غداة اعتداء الشانزليزيه بباريس الذى تسبب فى مقتل وإصابة أربعة أشخاص، أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أن المشتبه به الثانى فى الهجوم الإرهابى سلم نفسه للشرطة البلجيكية. وقال بيار هنرى برانديه المتحدث باسم الداخلية إن «الرجل سلم نفسه لمركز شرطة فى مدينة انتويرب البلجيكية، وكان اسمه ضمن مذكرة للمطلوبين أمنيا بالفعل فى بلجيكا على ذمة قضية أخرى ». وأضاف فى تصريحات لإذاعة «أوروبا 1" أنه من السابق لأوانه الجزم إن كان الرجل هو المشتبه به الثانى فى حادثة إطلاق النار بالشارع الفرنسى الشهير"، لكن مصدر قريب من التحقيق ذكر أن الرجل البالغ من العمر 35 عاما يعتبر "شديد الخطورة" حيث عثرت الشرطة أثناء تفتيش منزله على أسلحة وأقنعة تخفى الوجه وتذكرة قطار انطلق الخميس صباحا، قبل ساعات من اعتداء الشانزليزيه. يأتى ذلك فى الوقت الذى كشفت فيه مصادر فرنسية مطلعة أن منفذ اعتداء الشانزليزيه الذى لقى مصرعه فى موقع الحادث على يد رجال الأمن يدعى كريم شرفى -39 عاما، وهو فرنسى من مواليد منطقة"سين - سان -دوني"، إحدى ضواحى باريس. وكان شرفى مصنفا كشخص "بالغ الخطورة" وعنيف وخضع للمراقبة من قبل إدارة مكافحة الإرهاب منذ مطلع العام.وأوضحت المصادر أنه تم العثور فى سيارته - التى استخدمها فى الهجوم - على عناوين الإدارة العامة للأمن الداخلى "المخابرات الداخلية"، ومركز شرطة بلدة "لانيي" بشمال فرنسا، وثلاثة متاجر لبيع الأسلحة، فضلا عن بندقية وأسلحة بيضاء من بينها سكين مطبخ كما عثرت الشرطة على رسالة مؤيدة لتنظيم داعش، الذى أعلن مسئوليته عن الهجوم، بالقرب من جثة شرفي. وتحفظت أجهزة الأمن خلال مداهمة منزله على حاسب آلى وهواتف محمولة و بندقية.كما احتجزت ثلاثة من معارف شرفى لاستجوابهم على ذمة التحقيق. ويأتى هجوم الشانزليزيه قبل 3 أيام من الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية فى وقت من المفترض تشهد فيه البلاد استنفارا أمنيا غير حالة الطوارئ المفروضة بالفعل منذ عام 2015، مما دعا رئيس الوزراء الفرنسى برنار كازنوف، عقب اجتماع لمجلس الدفاع والأمن القومى بالبلاد، لتأكيد ضرورة أن تسير الانتخابات الرئاسية فى موعدها وألا يعرقلها الهجوم.وقال" لا شيء يجب أن يعرقل هذه اللحظة الديمقراطية التى تعتبر أمرا أساسيا بالنسبة لوطننا"، مشددا على الوحدة وضرورة عدم الاستستلام للخوف أو الترهيب أو المناورات.وحول الاجتماع الأمني، قال كازنوف:"استعرضنا إجراءات تأمين الانتخابات التى ستتطلب نشر نحو 50 ألفا من رجال الشرطة والدرك مع وضع وحدات تدخل خاصة فى حالة تأهب للتعامل مع أى موقف طارئ". من جهته، تعهد المرشح الانتخابات الرئاسية الفرنسية فرانسوا فيون بحملة أمنية مكثفة داخل بلاده ، وبتشكيل تحالف دولى ضد التطرف، ردا على هجوم الشانزليزيه، فى حالة فوزه.وقال إن فرنسا في"حرب ستستمر لفترة طويلة ضد الشمولية الإسلامية"، مؤكدا عزمه" القتال بيد من حديد، والإبقاء على حالة الطوارئ، وطرد أى أصوليين إسلاميين أجانب - ليس فقط الإرهابيين - وحل الحركتين السلفية والإخوان المسلمين". فى حين جددت مرشحة اليمين المتطرف ماريان لوبان دعوتها بحظر المنظمات السلفية و فروع "جماعة الإخوان" بفرنسا.