نشر موقع «ويكيليكس» آلاف الوثائق الأمريكية التى تكشف عن تفاصيل برنامج تجسس ضخم لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية «سي. آي. إيه» يمكن من خلاله تحويل جهاز التليفزيون فى أى منزل إلى جهاز للتنصت واختراق كل تطبيقات التشفير وحتى التحكم بأى سيارة، وحذر الموقع من انتشار هذه الأسلحة المعلوماتية. ونشر الموقع نحو 9 آلاف وثيقة قال إنها تم تسريبها من وكالة المخابرات المركزية ، وأكد أنها أضخم عملية نشر لوثائق سرية مخابراتية جرت حتى الآن. وتابع أن هذه الوثائق تثبت أن»سي.آي.إيه» تعمل مثل وكالة الأمن القومى الأمريكية التى تتولى بشكل أساسى أنشطة المراقبة الإلكترونية فى الولاياتالمتحدة، لكنها تخضع لدرجة أقل من الإشراف. وأوضح الموقع فى بيان أن هذه الوثائق تدل على أن أجهزة المخابرات الأمريكية وضعت أكثر من ألف برنامج خبيث وفيروس وحصان طروادة وغيرها من البرامج التى تسمح باختراق أجهزة إلكترونية والسيطرة عليها. وأوضح أن هذه البرامج استهدفت أجهزة أحد أشهر أنواع الهواتف الذكية وأخرى تعمل وفق نظام شهير تنتجه شركة جوجل، ومازال يستخدمه الرئيس دونالد ترامب، وكذلك برامج الكمبيوتر والأجهزة التليفزيونية المرتبطة بالإنترنت، لتحويلها إلى أجهزة تنصت دون علم أصحابها. واهتمت «سى آى إيه» أيضا بإمكانية التحكم بآليات النقل بفضل أجهزتها الإليكترونية. وأشار الموقع إلى أن اختراق الهواتف الذكية يجيز ل«سى.آى .إيه» الالتفاف على أنظمة الحماية التى يؤمنها تشفير التطبيقات التى تحقق نجاحا مثل «واتس آب» و«سيجنال» وغيرها عبر التقاط الاتصالات قبل تشفيرها. وأكد الموقع أن «هذه المجموعة الاستثنائية التى تتألف من مئات الملايين من سطور التشفير تكشف كل قدرات القرصنة المعلوماتية التى تتمتع بها سى آى إيه». من جانبه، حذر جوليان أسانج مؤسس ويكيليكس من أن هذه الوثائق تثبت «المخاطر الكبرى» الناجمة عن الانتشار «غير المنضبط لأسلحة» الهجمات المعلوماتية حتى دون إبلاغ منتجى هذه الأجهزة. من جهته، لم يؤكد جوناثان ليو المتحدث باسم وكالة المخابرات المركزية صحة الوثائق ولم ينفها، كما أنه رفض التعليق على مضمونها. وفى المقابل، قال شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض فى لقاء مع الصحفيين «إنها قضية لم يتم تقييمها بالكامل بعد»، لكن ديفين نيونس رئيس لجنة المخابرات فى مجلس النواب أكد أن كشف هذه الوثائق يبدو «خطيرا جدا» و»نحن نشعر بقلق كبير».