الرئيس السيسي يرأس اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة    عيار 21 بكام الآن؟.. سعر الذهب اليوم السبت 5 أكتوبر 2024 في مصر (البيع والشراء)    وزير العمل ونظيره العراقي يبحثان ملفات التعاون المشتركة    إسرائيل تبلغ أطرافا دولية رفضها دخول فرق الإنقاذ لمكان استهداف هاشم صفي الدين    ليفربول يؤمن صدارة الدوري الإنجليزي بالفوز على كريستال بالاس    أول تحرك من الزمالك في ملف قضية أتشيمبونج    جهود مكثفة لانتشال جثماني شابين من هويس الخطاطبة بالمنوفية    أولى هجمات الخريف.. بيان مهم بشأن تغيّر حالة الطقس: «استعدوا لنوة رياح الصليبة»    تفاصيل غرق طالب بنهر النيل في الحوامدية    الإمارات تُطلق حملة إغاثة لدعم لبنان ب 100 مليون دولار    "الكونفدرالية الإيطالية": انطلاقة جديدة لتمكين المرأة المصرية بقلب سوق العمل الأوروبي    حبس موظف تحرش بسيدة أجنبية في المعادي    «الإفتاء» تنظم البرنامج التدريبي «التأهيل الفقهي» لمجموعة من علماء ماليزيا    الصحة: فريق الحوكمة والمراجعة الداخلية يتفقد مستشفى الغردقة العام ويحيل واقعة تقصير للشئون القانونية    تأجيل إعلان جوائز مسابقة ممدوح الليثي بمهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط    إسرائيل تشن 5 غارات على ضاحية بيروت الجنوبية خلال الساعة الأخيرة    عاجل.. تأجيل إعادة محاكمة متهم بتفجير فندق الأهرامات الثلاثة لحضور المحامي الأصيل    نقابة المهن الموسيقية ترعى مؤتمر الموسيقى والمجتمع في جامعة حلوان    كومباني يوضح صعوبة مواجهة فرانكفورت في الدوري الألماني    وزير الصحة: حملة 100 يوم صحة قدمت أكثر من 103 ملايين خدمة مجانية خلال 65 يوما    «العمل» تعلن عن 4774 وظيفة للشباب.. تعرف على التخصصات    صندوق مصر السيادي على طاولة "النواب" الأثنين المقبل    خلال 24 ساعة.. تحرير 534 مخالفة لغير الملتزمين بارتداء الخوذة    القوات الروسية تحرر بلدة جيلانوي فتورويي في جمهورية دونيتسك الشعبية    اليابان تجلي 16 من رعاياها من لبنان بطائرة عسكرية    التضامن تسلم 801 وحدة سكنية للأبناء كريمي النسب في 12 محافظة    «إسلام وسيف وميشيل».. أفضل 3 مواهب في الأسبوع الخامس من كاستنج (فيديو)    صفحات من المجد.. قراءة في كتب حرب أكتوبر    احتفالًا بانتصارات أكتوبر.. ورش وعروض فنية ضمن فاعليات قصور الثقافة    الكنيسة الأرثوذكسية تهنئ الرئيس والمصريين بذكرى نصر أكتوبر    خبيرة: مشروع رأس الحكمة أحدث استقرارا نقديا انعكس إيجابيا على مناخ الاستثمار    رئيس معهد التمريض بالتأمين الصحي في الشرقية: تكليف الطلبة بالعمل فور التخرج    إطلاق حملة لصيانة وتركيب كشافات الإنارة ب«الطاحونة» في أسيوط    في حوار من القلب.. الكاتب الصحفي عادل حمودة: "أسرار جديدة عن أحمد زكي"    «منظومة الشكاوى» تكشف عن الوزارات والمحافظات صاحبة النصيب الأكبر من الشكاوى    موشيه ديان يروى شهادته على حرب 73: مواقعنا الحصينة تحولت إلى فخاخ لجنودنا.. خسرنا كثيرا من الرجال ومواقع غالية    وزير التعليم العالي: لدينا 20 جامعة أهلية تتضمن 200 كلية و410 من البرامج البينية    ترشيدًا لاستهلاك الكهرباء.. تحرير 159 مخالفة للمحال التجارية خلال 24 ساعة    برلماني يحذر من مخاطر انتشار تطبيقات المراهنات: تسمح بقرصنة بيانات المستخدمين    رئيس جامعة الأزهر: الله أعطى سيدنا النبي اسمين من أسمائه الحسنى    فضل الصلاة على النبي محمد وأهميتها    لموظفي القطاع الخاص.. موعد إجازة 6 أكتوبر 2024    تخفيضات 10%.. بشرى سارة من التموين بشأن أسعار السلع بمناسبة ذكرى أكتوبر    فرد الأمن بواقعة أمام عاشور: ذهبت للأهلي لعقد الصلح.. واللاعب تكبر ولم يحضر (فيديو)    الولايات المتحدة تضرب 15 هدفًا للحوثيين في اليمن    شاهندة المغربي: استمتعت بأول قمة للسيدات.. وأتمنى قيادة مباراة الأهلي والزمالك للرجال    تقرير أمريكي: السنوار اتخذ مواقف أكثر تشددا.. وحماس لا ترغب في المفاوضات    إنتر ميلان يواجه تورينو اليوم في الدوري الإيطالي    حاول إنقاذه فغرقا معًا.. جهود مكثفة لانتشال جثماني طالبين بهاويس الخطاطبة بالمنوفية (أسماء)    «تنمية المشروعات» يضخ 2.5 مليار جنيه تمويلات لسيناء ومدن القناة خلال 10 سنوات    طريقة عمل الكرواسون بالشيكولاتة، الوصفة الأصلية    رضا عبدالعال: كنت أتمنى انضمام سام مرسي للمنتخب الوطني    إشراقة شمس يوم جديد بكفر الشيخ.. اللهم عافنا واعف عنا وأحسن خاتمتنا.. فيديو    برج القوس.. حظك اليوم السبت 5 أكتوبر: اكتشف نفسك    إسلام عيسى: انتقالى لسيراميكا إعارة موسم منفصل عن صفقة أوجولا    بلومبيرغ: البنتاجون سينفق 1.2 مليار دولار على الأسلحة بعد هجمات إيران والحوثيين    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 5-10-2024 في محافظة البحيرة    رئيس جامعة الأزهر: الحروف المقطعة في القرآن تحمل أسرار إلهية محجوبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رغيف عيش علي عرضحال دمغة‏!‏
نشر في الأهرام اليومي يوم 14 - 07 - 2012

‏‏يبدو والله أعلم ورسوله كما قال العلامة ابن شحطوطة في مجمع تفاسيره التي أطلق عليها اسم‏:‏ ألاعيب الشيطان حتي آخر الزمان ان الشياطين عندما انكشف سرهم وبانت عوراتهم‏.. بعد أن نصر الله عبده وأعز ملكه وحفظ عقله وثاقب فكره وزاد له من الزاد والزواد فكرا ودينا وطهرا وخيرا.. وقرأ سيدنا آدم أمام الملائكة الاسماء كلها.. واسرار الكون والخليقة.. اجتمع مجلس الشياطين ليرفعوا راية الشر قبل ان يعم الخير ربوع الأرض.. وتضيع هيبة الشياطين.. بعد أن كانت الكلمة كلمتهم والشورة شورتهم قبل أن يهبط سيدنا آدم الذي طلب الرب في الأعالي من كل المخلوقات أن يسجدوا له فأطاعت وسجدت إلا ابليس فانه أبي!
اتفقت الشياطين علي أنه في آخر الزمان الذي نعيش في رحابه الآن.. سوف تظهر في بر مصر طائفة تلعب وتتلاعب بالقوانين وتحول الدولة كلها إلي ساحة محاكم يجلس فيها القضاء علي المنصة.. ويتقدم خلق الله واحدا بعد الآخر.. من يريد رغيف خبز جميلا وطيب المذاق وبخمسة قروش لا تزيد مليما واحدا.. فليتقدم بطلب إلي القاضي.. رافعا حاله ومحتاله.. يعني صحيفة أحواله الاجتماعية وصورة من كشف المرتب بعد الخصومات والمستقطعات والذي منه.. ثم ينظر القاضي للطلب ويأخذ رغيفا من مشنة خلفه يتذوقه فإذا رآه طيبا أعطاه لصاحب الحاجة وإذا لم يكن.. ادخل الخباز وبتاع الدقيق وبتاع التموين في القفص إلي جواره!
وإذا أراد من يقف داخل المحكمة وظيفة لابن تخرج منذ سنوات.. ومازال عاطلا متعطلا بلا عمل.. يعني مبلطا في الدار يأكل ويشرب وينام ويعاكس في بنات الجيران!
رفع القاضي الهمام طلبه لرئيس الوزراء الذي يأمر بعد ساعات بتعيينه في أي وظيفة.. وإذا لم يتيسر يمنحه إعانة بطالة.. حتي يأخذ دوره في بند التعيينات..
نحن لا نطلق نكاتا في الهواء.. ولم يكن عمنا ابن شحطوطة كذابا أو ملاوعا.. فنحن نطبق تماما ما قاله ابن شحطوطة قبل قرون عددا.. إذا قرر الرئيس محمد مرسي رئيس الجمهورية أمرا وهذا حقه الدستوري واصدر قرارا كما فعل عندما اعاد مجلس الشعب.. انفتحت زوابع السماء وينابيع الأرض: ازاي؟ وليه؟ وسط صيحات: موش من حقه؟.. كما حدث بالضبط!
ولم يكتف البعض بذلك.. بل اتهموا رئيس الجمهورية بالخروج علي القانون.. موش بس كدة.. بل طالب البعض بكل جرأة لم تكن معهودة عندهم أيام عمنا مبارك الراقد علي ظهره في مستشفي خمس نجوم اسمها مستشفي القوات المسلحة بأن يعتذر الرئيس مرسي.. يا سلام!.. بل انهم أي القضاه أيامها عام0991 علي ما أذكر قالوا عندما رفض مبارك ان يتراجع.. أن هذا حقه وهو عمل من أعمال السيادة!
وحتي لا نطيل عليكم فقد دخلت مصر بجلالة قدرها.. وانتم سيد العارفين.. إلي ساحة المحاكم.
والمظلوم وهم في بلادنا كثر بضم الكاف وتسكين الثاء يقف الآن علي أبواب القصر الجمهوري يقدم طلبا ويأخذ رقما.. وكلام جميل لم يسمعه من قبل إن شاء الله سوف يصلك الرد!
يعني مصر بجلالة قدرها وبتاريخها العظيم.. ومن غير زعل.. دخلت المحكمة.. ومن عنده قول آخر.. فلينتفضل!
...............
...............
ولكن نفسي ومني عيني كما قال لي قانوني كبير وسياسي كبير في الوقت نفسه ألا يتحول ملف تداول السلطة بين الدولة والمؤسسات الدستورية والتشريعية إلي ملف يجري تداوله في أروقة المحاكم وبين أيدي المحامين ورافعي الدعاوي ببطلان قانون وسريان آخر.. وإيقاف قرار وإبداله بقرار آخر.. والحكومة والدولة وخلق الله في وسط الملعب حياري.. لا يعرفون متي يتوقف اللعب.. أقصد هذا العبث بمصائر شعب بحاله وأمة من أعظم ما أنجبت الأرض وعلمت الدنيا التي اسمها مصر؟
حكم قضائي في محكمة.. يلغيه أو يوقف سريانه حكم قاضي آخر في محكمة أعلي!
تريدون أمثلة..
أسمعكم تقولون.. نعم..
والأمثلة تملأ حجرة بحالها حتي سقفها.. وخذ عندك.. قانون العزل السياسي.. محكمة أجازته, والدستورية ألغته..
حتي مجلس الشعب بجلالة قدره بعد انتخابه وصرف نحو4 مليارات جنيه.. ده غير اللي صرفه المرشحون فازوا أم رسبوا.. حلوه.. ليه؟
أغلقوا ابوابه.
لأن هناك عيبا صغيرا في إنشاءه والدعوة لانتخاب أعضاءه.. سواء انتبه إليه أحد.. أوأن هناك قصدا متهمدا لهذا العيب.. حتي يسهل حله بحكم محكمة.. نحن لا نريد أن نظلم أحد!
وتكون النتيجة المباشرة أن يتسلل إلي حياتنا ما أطلقوا عليه اسم الدستور المكمل إياه.. ما الذي جاء به؟
جاء به حل مجلس الشعب الذي يتولي مهمة التشريع.. ليتولي المجلس الأعلي للقوات المسلحة مهمة التشريع إلي حين إقرار دستور جديد شامل بعد استفتاء الشعب عليه!
عاوز أمثلة ثانية؟
يسألني القانوني والسياسي والمشرع الكبير..
ودون أن أجيب.. قال لي: عندك مجلس الشوري الذي يبحث عن دور تشريعي وسياسي وشعبي له.. في غياب مجلس الشعب طبعا.. لماذا لا ينصب نفسه أميرا لمؤمنين الصحافة القومية؟
أسأله: إزاي يا قطب القانون والسياسة؟
قال: بأن يضع علي قمة المؤسسات الصحفية المسماة القومية رؤساء تحرير حدد.. لم لا؟
وكان إن طلب من كل مؤسسة وكل جريدة قومية مثل الأهرام عندكم والأخبار جارتكم, والجمهورية التي أنشأها أنور السادات ورأس تحريرها.. وطمع أيامها في شراء الأهرام بجلالة قده.. ولكن الله سلم.. ولم ينس دار الهلال ودار المعارف.. طلب من الجميع أن يرشحوا من عندهم من يرون أنه الأصلح لكي يصبح رئيس تحرير جديد..
أسأل: ولما في هذا التوقيت بالذات؟
قال: كما أعلم لكي يجدد دماء هذه المؤسسات.. ولكي تنتظم وتحرر وتنافس وتكسب!
قلت: ما هي بتكسب والحمد لله.
قال: موش كلها ياسيد!
...........
...........
أيها السادة لسنا في وقت توزيع الغنائم والمناهب والحقائب.. ولكننا للحق مازلنا في حالة حرب.. لم ننتصر فيها بعد.. صحيح أن الرئيس محمد مرسي قد أصبح رئيسا لمصر بصناديق الانتخاب وبالفيضان الثوري.. وهو الآن يمارس عمله من القصر الجمهوري.. ولكن الثورة نفسها لم تنتصر بعد.. وسوف نعلن انتصار الثورة عندما ننتصر نحن علي أنفسنا من أنفسنا!
نحن مازلنا أيها السادة في حالة حرب حقيقية مع مخلفات حكم القهر والبطش والفقر والتخلف البين.. عشناها بلسان أخرس لا ينطق وفكر أعرج لا يبصر.. وكل ما هو مقرر علينا أن نسمع ونطيع ونقول نعم حاضر..
والمطلوب أيها السادة بداية أن نختار وزارة حرب.. يقودها وزير حرب.. لا يرتدي البزة العسكرية والكاب وفي يده عصا المارشالية.. ولكن وزارة للنضال والكفاح والعرق.. يرأسها رئيس وزراء تكنوقراط متنور فاهم متفاهم.. لا رئيس متصادم مع نفسه ومع الآخرين.. وبالذات مع رئيس الجمهورية الذي يدخل القصر الجمهوري لأول مرة.. وهو يرتدي البدلة والكرافات.. رئيس منا وليس رئيسا من خط النار..
نريد رئيس وزراء ينزل وزراؤه الشارع كل صباح قبل أن يذهبوا إلي مكاتبهم المكيفة ليتفقدوا أحوال الرعية من الناس الغلابة دنيا وآخرة.. يعني يعسعس, كما كان يفعل الفاروق عمر بن الخطاب كرم الله وجهه.. بنفسه وبعينيه في الساعات الأخيرة من الليل وحتي إشراقة نور الصباح.. ويدونون ملاحظاتهم في مفكرة صغيرة في جيبهم.. اسمها مفكرة الناس الغلابة.
يشاهدهم بعينيه في طوابير العيش وينزل ويقف معهم ويصلب طوله في طوابير البنزين والسولار.. وفي طوابير أنابيب البوتاحاز.. ويلاحقهم وهم يعانون جريا للحاق بالميكروباصات والأوتوبيسات, ويتشعبطون علي السلالم حتي يلحقوا بمواعيد دق ساعة الحضور في دواوين أعمالهم.
نريدها يا عالم وزارة حرب.. تحارب عفاريت الفوضي في الشوارع والميادين.. صباحا وظهرا ومساء وليلا.. وزارة تضع برنامجا لعودة الانضباط والسيولة والمرونة للمرور في قلب العاصمة, وفي كل عواصم الأقاليم..
نريدها وزارة حرب.. تحارب عصبة البلطجة التي تأصلت في بلادنا.. وتلم شلل البلطجية والمسجلين خطر.. ونجمعهم هيلا بيلا كده وعلي المعتقلات.. حيث تجري مساءلتهم والكشف عن سجلات جرائمهم.. وما خفي كان أعظم!
ولدي وزارة هامان اليد الطويلة لآخر الفراعين كشوف بنحو مليون ونصف المليون من هؤلاء الكفرة الفجرة.. الذين كان النظام السابق يستخدمهم بل ويدربهم.. ويعطيهم رواتب شهرية.. تصوروا!
نريد وزارة شعارها: لا خوف بعد اليوم.. في الطريق.. في البيت.. في الشارع.. في الحقل.. في المصنع في الليل والنهار.. ساعتها تعود السياحة.. ويعود السياح.. وساعتها يعود دولاب العمل يعمل ويدور.. وتبطل مظاهرات ووقفات احتجاجية وقطع السكك الحديدية والسكك الزراعية بمجرد أن البت بهانة باتت بره الدار!
الثورة أيها السادة لم تنتصر بعد.. فمازال أمام الرئيس وحكومته الجديدة معارك طوال.. معارك لابد من خوضها.. مع المجلس العسكري الذي يملك في يده مهمة التشريع.. في سابقة لا مثيل لها في دساتير الأمم المتحضرة, والمطلوب ليس البحث عن مخرج لعودة البرلمان إن أمكن, وهو للعلم أول مكاسب الثورة, ولكنه ذهب ولملم عزاله بحكم المحكمة الدستورية التي لا راد لحكمها, فهي مثل القدر لا مهرب منه ولا مناص..
ولكن علينا أن ندفع بمركب الجمعية التأسيسية للدستور إلي الأمام حتي تقدم لنا دستورا يليق بمقام الجمهورية الثانية.. يلغي الدستور المكمل المكبل والمقرر علينا, ويفتح الباب للترشيح لمجلس نيابي جديد.
................
................
ولأننا في حالة حرب حقيقية ضد عتاة الثورة المضادة وأذنابهم وهم كثر بضم الكاف ورفع الراء فقد انطلق الطابور الخامس الأسود وجهه, الأزرق نابه ليصنعوا فتنة وينصبوا لنا سرادق أحزان يشبعون فيه لطما وعويلا علي ضياع منظومة الحرية ضامنة متضامنة مع الأمن والأمان في شوارعنا.. ويلطمون الخدود ويشقون الصدور حزنا وألما علي انحدار الأخلاق والحشمة والأدب الرفيع.. بعد أن أفقدهم الوعي نجاح أخونا الدكتور محمد مرسي وجلوسه متربعا بانتخاب حر علي عرش السلطة في مصر.. ليخترعوا لنا اختراعا عجيبا قادم من القرون الوسطي التي كانت غارقة في ظلام أبوجهل وجهالة أبولهب.. اسمه جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تمارس آخر جماعة منها في بلد الرسول الكريم.. ولكن تاتا تاتا وبالهوادة وباللين.. كل همها أن تظهر النساء عندهم بمظهر لائق.. بلباس محتشم وبغطاء علي الرأس.. لا أكثر ولا أقل..
ولكن من سموا أنفسهم بهذا الاسم وظهروا لنا فجأة بعد فوز الدكتور محمد مرسي.. لا ليكفروا النساء والفتيات ومن معهن.. ولكن بأن يقتلوهم بحد السيف.. كما حدث في مدينة السويس الباسلة.. شاب يسير مع خطيبته في الشارع ومعه أمه وأختها.. ليظهر له من تحت الأرض من يقول له: عيب.. وعندما حاول أن يناقشهم.. علموه درسا كما يقولون بقتله بحد السيف!
وبسرعة.. حزب النور السلفي أنكر.. والسلفيون استنكروا.. امال مين اللي قتل وفرض ستارا أسودا علي حرية الناس في المشي في الشارع.. حتي الخطيب مع خطيبته ممنوع.. معقولة!
الكل أنكر..
والكل استنكر..
وفي النهاية قال الامن: لقد قبضنا علي الجناة.. وليس من بينهم سلفي ولا واحد!
ولكن المهم أنهم نجحوا في إثارة موجة من الغبار الكثيف في وجه جمهورية دكتور محمد مرسي في أيامها الأولي.
.................
.................
وهؤلاء الذين يطعنون بذقونهم الطويلة شمس السياحة المصرية.. وبكتابهم الأسود الذي يريد لنا أن نرجع إلي الوراء ألف عام ويزيد.. بحجة أن كل شيء حرام.. لبس المايوه حرام.. البكيني من تلبسه علي النار عدل.. محال بيع الخمور أصحابها ومن يرتادها ومن حتي يعمل أجيرا فيها.. هو الكفر بعينه والعياذ بالله.. ولابد من غلق الشواطيء وتحريم البكيني.. وإغلاق الفنادق التي تقدم الخمور لزبائنها والمقيمين فيها.. ومطاردة الخلاعة والخلعاء في كل شارع وكل حارة وكل زقاق.
وهؤلاء الذين يطوفون الشواطئ ونحن في عز الصيف بلافتات تحرم كل شيء وأي شيء حتي شرب المياه الغازية القادمة من بلاد الكفر والجهالة.. برضه حرام.. موش حتي مكروه!
في تونس أعلن الغنوشي رئيس وزرائها وهو من قبيلة السلفيين أصلا للعالم كله:
الشواطئ مفتوحة للبكيني.. ومحال بيع الخمور مفتوحة هي الأخري ليل نهار!
نحن لا نقول افعلوا ما فعلت تونس بالضبط.. ولكن اتركوا الشواطيء المصرية.. وهي للعلم أجمل شواطئ العالم كله.. ولا تحرموا البكيني.. واتركوا الفنادق تقدم خمورا تقدم منكرا.. حتي لا تفقد أكثر مما من فقدنا من السياح.. كنا رقم62 علي العالم.. أصبحنا رقم..63 وكنا نستقبل نحو41 مليون سائح أصبحنا لا نستقبل إلا ربعهم وربما خمسهم.. وها نحن نجلس جنب الحيطة مع نحو مليوني مصري يعملون في السياحة.. أصبحوا بلا عمل!
فتح مخك تكسب أكثر....
قالها لي سائح أروبة قادم من اليابان.. بكلمات إنجليزية مكسرة.. ولكنها الحقيقة التي لا نريد أن نراها أبدا!
..............
..............
ياعالم اتركوا الدكتور محمد مرسي يختار لنا رئيسا للحكومة راجل مجدع ليس تصادميا ولا عنيدا.. بل متفاهم مهاود في الحق وفي العمل وفي الإنتاج.. لا يحمل ضغينة ولا غلا لأحد.. ليس بينه وبين أحد حسابات قديمة.. حان وقت تصفيتها.. ولا يوجد معارك جديدة.. يعني رئيس حكومة حرب.. ليس حرب أعداء وتحرير أرض.. ولكن حر ضد الجوع.. حربا ضد الفقر.. حربا ضد الفاقة.. حرب ضد الفساد.. حرب ضد الجهل والتخلف
حكومة ترفع تلال القمامة من شوارع القاهرة عيب والله.. والف عيب.. نحن اصبحنا نزرع في ميادينيا وشوارعنا قمامة بدلا من الزهور!
حكومة تفض الاعتصامات والمظاهرات والوقفات الاحتجاجية والمطالب الفئوية.. وترفع خيام المحتجين والمعتصمين الذين نصبوا خيامهم أمام قصر العروبة.. قصر الرئاسة.. في أول سابقة من نوعها في مصر.. ترفعها لا بالعساكر والبلدوزرات وقنابل الغازات المسيلة للدموع.. ولكن بالتفاهم والإنصات وقضاء الحاجات!
ومن أجل ذلك أنشأ الدكتور محمد مرسي ديوان المظالم.. واحد من مآثر الراحل الكريم أنور السادات.. في كل محافظة مع خط ساخن للتظلم في أي وقت!
ومن حق الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء علينا ان تشد علي يديه.. ونقول له: لقد أبليت فأحسنت البلاء!
.................
.................
يا عالم يا خلق هوه.. سيبوا الدكتور مرسي يشتغل.. وبعدين حاسبوه بعد الميت يوم اللي أعلن عنها بدلا من الجعجعة وطولة اللسان واللت والعجن والقيل والقال.. في الفضائيات التي تمولها فلول النظام السابق.. وما أكثر فلوسهم وما أكثر ألاعيبهم.. ولكن غدا لناظره قريب!{
Email:[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.