فى الوقت الذى تبذل فيه الحكومة الكندية جهودا مضاعفة لاستقبال أعداد اللاجئين السوريين كمساهمة فى حل الأزمة الإنسانية المتفاقمة منذ أربع سنوات ، ذكرت تقارير مخابراتية كندية أن أربع فتيات من مقاطعة اونتاريو حاولن السفر لسوريا خلال الاشهر القليلة الماضية للالتحاق بتنظيم " داعش". وقد استطاعت السلطات الكندية استعادة ثلاث منهن قبل مغادرة كندا بينما نجحت واحدة فى الوصول لسوريا.وكانت الفتيات قد تابعن دروسا دينية فى معهد "الهدى" الدينى بمدينة ميساساجا فى مقاطعة اونتاريو. المفاجأة ان هذا المعهد الذى انشأته الباكستانية فرحات هاشمى فى كندا عام 2004 وانشأت مثيلا له ويحمل نفس الإسم فى مدينة مولتان بباكستان, هو نفس المعهد الدينى الذى درست فيه تاشفين ماليك المتهمة فى حادث اطلاق النار بكاليفورنيا الأسبوع الماضى لمدة عام كامل بباكستان قبل أن تسافر إلى الولاياتالمتحدة وتنفذ عمليتها الإرهابية بالإشتراك مع زوجها. وتثير قضية معهد "الهدى" ملف المدارس الإسلامية فى كندا التى يرى عدد من الخبراء الأمنيين أنها تشكل قنبلة موقوتة فى كندا خاصة وأنه خلال التحقيقات ذكرت شقيقة إحدى الفتيات أن شقيقتها الموجودة حاليا فى سوريا قد ارتادت معهد الهدى لبضعة اشهر قبل أن تقرر السفر لسوريا عبر تركيا. من ناحيته نفى معهد الهدى بميساساجا اى معرفة بقضية الفتيات اللاتى قررن الانضمام لداعش, مؤكدا ان المعهد غير مسئول عن تحول الفتيات نحو التطرف ، مضيفا انه تلقى اتصالا من جهاز الاستخبارات الكندية للإستعلام عن اثنتين من تلميذات المعهد التحقن بداعش. وفى نفس الوقت أشار مسئولون بالمعهد أنهم يتخوفون من الربط بين فرع المعهد بباكستان وحادث كاليفورنيا الإرهابي، وهذا ما دعا إدارة المعهد إلى اغلاق أبوابه مؤقتا وتأكيد أولياء الأمور أنه سيتم إرسال كل المعلومات الجديدة عن استئناف الدراسة عبر رسائل البريد الالكتروني. وعلى مستوى اخر فإن وزارة التعليم فى كندا أكدت أن معهد الهدى تم تسجيله بمقاطعة اونتاريو باعتباره مدرسة خاصة، حيث يدرس فيه أكثر من 160 تلميذا فى المرحلة البتدائية وما قبلها. وقد صرح مسئول بالوزارة بأن وزارة التعليم فى كندا لا تملك سلطة على المدارس الخاصة التى يتم تسجيلها باعتبارها مشروعا اقتصاديا خاصا أو باعتبارها مشروعا تابعا لإحدى المنظمات غير الهادفة للربح. وهو ما يجدد الحديث حول ضرورة تغيير قوانين التعليم وحرية إنشاء المدارس وخاصة الدينية منها فى كندا. وهو الأمر الذى سعت إليه الحكومة الكندية السابقة ولكنه تعطل. وتسمح القوانين الحالية للمدارس الإسلامية أن تقدم هذه المدارس نظام تعليمى ابتداء من دور الحضانة إلى الثانوية و فق برنامج مختلط بين المقررات الكندية و دمج التربية الإسلامية و تعليم اللغة العربية. ويدفع أولياء الأمور مصروفات رمزية شهريا و تتكفل الدولة الكندية بباقى تكاليف العملية التعليمية عن طريق الدعم السنوى الذى تقدمه للمدارس ، هذا بالإضافة إلى التبرعات التى يتم جمعها من أبناء الجاليات الإسلامية. اللافت فى الأمر أنها ليست المرة الاولى التى يتم فيها الربط بين المدارس الإسلامية فى كندا وتطرف بعض الشباب من طلبة هذه المدارس فقبل عامين وعقب أحداث الهجوم الإرهابى على البرلمان الكندى ومقتل جندى على يد متطرف مسلم تم الإعلان عن خلية إرهابية بأتاوا تنتمى لتنظيم داعش كان إثنان من بين أفرادها من مرتادى المدارس الإسلامية فى كندا فيما اشترك جميع أفراد الخلية المكونة من خمسة شباب فى إنهم كانوا أعضاء فى اتحاد الطلبة المسلمين بالجامعة. الأمر أصبح يدعو لقلق السلطات الكندية الأمنية التى ترى أن جميع المنظمات الإسلامية والدينية فى كندا تعمل دون حد أدنى من الرقابة على ما تقدمه من خدمة معرفية لمرتاديها، وهو ما يدفعها حاليا لمطالبة الحكومة بالمزيد من الإجراءات للمساعدة فى تأمين الشباب داخل كندا والحفاظ عليهم من خطر التطرف والارهاب.