في سباق مع الزمن ورغم تحدي الإمكانيات وضعف الموازنات الحكومية تنفذ مستشفيات جامعة المنصورة خطة طموحا للتوسعات الرأسية والأفقية في المنشآت والأجهزة والأقسام لتلبية الحاجة المتزايدة في أعداد المرضى من مختلف محافظات الدلتا . مستشفيات المنصورة تصنف كثالث مستشفى جامعى في مصر بعد القاهرة والإسكندرية من حيث عدد المترددين عليها وحجم خدماتها الطبية وتنوعها من العلاج على نفقة الدولة والتأمين الصحي إلى تعاقدات الشركات ، حيث يبلغ عدد الأسرة بها حاليا 1650 سريرا من إجمالي 2600 سرير في كل مستشفيات ومراكز الجامعة يضاف إليها قريبا 250 سريرا ، كما تضم 22 تخصصا و44 قسما داخليا وبها 5619 عاملا و293 طبيبا مقيما و1465 عضو هيئة تدريس و33 غرفة عمليات و20 صيدلية لصرف الأدوية و37 عيادة خارجية. وبحسب أحدث الإحصائيات يصل عدد المترددين سنويا على المستشفى إلى ما يقارب 350 ألف مريض منهم نحو 50 ألفا عن طريق العيادات الخارجية و16500 عن طريق الاستقبال و5 آلاف عن طريق العلاج بأجر ، وأجريت 18709 عمليات جراحية منها 2125 عملية صغرى بالعيادات الخارجية. ويؤكد الدكتور يحيى السعيد بسيوني مدير عام مستشفيات جامعة المنصورة أنها تقدم خدمة طبية متميزة مجانية بنسبة 90% لكل المرضى مستفيدة من خبرات وأبحاث أعضاء هيئة التدريس بكلية طب المنصورة وتعتبر ملاذ المرضى في عدة محافظات. ويضيف بسيوني أن إدارة المستشفيات أعدت خطة التطوير تركز على تحديث النظام الإداري وإعادة توزيع القوى البشرية ووضع توصيف وظيفي وصياغة بروتوكول مكتوب للعلاج وعمل الأقسام، وتفعيل لجنة العلاج الاقتصادي وإعادة هيكلة الأقسام الداخلية وإنشاء مبنى جديد للكلى الصناعية وآخر للعلاج الاقتصادي لمضاعفة عدد الأسرة. موازنة محدودة ويؤكد الدكتور بسيوني أن الموازنة المخصصة لمستشفيات الجامعة تعتبر محدودة وضعيفة ولا تلبي الاحتياجات الرئيسية مع التقدير الكامل للظروف المالية والاقتصادية العامة للدولة، معتبرا أن مشاركة المجتمع المدني وقطاع الأعمال الوطني في المساهمة والدفع بالخدمات الصحية أمر حيوي وضروري. مؤتمر شامل وكشف الدكتور تامر يوسف مدير عام المستشفي عن أنه يجري العمل لجمع التبرعات لتطوير وحدة الغسيل الكلوي وشراء اليود المشع لمرضى الغدة الدرقية بقسم الأورام وأيضا شراء جهاز أشعة مقطعية جديد، لافتا إلى الترتيب لعقد مؤتمر شامل لدعم المستشفيات بحضور مختصين من كافة الجهات ورجال الأعمال لشرح الاحتياجات المتزايدة وخطط تطوير وتحديث منشآت المستشفيات. وناشد بسيوني القطاع التجاري والصناعي ورجال الاقتصاد من أبناء الدقهلية وغيرها بالتفاعل الجاد مع المؤتمر لبذل المزيد من الجهود والتبرعات لتمويل المشاريع الطموحة التي ستعود في النهاية بالفائدة على المرضى. ويكشف الدكتور طارق الجمل نائب مدير عام مستشفيات الجامعة عن تطوير الخدمات الطبية من خلال تأسيس وحدة لأمراض النوم تضم تخصصات بين طب المخ والأعصاب والصدر والأمراض التنفسية وأمراض الأنف والأذن والحنجرة حيث كان المريض يعاني بين هذه الأقسام، فأصدر عميد كلية الطب وحدة مشتركة بين هذه التخصصات لعلاج المرضى وتخفيفا عليهم وتعمل هذه العيادة يوما في الأسبوع وتتم مناظرة الحالات من قبل التخصصات الأربعة معا. ويقول الدكتور هشام شرف رئيس قسم جراحة الأوعية الدموية أن القسم يقوم بعمل القسطرة التداخلية في الأمراض المزمنة الحرجة لشرايين الأطراف السفلية والعلوية والشرايين الثباتية، فضلا عن علاج العيوب الخلقية للشرايين والأوردة عن طريق الحقن للقسطرة التداخلية، كما يقوم القسم بعلاج دوالي الساقين والتردد الحراري بالليزر إلى جانب تخصيص غرف عناية مركزة خاصة بمرضى الأوعية الدموية في مركز جراحات القلب والصدر الجديد. خدمة المواطنين وقالت حميدة أبو الفتوح مدير العلاقات والإعلام بمستشفيات الجامعة إن الإدارة أنشئت وحدة لخدمة المواطنين بالعيادات الخارجية على مدى اليوم لمساعدة المرضى في أي وقت والإجابة عن استفساراتهم، مشيرة إلى قرار بفتح عيادات مسائية وإجراء عمليات في الفترة المسائية لتقليل قوائم الانتظار. ويؤكد الدكتور محمد الغندور مدير العيادات الخارجية أن العمل يجري حاليا لتفعيل مشروع العيادات المسائية وتفعيل نظام عمليات اليوم الواحد، وتركيب التكييف في جميع استراحات المرضى الداخلية والخارجية وحجرات الكشف، ودراسة إمكانية حجز التذاكر عن طريق التليفون والإنترنت ووضع خطة ممنهجة لكافة الأزمات والكوارث واستيفاء شروط الحصول على الجودة المحلية والعالمية. ومن جانبها أفادت الدكتورة ماجدة علام رئيس قسم علاج الأورام والطب النووي أن عدد المترددين سنويا نحو 35 ألف مريض وبالقسم الداخلي 45 سريرا و10 بوحدة اليود ، ويقدم العلاج الإشعاعي لنحو 2700 مريض سنويا والعلاج الكيماوي لنحو 7500 مريض خارجي و3500 مريض داخلي والفحص الذري على جهاز الجاما كاميرا 1300 مريض ، مشيرة إلى بدء تركيب وتشغيل جهاز «الكوبلت» المشع وذلك لتقليل قوائم الانتظار من مرضى الأورام. جراحة القلب والصدر ويعد قسم جراحة القلب والصدر أحد علامات مستشفيات جامعة المنصورة المميزة وشهد طفرة في السنوات الأخيرة مكنته من إجراء 500 عملية قلب مفتوح في السنة و300 جراحة صدر مختلفة، فضلا عن 400 عملية جراحات ومناظير طارئة في مستشفى الطوارئ. ويقول الدكتور نور الدين نعمان رئيس قسم جراحة القلب والصدر أن القسم يضم وحدة لجراحات قلب الأطفال ووحدة لجراحة الشريان الأورطي وهي من العمليات المعقدة للقلب، فضلا عن وحدة للتداخل المحدود لجراحات القلب المفتوح، ووحدة لزراعة الرئة ووحدة منظار الصدر الجراحي لاستئصال جميع أورام الرئة بالمنظار الجراحي. ويضيف الدكتور نور الدين أنه نتيجة للضغوط الكبيرة على القسم من مرضى محافظات الدلتا ولتقليل فترات الانتظار التي تصل أحيانا إلى عام وأكثر بدأت جامعة المنصورة إقامة مركز جراحة القلب والصدر والأوعية الدموية بتكلفة إجمالية تتجاوز 500 مليون جنيه شاملة البناء والأثاث والأجهزة الطبية. وأشار الدكتور نعمان إلى أن المركز مع التشطيب الداخلي والخارجي وأعمال الكهرباء والمصاعد والتكييفات من تبرع أحد فاعلي الخيربمبلغ 80 مليون جنيه، وأضافت الدولة نحو 200 مليون جنيه من الموازنة . ولفت نعمان إلى أن هذا الصرح الطبي الواعد يحتاج إلى ميزانية أخرى لسرعة استكمال التجهيزات والأجهزة الخاصة بالعمليات والتي تقدر قيمتها بنحو 300 مليون جنيه. ويضيف الدكتور إيهاب سعد عميد كلية الطب السابق والمشرف على انشاء المركز أنه سيقام على مساحة ألف متر مربع ، وهو عبارة عن 8 أدوار علوية تضم 8 عيادات خارجية و16 غرفة عمليات للأوعية والقلب والصدر وعناية مركزة بها 33 سريرا ، فضلا عن القسم الداخلي والذي يضم 140 سريرا وأدوار الأقسام الخدمية. ويرى الدكتور السعيد عبد الهادي عميد كلية الطب بجامعة المنصورة أن المركز الجديد سيعمل على استيعاب أعداد كبيرة من مرضى القلب والصدر والأوعية الدموية ما سيعمل على التخفيف عن المرضى والقضاء على قوائم الانتظار. ويعتبر الدكتور محمد القناوي رئيس جامعة المنصورة أن مركز جراحة القلب والصدر سيكون إضافة كبيرة إلى الجامعة ويعزز تميزها في مجال الطب، متوقعا أن يتم افتتاح المركز في شهر يونيو القادم بأربعة أدوار بشكل مبدئي. وقال القناوي انه وجه بضرورة الانتهاء من التجهيزات الخاصة بالمركز وعمل اجتماعات مكثفة لحل المشكلات المتعلقة بالتجهيز والانتهاء من التجهيزات قبل منتصف العام الحالي تمهيدا للتشغيل التجريبى لخدمة المرضى بقسمى جراحة الأوعية الدموية وجراحة القلب والصدر.