يخطئ من يظن أن الحرب على الإرهاب مرتهنة فقط بشجاعة جنودنا الأبطال الذين طهروا جبل الحلال ويواصلون مطاردة بقية الفلول على أرض سيناء. الحرب ضد الإرهاب وضمان حسمها باعتبارها معركة مصيرية فى الحاضر والمستقبل تحتاج إلى متانة البناء الداخلى الذى يمثل الدرع والركيزة خلف القوة المسلحة التى تتحمل مسئولية الصدام المسلح بكل الشجاعة. ومعنى ذلك إننا مطالبون بشد الزناد ورفع درجة الاستعداد لمعركة البناء. إن عودة السياحة إلى مصر بكامل طاقتها ستمثل أقوى دانة مدفع تدك مواقع الإرهابين وأيضا فإن كل مساحة أرض جديدة يتم استصلاحها واستزراعها وكل مصنع جديد ينضم إلى قائمة المصانع التى استأنفت إنتاجها بعد سنوات الانقطاع هى بمثابة رصاصة قاتلة فى جسد الفكرة الإرهابية ذاتها . أريد أن أقول: إن معركة البناء الداخلى هى بمثابة الفصل الأخير فى الحرب الدامية التى فرضت علينا ولم يكن لدينا أى خيار لتجنبها. بوضوح أكثر أقول: إن معركة البناء الداخلى ليست مجرد مشروعات يتحتم أن نسابق الزمن لتنفيذها وإنما هى شئ أعمق وأشمل من ذلك بكثير يستهدف فى الأساس إحداث تغيير جذرى فى الثقافة الاجتماعية والسلوك الاجتماعى وإدراك أهمية وقيمة العمل المنتج مع حتمية القبول بالعمليات الجراحية الضرورية لعلاج الجسد الاقتصادى المريض. ولأن لكل معركة قائدها فإن مسئولية الرئيس السيسى أن يدرس مع معاونيه ومستشاريه كيفية المواءمة فى استحقاقات معركة البناء الداخلى بين ما هو عاجل ولا يحتمل التأخير من أجل تحسين الأوضاع المعيشية فى ظل الظروف القائمة وما بين الحلم الكبير فى مواصلة الطريق الصعب لصنع النهضة الحقيقية وإعادة تشكيل المجتمع من جديد. وظنى إن ما بعد قمة السيسى وترامب يختلف عما كان قبلها... وكل الاحتمالات بل والمفاجآت واردة وغير مستبعدة ! خير الكلام: الصبر على مرارة العاجل يفضى إلى حلاوة الآجل ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله