للأغنية الوطنية المصرية مذاق خاص وجاذبية سواء كانت عن الثورات أو الحروب أو المناسبات الوطنية ومازال المواطن يحفظ علي ظهر قلب أغاني الكبار من المطربين والمطربين. أمثال أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وشادية ووردة ووديع الصافي وغيرهم، ومنذ قيام ثورة يوليو وحتي ثورة يناير كانت هناك العديد من الأغاني الوطنية عن مصر ومكانتها أو عن الحاكم في شخصه ومع المتغيرات الكبري التي تحدث في مصر حاليا ومستقبلا في شتي المجالات ومنها الأغنية الوطنية, هل تكون للحاكم شخصيا كما كان في الماضي؟ أم تكون للوطن أم للإثنين معا؟ في البداية يقول الموسيقار ميشيل المصري: ان شكل الأغنية الوطنية في المستقبل يجب أن يتغير بحيث لا تكون إلا لمصر وللوطن وللشعب, ونحن في مرحلة جديدة يجب تغير مفاهيم ترسخت في الماضي وهي نفاق الحاكم سواء بالكلمات المنمقة في الإعلام أو من خلال الأغاني الوطنية التي كانت تعد كلماتها باسم الحاكم لذاته ونحن لا نريد صناعة فرعون جديد بتقديم الأغاني له وأعتقد أن الرئيس محمد مرسي لن يكون راضيا بتقديم أغاني باسمه كما كان يحدث في العهود السابقة, ويبقي أن الأغاني عن مصر أو عن الوطن لها مردود أفضل وتستمر فترات أطول ولذلك أنا ضد الغناء للرئيس ومع الغناء للوطن, وأتمني أن لا يسمح الرئيس الجديد بتقديم أغان عن شخصه وأن نعيد للأغنية الوطنية مكانتها وتنوعها وأن نتوسع فيها لتشمل كل الفئات الناجحة مثل الفلاح أو المعلم والعمال لأنها في النهاية هي تكريم لمن يعطي الوطن ويتمادي في خدمته. ويقول الموسيقار حلمي بكر المهم في هذا الموضوع المناسبة والتوقيت التي نقدم فيها الأغنية الوطنية سواء للوطن أو للحاكم فمثلا لو تم تقديم أغنية للرئيس محمد مرسي في السنة الأولي من حكمه فهي أغنية للنفاق لأننا لا نستطيع أن نحكم علي أداء الرجل من السنة الأولي وأيضا ربما تكون غير مناسبة في العام الرابع من حكمه حيث التجديد له من عدمه, وأنا لست ضد الغناء للحاكم بشرط أن تكون بمناسبة كبري تستحق أن تقدم عنه أغنية وهذا حدث في الماضي مثلا بعد انتصار أكتوبر العظيم فالمناسبة تستحق الغناء للرئيس, أيضا يمكن الغناء للرمز وليس للشخص ويمكن أن تغني للرئيس بدون ذكر اسمه والمهم أن الأغنية الوطنية يجب أن تستمر وتنهض سواء كانت للوطن أو للرئيس خاصة أن التحولات الكبري التي تشهدها مصر حاليا تستحق إنتاج أغاني وطنية علي أعلي مستوي كما كان يحدث في الماضي. ويقول الشاعر مصطفي الضمراني: ان الأغنية الوطنية هي ضمير الأمة وهناك من المبدعين الكبار الذين أمتعونا بكتابة الأغاني وتلحينها وغنائها, ولاشك رغم مرور السنوات الطويلة علي أغان هؤلاء إلا أن المستمع مازال يحفظها, بل ان ثورة يناير العظيمة كانت تعتمد في أغانيها علي الأغنيات القديمة ولم نستطع حتي الآن إنتاج أغان تتمتع بالمصداقية والشعبية الكبيرة عنها وهذا تقصير من جميع القائمين بشأن الأغنية ولا أستثني منهم أحدا ويضيف أن الأغنية للوطن لها مكانة خاصة بخلاف الأغنية للأشخاص لأن مصر باقية والأشخاص زائلون لذلك أغاني الوطن تبقي ويقبل عليها الجمهور بتلقائية حبا في الوطن ومكانته وعندما كتبت' ماتقولش أيه إدتنا مصر' التي غنتها عليا التونسية كنت أقصد المعني الحقيقي لحب الوطن ومكانته في قلوب المصريين ولذلك بقيت حتي الآن وأيضا أغنية' ياحببتي يامصر' للفنانة القديرة شادية من أفضل الأغاني الوطنية, ناهيك عن أغنية' مصر تتحدث غن نفسها' لأم كلثوم و'صورة' و'بالأحضان' لعبد الحليم و'علي الربابة' لوردة وغيرها من الأغاني التي تجسد قيمة الوطن وكلها أغان استمرت لأنها عن الوطن وليست عن الحاكم ولذلك الأغاني عن شخص الرئيس غير محببة للجمهور وغالبا ما تزول بسرعة والأصل أن تكون الأغاني للوطن وليس للأشخاص.