لسنا فى حاجة إلى مزيد من التحريض,لسنا فى حاجة إلى مزيد من الكراهية,كفانا ما يفعل بنا الإرهابيون من تدمير وترويع,لسنا فى حاجة إلى مزيد من المعممين أو المطربشين الذين يتمسكون بحياة الكهوف الظلامية، أحدهم أثار بلبلة كبرى بنعت الأخوة المسيحيين بأنهم كفار وأصحاب عقيدة فاسدة, وعندما أراد الاعتذار قال إن كلامه كان فى سياق تفسيره لسورة آل عمران، ورغم أننا لسنا بصدد مباراة فقهية أو شرعية لا مبرر لها ولا طائل من ورائها, فقط نذكره بأن هناك تفسيرات أخرى أكثر تسامحا واستيعابا لكل أبناء الديانات السماوية بتأكيدها أن الدين عند الله واحد هو الٍإسلام, يمارسه الناس وفقا للشريعة اليهودية أو الشريعة المسيحية أو الشريعة المحمدية,أى أن الإسلام كان موجودا قبل بعثة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم,والقرآن خير دليل على ذلك( مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ)[78 سورة الحج],وكذلك (إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِى قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) سورة البقرة ولسنا فى حاجة إلى التأكيد على أن فريضة الحج بأكملها من حيث التوقيتات والمناسك تمارس على هدى سيدنا إبراهيم, ويعنى ذلك ببساطة أن الشريعة المحمدية تستوعب كل الشرائع السماوية التى لا تنفصل ولا تبعد عنها كثيرا, وهى رؤية تسامحية تصالحية تساعد على استقرار المجتمعات وسلامها النفسى والإنسانى والاجتماعي,أما ما يدعى وما يفعل صناع الكراهية فليس من الدين فى شىء, ومن ثم فهم ليسوا شيوخا وليسوا مسلمين إذا ما أصروا على تكفير العباد. لمزيد من مقالات عماد عريان;