◙ المشروع يربط غرب وشرق النيل عبر 15 كوبرى و4 أنفاق بتكلفة مليار جنيه ◙ الهجان: سيقضى على عقود طويلة من المعاناة.. ويكفى التخلص من عبارات الموت ومتاعب نقل القصب
فتحت المحاور الجديدة شرايين الأمل فى إحداث تنمية حقيقية فى شمال وجنوب وشرق وغرب البلاد ففى الجنوب، ظلت مناطق عديدة تعيش فى عزلة طويلة وعانى أهلها من التهميش لدرجة عدم قدرتهم على نقل البضائع والمحاصيل من مكان إلى آخر خاصة بين مناطق شرق وغرب النيل. وفى أسيوط والقاهرة ووجه بحري، دفع الملايين ثمناً كبيراً من الوقت والجهد محبوسين على الطرق بسبب الاختناقات المرورية وعدم وجود مخرج. محافظات «الأهرام» رصدت الأعمال التخطيطية والإنشائية للمحاور الجديدة، والتفاصيل فى السطور التالية. لا يشعر بالمعاناة إلا من يعيش هناك.. ولا يستشعر حجم الخطر إلا المزارع الذى يرغب فى نقل محصوله من قصب السكر إلى البر الآخر حتى يصل الى مصنع نجع حمادي..متاعب كثيرة وساعات طويلة كان يقضيها أبناء الجنوب فى تحركاتهم على الطرق الصعبة ...وبرغم المعاناة ظلت الأحلام تداعبهم والأمل يراودهم فى إنشاء طريق أو محور يربط غرب النيل بشرقه وبعد العديد من الدراسات والأبحاث تحول الحلم الى واقع ودخل إلى حيز التنفيذ .. وهكذا تحولت فكرة مسارات محور التنمية الجديد فى محافظة قنا بصعيد مصر إلى عمل حقيقى لتعوض سنوات من الانتظار و التهميش. بداية نشير إلى أن هذا المحور الجديد يربط شرق النيل بغربه عبر 15 كوبرى و4 أنفاق دفعة واحدة ويخترق المحور خطوط السكة الحديد والطرق الصحراوية والزراعية ونهر النيل ليكسرسنوات نسيان الجنوب بتكلفة تزيد على المليار جنيه ويضع عدة مدن على خريطة التنمية أبرزها مدينة نقادة صاحبة أشهر «فركة» وصناعات يدوية ويفتح الطريق من محافظة البحر الأحمر شرقا إلى البر الغربى بالأقصر مارا بمحافظة قنا. شريان التنمية «الأهرام» رافقت اللواء عبدالحميد الهجان محافظ قنا وعدداً من مهندسى المشروع فى جولة خاصة لمعرفة كل التفاصيل بعد البدء فى تنفيذ المشروع الذى بادرناه بسؤال .. ماذا يمثل هذا المحور للمنطقة ؟ فأجاب بلا تفكير .. إنه الشريان الجديد للتنمية الذى يبدأ من أمام قرية طوخ التابعة لمركز نقادة الواقع غرب قنا حيث سينطلق المحور الذى ظل حبيس الأدراج لسنوات، لكنه الآن يرى النور وهو يعكس اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى بتنمية الصعيد واستجابة الحكومة لاحتياج المواطن وعلى رأسها المهندس شريف اسماعيل. وأكمل المحافظ حديثه: هذه نقطة البداية مشيرا إلى نقطة محددة بعلامة «فسفورية» كبيرة على رأس الطريق الصحراوى الغربى مشيرا بكلا يديه يمر من هنا لينطلق ليشق طريقه صوب شرق النيل من الناحية الأخرى أمام مركز قوص شرق النيل وهو أخر مراكز محافظة قنا ملاصقا لحدود الأقصر ولك ان تتخيل الكلام على لسان محافظ قنا .. كيف ستتحول المنطقة إلى كيان جديد يحمل فى طياته نهضة عمرانية وصناعية وزراعية وسياحية مكتملة فهو بحق شريان جديد يربط قنابالأقصر بالغردقة ويضع مركزا مثل نقادة ظل لسنوات يعانى من الاختناق والعزلة رغم أنه يضم أشهر صناعة يدوية يعرفها العالم وهى «الفركة» او ما يطلقون عليه هنا الشال المصنوع من الصوف والمشغولات اليدوية التى اشتهرت بصناعتها المدينة وراج صيتها مسارات المحور وعن المسارات التى سيقطعها المحور والمجارى المائية التى سيعبرها كشف اللواء عبد الحميد الهجان فى سياق حديثة للأهرام أن لدينا 15 كوبرى منهم 11 كوبرى شرق النيل و5 غرب النيل أما شرق النيل فيتخذ من الطريق الصحراوى الشرقى مصر أسوان نقطة البداية بكوبرى عملاق ثم يمر بترعة حجازة بكوبرى متسع يليه كوبرى ترعة ابو الجود ثم كوبرى كبير على ترعة الكلابية عابرا هنا خط السكة الحديد ثم كوبرى شنهور ويليه كوبرى عابرا ترعة الكلالسة وكوبرى أصغر يعبر مصرف قوص وكوبرى متوسط أعلى ترعة الجمالية وكوبرى صغير أعلى ترعة كوم سخين. هذا بالنسبة لشرق النيل أما بالنسبة لغرب النيل فينطلق من طريق مصر أسوان الزراعى الغربي، بالإضافة إلى 4 انفاق عملاقة لمرور المشاة والمواشى وقد تم مراعاة البعد الإنسانى في جميع الاراضى التى ستجرى عملية نزع ملكيتها لمرور المحور الجديد والذى يضيف بعدا جديدا للمنطقة فى مجالات النقل والسياحة والصناعة والتجارة الداخلية بين المحافظات ويقلل من معاناة الطرق. وبينما كنا نواصل جولتنا برفقة اللواء الهجان سألناه عن مصير معديات الموت فأجاب قائلا : لك أن تتخيل أن هذا المحور سيقضى على عقود طويلة من المعاناة لأهل مركز نقادة الذين كان ليس لهم سبيل للربط مع شرق النيل سوى المعديات النهرية ولقد دفع اهل نقادة الثمن لسنوات نتيجة لحوادث معديات الغرق اخرها مأساة سقوط سيارة «ميكروباص» كان بها 14 راكباً كانت تستقلها أسرة وسقطت من فوق المعدية وفُقدت الأسرة بالكامل بعد سقوط السيارة من عليها وقطعا هناك حوادث يتعرض لها طلاب المدارس فرغم الرقابة المشددة إلا أن المخالف يجازف بحياته وحياة من معه أثناء عبور النيل لكن مع وجود المحور الجديد فإن نقادة ستصبح لها متنفس برى يربطها بشرق النيل بمسارات متعددة. وضرب مثالا بمعاناة الفلاحين أثناء توصيل محصول القصب إلى مصنع سكر قوص أحد اكبر مصانع السكر فى صعيد مصر فقنا تنتج 60 بالمائة من انتاج السكر وهى عاصمة السكر المصرية وربط نقادة بالأقصر بقوص وشرق وغرب النيل سيخلق صناعات تكاملية تقوم على مصنع كبير مثل مصنع السكر وكذلك مصنع الورق والفيبر وييسر على المزارع نقل محصوله وانتاجه وهذه خدمة مضافة للصناعات القومية إلى جانب انتعاش منطقة الصناعات الحرفية والخزفية بنقادة التى تشتهر بها وتصدر للخارج إلى جانب ما يمثله ربط البر الغربى بالأقصر بالبر الشرقى بمحافظاتقناوالبحر الأحمر، ومن ثم انعاش حركة السياحة فى منطقة عامرة بالاديرة والصناعات الحرفية والخزفية . المسارات الجديدة وفى جولتنا على أرض الواقع كان يرافقنا مع المحافظ المهندس أحمد أبو نصير أحد المسئولين بهيئة الطرق والكباري الذى أخذ يشرح كيف تمت الموافقة على هذا المحور وفقا لدراسات مكتملة وكانت الفكرة الرئيسية تعتمد على خلق محور يربط بين شرق وغرب النيل فى الوجه القبلى كممر رئيسى للتنمية. واسترسل المهندس ابونصير قائلا: يعد المحور أنه الشريان الحيوى للربط بين مدن قنا غرب وشرق النيل مما يسهل انتقال اهالى المناطق المختلفة ونقل البضائع وزيادة الأنشطة المختلفة عبر مسار المحور, وبدأ شرحه قائلا يمتد المحور من طريق أسوان شرق النيل , ثم كوبرى على النيل, ثم يمر بطريق اسوان غرب النيل ويشمل أيضاً عدة أعمال صناعية عند التقاطعات المختلفةالمسار المعتمد من العامة للطرق والكباري ويضيف نصير وبعد عدة زيارات الى المنطقة تم اختيار عدة مسارات وبعد مفاضلة على أسس محددة اهمها تحقيق اكبر قدر من المنفعة لمستخدمى المحور واختيار أقصر الطرق وخاصة عند عبور النيل إضافة إلى نقطة مهمة وهى تجنب نزع الملكيات بأكبر صورة ممكنة . دراسات مرورية وحتى يكتمل المشهد حول هذا المحور كان لابد من معرفة الجانب الفني المتعلق بالتصميم وهو ما تحدث فيه الدكتور مدحت كمال استشارى المشروع وأستاذ هندسة الكبارى بجامعة حلوان، أنه تم عمل الدراسات المرورية بناء على عدد المركبات لسنوات مقبلة حتى عام 2047. ويضيف استشارى المشروع أنه تم مراعاة عدة معايير فى تصميم الكبارى والانفاق ابرزها، تقليل طول الكبارى والاعتماد على خرسانة الميول والحوائط الميكانيكية بنظام تسليح التربة، إضافة إلى تقليل عدد الفواصل والركائز تجنباً لزيادة تكاليف الصيانة . وفى التقاطعات التى تعبر الترع او المصارف تم التركيز على كمرات خرسانية سابقة الصب لتجنب البواكى المعدنية وذلك لضغط التكاليف وسرعة التنفيذ والأهم أنه تم استخدام الكود المصرى الجديد للأحمال حيث إن أحمال الكود الجديد تزيد بمقدار 33% عن الكود السابق ما يتوافق مع ما نراه من أحمال زائدة مستقبليا، وتم استخدام الطاقة الشمسية لإنارة الكبارى والأنفاق و تم استخدام عواكس إنارة الطرق بالكامل وتجنب وجود أعمدة الإنارة على الطريق وفقاً للمواصفات العالمية. خدمة المثلث أما المهندس محمد مصطفى يسن مدير عام التخطيط العمرانى بقنا يرى أنه يخدم المثلث الذهبى ويربط غرب قنا مع الأقصروالبحر الأحمر ويدعم الخدمات والمشروعات التى ستقام فى المثلث، والمستهدف هو أن يكون المحور تنموياً إقتصادياً عمرانياً يخدم إقليم جنوب الصعيد بصفة عامة ويصل لعدد من الطرق السريعة وترجع أهمية محور قوص نقادة حسبما يرى مدير التخطيط العمرانى إلى إيجاد تنمية سياحية من خلال الوصل مابين الحضارة الفرعونية (غرب الاقصر) والمناطق التراثية بنقادة. ويساهم المحور فى سهولة وقصر وقت نقل التجارة القادمة من أسوان وأيضا الواردة من جمهورية السودان والمتجهة شمالا للقاهرة والدلتا ومدن محافظة البحر الاحمر والمواني، والأهم مما سبق إحداث تنمية عمرانية بالمناطق الصحراوية .