بعد مرور ثماني سنوات علي رحيل الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات, نشرت قناة الجزيرة القطرية تقريرا يلقي الضوء علي ظروف وفاة الزعيم الراحل بناء علي طلب أرملته سها عرفات. وحسب التقرير, فقد وجد خبراء معمل التحاليل السويسري نسبا ملحوظة من مادة البولونيوم المشعة السامة في متعلقات عرفات الشخصية والكوفية وفرشاة الأسنان, التي أعطيت لأرملته بعد وفاته والتي قدمتها للمختبر لتحليلها. وهو نفس المختبر الذي كشف عن سبب وفاة الجاسوس الروسي السابق ألكسندر ليكيننكو والذي مات في عام2006 في لندن, بعد تعرضه لنفس مادة البولونيوم السامة, واتهمت السلطات البريطانية في ذلك الحين اندريه لوجوفوي, الضابط السابق بالمخابرات الروسية, بوضع السم للجاسوس في الشاي. وتقول صحيفة كريستيان ساينس مونيتور, أن البولونيوم مادة نادرة, ومن الصعب الحصول عليها الا عن طريق حكومة دولة ولا يمكن لأي شخص بمعرفته الحصول عليها. كما ذكرت الصحيفة أن كثيرا من الفلسطينيين مقتنعون بأن إسرائيل قد وضعت السم لعرفات للتخلص منه, مشيرة إلي حديث إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق لراديو إسرائيل الذي جاء فيه أن عرفات هو أحد الخيارات التي تراها الحكومة للقضاء علي رؤوس الإرهاب. واليوم تطالب أرملة الزعيم الراحل عرفات بتشريح جثته والتحقيق في الموضوع من أجل كشف الحقيقة للعالم العربي والإسلامي حسب قولها, في حين انها رفضت هذا حين طلب منها عند وفاته عام2004. فأين كانت كانت سها عرفات منذ ثماني سنوات؟ ولماذا احتفظت بمتعلقات عرفات كل هذه المدة وظلت صامتة عليها إذا كان لديها أي شك في وفاة زوجها؟! وماذا لو ثبت بالدليل القاطع بعد التحاليل لعينة الجثة أن عرفات مات مسموما؟ فمن أين جاء البولونيوم وكيف وجد طريقه إلي عرفات في محبسه في رام الله؟ تساؤلات كثيرة, وأصابع الاتهام موجهة لجهات عديدة. فهل تنكشف الحقيقة عن سر وفاة عرفات أم تظل لغزا غامضا يطويه النسيان؟ http://[email protected] المزيد من أعمدة مها النحاس