زاد قلق السلطات الكندية من عودة الكنديين الذين التحقوا بالمنظمات الإرهابية في سورياوالعراق، وقد عاد بالفعل منهم حتي الآن ما يزيد عن ستين شخصا من اكثر من 180 ارهابيا. هذا القلق لا يتم ترجمته فيما اذا كان هؤلاء سيقومون باعمال ارهابية أم لا، لكن السؤال المطروح في اوساط الرأي العام ومؤسسات الدولة هو :اين ومتي ستحدث الأعمال الإرهابية؟ كندا تعرضت من قبل لعمليتين إرهابيتين، واحدة منهم عملية دهس بسيارة ادت الي قتل جنديين. والثانية وهي الأخطر كانت اقتحاما مسلحا للبرلمان، ادي الي احتجاز عدد كبير من اعضاء البرلمان وكان من بينهم رئيس الوزراء السابق، ولولا شجاعة احد الحراس لوقعت مذبحة، كان ذلك قبل عامين. كما كشفت سلطات الأمن الكندية أكثر من مرة عن احباط أكثر من عمل ارهابي، كان اخطرها عملية انتحارية لشاب كندي التحق بالإسلام وقرر تفجير نفسه في محطة قطارات مدينة تورنتو وهي اكبر محطة قطارات في كندا، كان عدد الضحايا سيصل للالاف فيما لو نجح هذا الإرهابي ، هذا بالطبع بخلاف ما لا تعلن عنه السلطات الأمنية. وكان المتحدث الرسمي باسم داعش أبو محمد العدناني قد دعا مسلمي العالم إلي الانتقام من مواطني الدول التي أعلنت الحرب علي التنظيم بما فيها كندا. وقال «إذا كان بإمكانكم قتل كافر أمريكي أو أوروبي وبخاصة قتل كافر فرنسي مقيت، أو أسترالي أو كندي أو أي كافر ممن يشنون الحرب علينا فاتكلوا علي الله واقتلوهم بأي طريقة». كما هدد كنديون التحقوا بداعش الكنديين بشن هجمات ارهابية، منهم جون ماجواير المسمّي أبو انور الكندي الذي انضمّ بعد اعتناقه الاسلام إلي اتحاد الطلبة المسلمين في جامعة اوتاوا، والذي تسيطر عليه جماعة الإخوان المسلمين. ودعا الكنديين المسلمين للانضمام لتنظيم «الدولة الإسلاميّة» وأن يفعلوا مثل أحمد مارتان رولو (الكندي الذي اعتنق الإسلام ودهس جنديّين كنديّين بسيّارته في مدينة سان جان سور ريشوليو ). وبحسب ما أكدته جهات أمنية للاهرام أن عددا من الارهابيين الذين عادوابالفعل لكندا خلال الاشهر الاخيرة فشلت السلطات الكندية في ملاحقتهم قضائياً، والسبب المعلن هو عدم كفاية الأدلة التي يريدها القضاء. وهذا ما دعي الكاتبة ليز رافاري في صحيفة لو جورنال دو مونتريال الي البدء في حملة صحفية تطالب بإعادة النظرفي النظام القضائي الكندي الذي يفتقد الي وسائل تقييم التهديد الإرهابي. فالتعهد العلني بعدم تعكير النظام العام، لم يمنع الشاب الكندي من محاولة تفجير نفسه في محطة قطارات تورنتو، ولم تستطع الشرطة أن تفعل شيئاً رغم أنه ابدي اعجابه بالإرهابي الذي قتل الجندي الكندي أمام البرلمان. ولم يفعل القضاء شيئاً سوي قرار بوضع طوق إلكتروني حول يده لمراقبة تحركاته. وعندما اعترضت احدي منظمات حقوق الإنسان الغت القاضية قرارها بارتدائه الطوق الإلكتروني! هذا القلق من الاهابيين العائدين مرشح للزيادة، في ظل الهزيمة الوشيكة لتنظيم داعش في العراق، وتراجعه وباقي التنظيمات الإرهابية في سوريا وكذلك مع القرب المتوقع للمصالحة بين النظام والمعارضة في سوريا. اضف الي ذلك أن وجود قائمة اغتيالات اعلنها تنظيم داعش تضم 151 كنديا، من بين 8300 شخص في مختلف انحاء العالم، وقد شملت القائمة اسماء وعناوين حقيقية وكذا البريد الكتروني لهؤلاء الاشخاص. الخطر الثاني هو أن هؤلاء العائدين قد لا يرتكبون بانفسهم اعمالاً ارهابية، لكن سوف يستفيدون حتماً من خبراتهم القتالية العالية، وما يعزز ذلك أن الذين قاموا بالاعتداء الإرهابي علي البرلمان والشاب الذي قرر تفجير محطة القطارات، كلهم لم يذهبوا الي سورياوالعراق ولكنهم التحقوا بداعش من علي ارض كندا. الاكثر ازعاجا للكنديين هو ان الامر لا يقتصر فقط علي كنديين التحقوا بداعش ويعودون حاليا لكندا بنفس الافكار الارهابية لكن المشكلة من وجهة نظر البعض لها بعد آخر متمثل في الدواعش المتخفيين والذين يدخلون كندا ضمن اللاجئين لأنه في هذه الحالة كشفهم ليس بالامر السهل.