لا يصلح لبناء خرسانة تتحمل إجهادات, وربما يمكن استخدامه فقط في تكسية الحوائط بالمحارة), كما أن الأسمنت يجب تخزينه في جو جاف لأن الجو الرطب يفقده خواصه الكيميائية, ويسمي ذلك بأن الأسمنت شك, كما يوجد ما يسمي بالأسمنت المائي الذي يجب استخدامه في المناطق عالية الرطوبة مثل قواعد العمارات المغمورة في المياه الجوفية, لذلك فإن الإسكندرية بالذات وكل المدن الساحلية تحتاج لمتابعة تماسك المباني وإخلاء ما انتهت صلاحيتها بسبب الرطوبة قبل أن يموت قاطنوها, لأن عمر الخرسانة الافتراضي يقل بالرطوبة. حسن شميس - مهندس بالمعاش {{ محرر بريد الأهرام: القضية شائكة وتحتاج إلي تشكيل لجان تبدأ عملها فورا, فالدراسات الخاصة بمخالفات البناء موجودة في أدراج المسئولين, وحان وقت فحصها وتقديم المتورطين إلي المحاكمة العاجلة, وليعلم الجميع أن أي محاولات لتأجيل النظر في هذا الملف الخطير علي مستوي الجمهورية ستكون لها عواقب وخيمة.