ما لازالت أصداء رحيل الكاتب الكبير سلامة احمد سلامة تسيطر علي الكثيرين من الكتاب والأدباء والمفكرين والفنانين, فرحيله في هذه الأيام التي تشهد حالة من الارتباك السياسي والاجتماعي, ألقت بظلالها علي الجميع, رحيله يمثل صدمة بفقداننا كاتبا في قامة وقيمة سلامة للاستنارة برؤيتهم, وهذه آراء بعض من عاصروه كاتبا ووطنيا. الشاعر عبد الرحمن الابنودي: سلامه احمد سلامه استأذنا جميعا, كان رجلا مصريا صميما ذا بصيرة ثاقبة, وكما كنت اردد دائما انه مثل استأذنا العظيم نجيب محفوظ, لم تهزمه السن, وهما من النوع الذي يموت وقلمه في يده, برحيله فقدنا بصيرة مصرية نافذة. الكاتب وحيد حامد: كان يمثل الرمز للصحافة المحترمة, وحمل دائما الرأي المستنير, كان شديد الوطنية والانتماء لمصر, يكتب ما يقتنع به دون النظر إلي المراحل المتغيرة, وكان صاحب رؤية ورأي مستنير, وصاحب مدرسة تعلم فيها الكثيرون من نجوم الصحافة. الاديب يوسف القعيد: كان واحدا من عقلاء الأمة الحقيقيين, كان يخضع كل مظاهر الحياة للاختبار العقلي, وابتعد كثيرا عن تحكيم العواطف والأحاسيس المتغيرة من لحظه لأخري في أثناء تناوله لشئون المجتمع والسياسة, عملت معه عندما أسس ورأس تحرير مجلة الكتب وجهات نظر, كنت اشعر أن عقله عبارة عن ملفات متجاورة منظمة, تتناول كل شئون الحياة, بداية من السياسة, وانتهاء بالثقافة والمجتمع, ويبدو لي انه كان يفكر في الكلمات قبل النطق بها. المخرج خالد يوسف: فقدت الصحافة المصرية الوطنية رمزا من رموز الفكر المستنير, فهو يمثل الجيل الذي لم يتلون, فعموده السابق في الأهرام, كان دائما ما يقدم الرؤية الواضحة للكثير من الأمور الملتبسة. الفنان عزت العلايلي: فقدنا قلما شريفا وعفيفا ذو بعد اجتماعي وسياسي وفكري, وليس من السهولة تعويضك يا كاتبنا الكبير, يا صاحب القلم الرشيق, يا صاحب المصداقية والرؤية المستنيرة. الكاتب محمد صفاء عامر: فقدان سلامه احمد سلامة, يمثل حاله من سوء الحظ التي تعيشها البلاد الآن, حيث إن كل المحترمين سواء كانوا كتابا أو مفكرين أو صحفيين, يرحلون, ويتركون مصر شيئا فشيئا للغربان, فقدان سلامة بالنسبة لي يمثل نفس الحالة التي انتابتني بفقدان العظيم الراحل عبد الوهاب المسيري, فهو يمثل الحكمة في الكتابة, وهو صاحب الحماس الهادئ الذي يصيب كبد الحقيقة. الفنان صلاح السعدني: شجرة الحضارة المصرية فقدت غصنا مهما من أغصانها المتحضرة لان عم سلامه, جزء مهم من حركه التنوير المصرية, فهو قيمة كبيرة تجسد الجيل الثاني من صحافة أصحاب الرؤية المتحضرة, فهو شديد الثقافة وشديد التواضع وشديد القدرة علي التواصل مع الناس, كان ذلك واضحا في كتاباته. الأديب بهاء طاهر: هو قيمة إنسانية كبري, استطاع أن يجمع بين دماثة والخلق والإحساس, بما ينبغي أن يقال, كان نموذجا رائعا, فهو قدوة, وخسارة كبري لكل من يعرفه ومن اقترب منه, لكن عزاءنا الوحيد أنه ترك لنا بصمته المهنية أدعو الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته. الشاعر فاروق شوشة: أحزننا جميعا فراق كاتبنا الكبير سلامة أحمد سلامة, الذي كان يلقب دائما بصاحب أفضل عمود في الصحافة المصرية, لأنه يتميز بموضوعية وعدم الانحياز والتجرد, وهي صفات نادرة في كتاب هذا الزمن وأعتقد أن عموده الصحفي لن يعوضه أحدا, فهو ينتمي إلي جيل الكتاب الكبار الذين يودعوننا واحدا بعد الآخر, بالإضافة إلي أنه يمثل بالنسبة لي كنز من الإحساس والوعي والصدق والحقيقة. د.أحمد مجاهد: هو نموذج للكاتب السياسي المعتدل والمتزن دون أهواء وبموضوعية ووطنية خالصة, كاتبي السياسي المفضل بعد أحمد بهاء الدين رحمه الله, هو مثال للكاتب الوطني ودون التحيز للوطنية, والذي ساعده علي ذلك انه لم يتورط في أي مناصب في السلطة, لا علي المستوي الصحفي ولا علي المستوي السياسي. لا شك إننا فقدنا قامة عظيمة بالإضافة إلي تواضعه وبساطته وإنسانيته. الكاتبة فتحية العسال: لا شك أننا في مصر والعالم العربي فقدنا كاتبا كبيرا, فهو كان رجلا وطنيا ورجلا ليبراليا شريفا ليس له في المراوغة, صاحب وجهه نظر معبره وبالرغم إننا كنا ليس علي أرضية فكرية ثابتة إلا أنني كقارئة كنت استمتع بأسلوبه و في تناوله للقضايا بكل موضوعية وشفافية نحن فقدنا كاتبا له تاريخ.