◙ بعد عقود من التهميش .. خمسة مليارات لتنمية الصعيد ◙ قرار إنشاء الهيئة تصحيح لأخطاء الحكومات السابقة .. ولا بد من تحويله لمركز جذب ◙ ثروات وطاقات بشرية لم تستغل .. ويستحق أن يكون على خريطة الاستثمار
عقود طويلة ومحافظاتجنوب الصعيد تعانى طابور أزمات ومشكلات يرجع بعضها لغياب الرؤية لإحداث تنمية حقيقية على أرض هذه المحافظات رغم تمتعها بامكانات اقتصادية كبيرة من حيث المواد الخام والأيدى العاملة والأراضى الشاسعة ويرجع البعض الآخر لحالة تجاهل من المسئولين طالما عاشها أبناء الجنوب ربما للبعد الجغرافى .. وأخيرا فتح الرئيس عبد الفتاح السيسى لهم باب الأمل بقرار انشاء هيئة عليا لتنمية جنوب الصعيد بميزانية 5 مليارات خلال خمس سنوات، وجاء الخبركمفاجأة سارة توحى بأن عجلة التنمية قد دارت أخيرا بهذه المحافظات ولن تتوقف خلال السنوات المقبلة . هناك أسئلة كثيرة واستفسارات حول آلية عمل هذه الهيئة حتى تحقق التنمية الحقيقية، وكي لا تصبح حبرا على ورق كما حدث فى تجارب سابقة… السطور التالية تجيب عن الأسئلة ونفهم جميع أبعاد هذه التنمية. من جانبه قال المستشار يحيى قدرى مؤسس تيار التنوير إن قرار الرئيس بإنشاء هيئة لتنمية الصعيد سيكون له مردود ايجابى على جميع محافظات الجمهورية، مضيفا أن محافظات الصعيد عانت على مدى عقود طويلة من المشكلات الكثيرة المتراكمة رغم أنها محافظات تتوفر بها الايدى العاملة ومن الممكن استغلالها فى تطوير الزراعة والصناعة، وهذا سيؤدى الى مضاعفة الانتاج واستغلال الظهير الصحراوى الذى تتمتع به محافظات الصعيد حتى شواطئ البحر الأحمر. وأضاف أن هذه التنمية التى أمر الرئيس بتحقيقها فى محافظات الصعيد هى تصحيح لأخطاء من جانب حكومات سابقة أهملت محافظاتالجنوب حتى أصبح طاردا لجميع الأعمار والمستويات والمهن المختلفة . وطالب مؤسس تيار التنوير بأن يقتصر تشكيل هيئة تنمية الصعيد على كبار المسئولين بالوزارات المختلفة وأن يتم توفير الميزانية وأن يكون لهذه الهيئة أولوية مطلقة لدى الحكومة فى توفير الأموال والإنفاق، وأن تكون القرارات المتعلقة بهذه الهيئة لها أولوية العرض، سواء على المستوى الرئاسى أو الوزارى و فى حالة توافر هذه الشروط وتحقيقها ستصبح محافظات الصعيد جاذبة للشباب من جميع المحافظات، وخاصة محافظات الصعيد التى شعر أهلها بصدق الرئيس السيسى فى نياتها نحو التطوير والتنمية، ولهذا كانت فرحتهم كبيرة فهو أول رئيس مصرى يفعل هذا لمحافظات الصعيد. بعيدا عن الروتين حازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهورى وعضو المكتب السياسى لائتلاف دعم مصر قال : الصعيد بالفعل أصبح طاردا للسكان إلى خارجه وخاصة للقاهرة الكبرى، سعياً وراء الرزق. وتنمية الصعيد سيكون لها دور كبير فى تحسين دخول مواطنى هذه المحافظات، وسينعكس على سكان المناطق التى ستتم تنميتها اجتماعيا. وأشار عمر الي أنه مع تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى المسئولية تضمن برنامجه الانتخابى أهمية الخروج من الوادى إلى آفاق أرحب فى مناطق جديدة، مثل الوادى الجديد الذى شهد باكورة انتاج مشروع المليون ونصف مليون فدان وغيرها من المناطق التى أعلن الرئيس عن اهتمام الدولة بها، وعلى رأسها منطقة المثلث الذهبى والعمل على انشاء مشروعات قومية كبرى ومشروعات صغيرة بمحافظات الصعيد. وطالب عضو المكتب السياسى لائتلاف دعم مصر بالاستفادة من الصناعات الكثيرة التى تمتلئ بها محافظات الصعيد، كما طالب بضرورة وجود أعضاء لعدد من الوزارات فى هيئة تنمية الصعيد التى سيتم انشاؤها، منها وزارة البترول والصحة والتعليم والسياحة والاستثمار إذا أردنا أن نحول محافظات الصعيد إلى مركز اقتصادى كبير. ولفت حازم عمر لأهمية ان يتم منح الهيئة الجديدة كل الاختصاصات، بحيث لا تتدخل المحليات فيها ولا يصيبها روتين الجهاز الإدارى للحكومة الذى تعانى منه قطاعات كثيرة.
خريطة الاستثمار الدكتور محمد منظور مؤسس جمعية «استثمر فى مصر ورئيس جمعية «من أجل مصر» اعتبر أن تنمية الصعيد حدث مهم لابد من الوقوف بجواره حتى نحقق النجاح وينعكس الخير على المصريين جميعا، مضيفا انه لابد من الترويج للمشروعات التى سيجرى انشاؤها بهذه المحافظات حتى نضمن استمرار محافظات الصعيد على خريطة الاستثمار فى المستقبل وأن يتم متابعتها بشكل دورى لتغيير واقع الصعيد الذى حرم لسنوات طويلة من التنمية والخدمات، كما زادت معدلات الفقر والبطالة، مما فتح الباب أمام التيارات الدينية والإخوان لاستغلاله سنوات طويلة . وأكد رئيس جمعية من أجل مصر ضرورة إقامة مناطق صناعية وتيسير المهمة للمستثمرين والشباب لعمل مصانع بشكل سريع وتوفير الكهرباء والغاز والبنية الأساسية بالمناطق الصناعية، مع منح مزايا للاستثمار، منها منح الأرض بالمجان وفق توصيات المجلس الأعلى للاستثمار برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى التى أقرها قبل ذلك، ومنح إعفاءات ضريبية لمن يصنع المنتجات التى نستوردها، بما يسهم فى توفير الدولار و أن يتم منح إدارة المنطقة صلاحيات كاملة،وتوفير قروض من خلال الصندوق الاجتماعى والتسويق الجيد للمنتجات. للعرب والأجانب الدكتور باسم أحمد كليلة عضو جمعية شباب رجال الأعمال قال ان الصعيد لا يزال يعانى مشكلات كبيرة، وهو مهمش منذ سنوات، وبالتالى لابد من تنسيق الهيئة الجديدة مع الحكومة والمجلس الأعلى للاستثمار، لتنفيذ المشروعات التى تحتاجها هذه المحافظات بشكل عاجل، وتأهيل الشباب من خلال التدريب والأيدى العاملة ومنح التخصيص والترخيص ومجموعة من الحزم التحفيزية، حتى يشعر المستثمر الصغير والكبير أن الدولة جادة فى تغيير واقع الصعيد. وأشار كليلة إلى أهمية فتح الباب للأجانب وللعرب للدخول فى استثمارات كبيرة تحتاجها المنطقة حتى لا يقتصر دور الهيئة على التمويل فقط، موضحا أن الصعيد به الكثير من الثروات والموارد الهائلة لابد أن نستفيد منها جميعا، بما يقلل من نسب الفقر والبطالة ويوفر فرص عمل للشباب فى الصعيد ويؤدى الى استقرارهم ماديا واجتماعيا. واعتبر عضو جمعية شباب رجال الأعمال أن تنمية الصعيد جانب مهم من حل مشكلات التكدس فى العاصمة والزحام والعشوائية أيضا، مطالبا بأن تتبع الهيئة رئاسة الجمهورية ويكون لها صلاحيات مطلقة ومستقلة من أجل نجاحها فعليا، بحيث يتم وضع خطة بعد الانتهاء من تأسيسها بجداول زمنية محددة.