2017 هو عام المرأة فهل سيكون فعلا هكذا أم سيظل مجرد شعار على ورق فقط كالعادة دائما ؟, عموما هناك مؤشرات إيجابية تجعلنا نتفاءل خيرا , فمثلا عندما نستهل عامنا الجديد بمهرجان سينمائى تم تدشينه خصيصا من أجل المرأة ليكون هو الأول الذى يعبر عنها ويمثلها فنيا وأدبيا, فهذا يدعو للفخر والأمل فى أنه قد أن الأوان لأن تأخذ المرأة المصرية جزءا ولو بسيطا من حقها المهضوم على مدار سنوات عديدة, حتى ولو اقتصر هذا على الفن فقط ! وتأتى الميزة الثانية لهذا المهرجان السينمائى الجديد أنه وقع اختياره الرائع على مدينة أسوان الجميلة العريقة, وهذا يحسب للقائمين عليه, لأن هذه الأرض الساحرة كانت لابد أن يتم استغلالها من جديد بأى حدث أو فعالية كنوع من إلقاء الضوء عليها وإعادة تنشيط السياحة لتعود إليها ثانية. والجميل فى الموضوع أنه من قبيل المصادفة أن تشهد أسوان حدثين مهمين فى فترة وجيزة جدا , وكان الحدث الأول من خلال المؤتمر الثانى للشباب الذى عقد أخيرا بحضور الرئيس السيسى . هذا بجانب ما ستشهده المدينة مرة أخرى من خلال العرس الفنى لآخر عنقود المهرجانات المصرية الذى يبدأ فعالياته فى دورته الأولى التى ستنعقد فى الفترة من 20 وحتى 26 من شهر فبراير الحالى . وكما هو واضح من اسمه فمهرجان أسوان لأفلام المرأة يهدف إلى إلقاء الضوء على كل ما يتعلق بقضايا ومشاكل وهموم المرأة سواء المصرية أو العربية عموما , لذلك ليس غريبا أن تتخصص الدورة الأولى له بتناول ملف العنف . ولهذا تم توقيع بروتوكول تعاون بين كل من محمد عبدالخالق رئيس المهرجان وحسن أبو العلا مديره, وبين الدكتورة مايا مرسى رئيسة المجلس القومى للمرأة, ويقضى بتخصيص جائزة سنوية باسم المجلس, بالإضافة إلى تشكيل وحدة متابعة من الجانبين متمثلة فى المجلس وإدارة المهرجان لمتابعة وتنفيذ وتفعيل البروتوكول. وسينظم المهرجان أقساما مختلفة من خلال مسابقة الأفلام الطويلة التى تضم كلا من الروائى والتسجيلى والتحريك, وكذلك مسابقة الأفلام القصيرة بنفس الأجزاء من الروائى والتسجيلى والرسوم المتحركة بالإضافة إلى القسم الرسمى خارج المسابقة ويضم هو أيضا كل الأقسام السابقة . ويشترط المهرجان أن تتناول الأفلام المعروضة فيه قضية تتعلق بالمرأة ، أو يكون من إبداع المرأة (مخرجة أو كاتبة)، وأن يكون من إنتاج عام 2016 أو 2015، ووفقا لتصنيف المهرجان الفيلم الطويل هو ما تزيد مدته على 60 دقيقة، والفيلم القصير ما تقل مدته عن 30 دقيقة . ومن أهم الأفلام المشاركة فى المسابقة الرئيسية «أخضر يابس» للمخرج محمد حماد, والذى شارك فى الدورة الأخيرة لمهرجان لوكارنو السينمائى الدولي. وفى لفتة مهمة وجميلة من إدارة المهرجان أن يبدأ الافتتاح بفيلم «ليلى بنت الصحراء» إنتاج 1937 وهو من بطولة وإخراج بهيجة حافظ . على أن يكون الختام بفيلم «داليدا» الذى يجسد قصة حياة الفنانة والمطربة الشهيرة وهو إنتاج فرنسى إيطالى ويرجع اختيار هذا الفيلم نظرا لارتباط الشعب المصرى وعشقه لداليدا وأغانيها خاصة المصرية , ومن المتوقع أن تحضر بطلة الفيلم «سفيفا ألفيتي» فعاليات المهرجان . ويحتفى المهرجان فى دورته الأولى بصفة خاصة بالفنانة الجميلة «نجلاء فتحي» التى سيتم تكريمها فيه, كما تم تأليف كتاب عنها بعنوان «زهرة الرومانسية» للكاتب والسيناريست الكبير عاطف بشاي, وسيكون أيضا أول ظهور لها بعد عودتها من رحلة العلاج من خلال المهرجان, بحسب ما أكدته الفنانة الهام شاهين الرئيسة الشرفية للمهرجان . وستكون هناك جوائز باسماء رائدات السينما المصرية: سعاد حسنى ونادية لطفى كأحسن ممثلة وأحسن فيلم لآسيا داغر وأحسن سيناريو للطيفة الزيات وأخيرا جائزة لجنة التحكيم باسم رشيدة عبد السلام وكان طبيعيا أن تكون جوائز المهرجان عبارة عن تمثال إيزيس، والذى سيتم الكشف عنه فى حفل ختام المهرجان.
