الأم هى المربى والمعلم الأول للبنت وملجأها فى أمور كثيرة، فهى دائما الأقرب لها، إلا أن هذه العلاقة قد تتأرجح على فترات وتأخذ طابعا آخر مليئا بالصراعات، ففى مرحلة المراهقة تبدأ شخصية البنت تأخذ إتجاها معينا هى تريده سواء فى الملبس أو فى أسلوب التفكير وبعض السلوكيات التى ترفضها الأم ولم تعلمها لها منذ طفولتها، ومن هنا يبدأ التعارض والاختلافات بين الأم وابنتها، وتصبح العلاقة بينهما متوترة ومليئة بالصراعات.. وبعد فترة قصيرة أو قد تطول قد تعود العلاقة مرة أخرى أو لاتعود .. فما هى الأسباب وراء ذلك؟ غادة السمان المرشد الأسرى والتربوى والمعالج النفسى تقول: زمنذ أن كنت طفلة صغيرة وأنا أستمتع بالنظر لأمى، فإنى أراها أجمل إنسانة فى الدنيا، فهذا الشعور الطبيعى تجاه الأم هو إحساس لا إرادى تشعر به الفتيات تجاه أمهاتهن، ولكن فى مرحلة عمرية معينة خاصة فترة المراهقة قد تسوء علاقة بعض الفتيات بأمهاتهن وهنا أنصح ببناء علاقة تقوم على الصداقة والصراحة لتذويب الاختلافات وتجنب المزيد من الصراعات مع أهمية الاقتناع التام من جانب الأم أن ابنتها لابد وأن تكون لها وجهة نظر خاصة بها والسماح لها بنمو شخصيتها بدون المساس بالقيم المجتمعية. وبما إن الأم تمثل أول علاقة للبنت بالأنوثة فهى النموذج الذى تراه مجسدا أمامها، فنجد هذه العلاقة تمر بثلاث مراحل رئيسية، أولا مرحلة الطفولة وفيها تلتفت لأمها النموذج الأقرب لها الذى يمثل المرأة، فتبدأ فى تقليدها فترتدى ملابسها وتضع المكياج مثلها بل تقوم بتمثيل دورالأم مع أصدقائها وتقلدها فى أسلوب الكلام والتصرفات، ثم تأتى فترة المراهقة وهى مرحلة تغيرات نفسية وبيولوجية فى حياة الفتاة والتى تبدأ عادة من 9 سنوات وربما قبل ذلك، فهى تبدأ قبل البلوغ الفعلي، وخلالها تمر الفتاة بعدة مراحل نفسية، ففيها يبدأ تكوين الشخصية، وتشعر البنت بأنوثتها وتحاول إثبات ذاتها وتبدأ أنوثتها تتفتح ولكنها تظل أقرب للطفولة، وهنا تحديدا تحتاج البنت وبشدة لوالدها، فكثيرا ما نسمع فى هذه المرحلة جملة (البنت حبيبة أبوها) فهنا يبرز دور الأب فى إشباع البنت بالحب والحنان والإعجاب والثناء عليها كفتاة، وأود أن ألفت الانتباه إلى أن إهمال الأب لابنته فى هذه المرحلة وعدم إشباعها عاطفيا سيتسبب فى مشاكل فى مراهقتها وشبابها وقد تدخل فى علاقات فاشلة لتشبع احتياجها العاطفي. أما فى مرحلة المراهقة المتأخرة خلال المرحلة العمرية من 12 إلى 18 سنة يزداد شعور الفتاة بأنوثتها ورغبتها فى إثبات ذاتها. وتضيف أنه اذا لم تحصل الفتاة على هذا الدعم من الأم والأب معا قد تبدأ العلاقة بينهما بالتوتر خاصة مع الأم لأنها الأقرب دائما من الأبناء ومحور الأسرة، وأيضا يجب انتباه الأم إلى أن ابنتها قد تشعر بالغيرة نحوها بسبب اهتمام الأم بنفسها فقط وبأنوثتها وعدم الإلتفات لأنوثة ابنتها، أو أن الأب يهمل ابنته ويهتم بالأم فقط، فهنا تشعر الإبنة بالغيرة من أمها فتنظر لها على أنها منافسة لها، فهذا شعور لا إرادى يتولد داخلها ويدفعها للعناد والعصبية أو الانطواء. والعلاج بالتالى كما توضح خبيرة الإرشاد الأسرى يكون أساسه الأب ومدى مساهمته التواصل الجيد بينها وبين أمها، بالإضافة إلى أهمية أن يتم دعم البنت لزيادة ثقتها فى نفسها كفتاة مع إتباع أسلوب المدح والتشجيع بينهما وأمام الآخرين مع إعطائها المزيد من الثقة والحب والاحترام مع إتباع الأسلوب غير المباشر فى التوجيه والنصح والتواصل باستمرار بالحوار الهادئ. وهنا أنصح الأم ببناء علاقة تقوم على الصداقة والصراحة لتذويب الاختلافات مع ابنتها وتجنب مزيد من الصراعات، مع أهمية الاقتناع التام من جانب الأم أن ابنتها لابد أن تكون لها وجهة نظر خاصة بها والسماح لها بنمو شخصيتها بدون المساس بالقيم المجتمعية، وذلك يكون بالتشجيع الإيجابى والحوار واحترام رأيها.