لم تلح في الافق أي بوادر حتي الان لقرب الاتفاق علي تشكيل الحكومة العراقية التي ترضي السياسيين وتضع حدا لحالة العنف والفوضي الامنية التي يعاني منها العراقيون منذ 7 سنوات. هي عمر الاحتلال الامريكي للعراق فالكتل السياسية سواء كانت الحاكمة تشغلها الكثير من الاجندات وبرامج العمل التي يغيب عنها المواطن العراقي الذي عاني ويعاني البؤس والقتل وانعدام الخدمات وغياب الامن. برغم ان الانتخابات اجريت في السابع من من مارس الماضي, إلا ان هناك سيناريوهات تطرح احتمال تاجيل المحكمة الاتحادية العليا المصادقةعلي نتائجها النهائية التي لم تعلنها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات حتي الان ليبقي الوضع علي ماهو عليه وتترك الساحة مفتوحه للكل ضد الكل للتصفيات والاعتقالات والاغتيالات وحسبما ذكر مصدر امني فان الدولة غائبة الان وهناك فراغ دستوري والجميع يعمل مشيرا الي ان الاجهزة الامنية في حالة احباط وشلل تام بسبب الاوضاع الحالية. ويشير مصدر اخر الي أن الكثير من الاطراف تدفع باتجاه اعادة الامور الي المربع الاول علي المستوي الشعبي من خلال اعادة مرحله الاقتتال الطائفي بين العراقيين, مشيرا الي ان جماعات مجهوله تنشط الان في بغداد وتنفذ عمليات اغتيال للشيعة في احياء سنية ولسنة في احياء شيعية خاصة في حيي العامل والعامرية ويضيف ان السياسيين الان وبعد ان كرسوا الطائفية السياسية يريد البعض منهم اشعال الامر مرة أخري بعد ان فشلوا في التوافق فيما بينهم لاسباب كثيرة ويطرح اخر احتمالا قائم الان وسيتصاعد خلال الفترة القادمة وهو القيام بتفخيخ سيارات في اماكن معينة ومعروفة بغرض الانتقام من اهلها وعلي خلفية هذه التفجيرات( الارهابية) تقوم القوي الامنية باعتقال العشرات و من بينهم( الارهابيين) الذين يقفون وراء التفجيرات وبسلطة الدولة واجهزتها يتم تكميم الافواه لمكافحة الارهاب واقصاء الخصوم السياسيين وغيرهم وهو الامر الذي كشفت عنه القائمة العراقية التي اكدت اعتقال العشرات من عناصرها في بغداد وديالي وغيرها من المدن العراقية تحت دعاوي الارهاب والبعث, ورغم ان الامور يمكن ان تتجه اتجاها ايجابيا الا ان جميع المؤشرات لاتؤكد اي تحسن, فالعراقيون وخاصة اهالي بغداد وبعد الهدوء النسبي الذي شهدته بغداد خلال الايام القليلة الماضية فانهم خائفون مما سيأتي في الايام القادمة لانهم اعتادوا علي التفجيرات الكبري والصراعات المستمرة بين السياسيين خاصة وان جميع التصريحات الصادرة من هؤلاء لاتبين اي لهجة للتفاؤل خاصة من قبل رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي الذي هاجم القوي السياسية التي تطالب بمطالب تتعلق بالمعتقلين او انتقاده لزيارات القوي السياسية لدول الجوار خاصة الزيارات التي قام بها طالباني والبارزاني والحكيم للسعودية ورغم مايقال عن هذه الزيارات فانه لايمكن انكار ان السعودية هي احدي دول الجوار العراقي الكبري والفاعلة في الكثير من احداثه منذ نشوء الدولتين السعودية والعراقية وكان للمملكة الدور الابرز في الكثير من الاحداث والحوادث التي مربها العراق, ونتيجة للتوجهات السياسية للكثير من الكتل الحاكمة آثرت السعودية الابتعاد عن العراق وهو امر مستحيل لاسباب الجعرافيا والتاريخ فكانت الزيارات الاخيرة التي قام بها المسئولون العراقيون بناء علي دعوة الرياض ولقاءاتهم بالعاهل السعوي والاعلان عن ان السعودية تقف علي مسافة واحدة من الجميع في العراق. علي اي الاحوال فان الزيارات سيفسرها كثيرون كل من منطلقاته وحسب هواه خلال الفترة القادمه والاهم هو نتائجها واثرها يقابل ذلك فان زيارة القائمة العراقية لطهران ورغم انها تأخرت وتأتي عقب اكثر من شهرين من لقاءات معلنة وغير معلنة بين اطراف معروفة وبرعاية ايرانية ودعوة العراقية التي جاءت بعد انكشاف الامر ومطالبة العراقية بالذهاب الي طهران لن تضيف شيئا للعراق ولن تغير موقف طهران من اياد علاوي رئيس القائمة الا انها تاتي لشرح الامور التي تعرفها طهران ومحاولة ازالة سوء الفهم وعقد لقاءات مع قيادات عراقية في طهران خاصة مع السيد مقتدي الصدر زعيم التيار الصدري الذي يعد رقما كبيرا في المعادلة العراقية لحصول تياره علي اكثر من نصف المقاعد التي فاز بها ائتلاف دولة القانون, ومن المؤكد ان اعلان السفير الايراني حسن كاظمي قمي ان بلاده لاتمانع في اي دور او تشاور مع دول الجوار بشان تشكيل الحكومة الجديدة قبيل زيارات المسئولين الثلاث الي الرياض يؤكد ان قمي هو رجل بغداد القوي الان وبكل المقاييس اما الاعتراضات التي تصدر من هنا او هناك فانها من نصيب العرب فقط لاسباب كثيرة ومعروفة. المشهد في العراق الان تحكمه الكثير من الصفقات واشياء اخري وجميع المؤشرات تؤكد ان التحالفات السياسية الكبري ستكون علي اسس مذهبية وعرقية اما ما قيل ويقال عن عراقيتها فهو للديكور فقط وما يؤكد ذلك ان الكتلة الاكبر التي ستحدد شكل المؤسسات الثلاث( الحكومة والبرلمان والرئاسة) لن تضع امامها مصالح العراقيين بل ستتشكل علي اسس مذهبية ووعرقية وجهوية وهو السيناريو الذي لانتمناه لان ذلك يعني العودة الي نقطة البداية واستبعاد وتهميش اخرين وهو ما يعني استمرار دائرة العنف وحتي اللحظة فان المفاوضات جاريةوالاتفاقات معدة بين الكثير من الاطراف خاصة الائتلاف الوطني العراقي بزعامة عمار الحكيم وائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي اللذين باندماجهما ستتضح الكثير من الامور الا ان ذلك لا يعني انهما سيتمكنان من تمرير اي حكومة هنا ياتي دورالطرف الكردي الذي شكل لجنة للتفاوض تصل بغداد الاسبوع المقبل علي كل الاحوال فان الترتيبات جارية علي الاصعدة كافة والكل يتخوفون من الكثير من الاجراءات التي لم تعلن ومنها اطلاق سراح عشرات من قيادات جيش المهدي من السجون التي تسلمتها الحكومة من القوات الامريكية وبعد تصريحات السيد قتدي الصدر بشان معتقلي التيار الابرياء ورغم اننا مع اطلاق سراح اي برئ الا ان الكثير من المصادر تؤكد ان عددا كبيرا ممن اطلق سراحهم من المتورطين في جرائم قتل طائفي وهو ما جعل الكثيرن يتساءلون عن مصير المعتقلين من العرب السنة في السجون التي تسلمتها القوات العراقية, وهو الامر الذي يؤكد ان كل شئ يتم التفاوض عليه وقابل للتفاوض بشرط عدم ترك الحكم للاخرين, والامر الذي لا يمكن تجاهله هنا هو ان الولاياتالمتحدة التي تتحمل المسئولية القانونية والفعلية عما حدث ويحدث في العراق يبدو الامر وكانها غير معنية به الا ان كثيرين يؤكدون ان الدور الامريكي سيكون حاسما.