رمان البداري اسم عرف طريقه للصعود والشهرة ليجعل من مدينة البداري واحدة من أرقي مراكز زراعة وتصدير فاكهة الرمان علي المستويين المحلي والدولي.. وقد كان هذا التميز كفيلا بتحرك كافة أجهزة الدولة لمساندة مزارعي هذه الفاكهة ودعمهم, ولكن ماحدث هو العكس حيث وقع منتجو الرمان ضحية جشع التجار واستغلال المصدرين.. وحتي المدينة الصناعية التي كان الاهالي يتطلعون لاقامتها للنهوض بمنتجات الرمان فانها تعثرت بسبب25مليون جنيه!! وتعتبر مدينة البداري من أهم مدن ومراكز محافظة أسيوط لما لها من طبيعة خاصة باعتبارها أكبر منتج ومصدر للرمان في مصر, كما يقول إيهاب الديب عضو اتحاد شباب الثورة بأسيوط, مشيرا إلي أن البداري تتميز بامتلاكها تربة زراعية بها مقومات ومواصفات هيأتها لتكون المصدر الأول لهذا المحصول بجانب الهبة الإلهية المتمثلة في المناخ, حيث إن90% من المساحة الإجمالية من المركز مزروعة بهذا المحصول, حتي بات يمثل الدخل الرئيسي لغالبية سكان البداري, ووفقا لاحدث الاحصاءات تحتل البداري المركز الاول في زراعة وإنتاج المحصول علي مستوي الجمهورية, وأكد الديب أنه في السنوات الخمس الاخيرة بدأ الطلب يزداد علي هذا المنتج من دول أجنبية مثل روسيا واوكرانيا ودول عربية مثل السعودية والكويت وسوريا والعراق, في ظل تقصير وتخاذل من قبل الدولة تجاه المزارعين, حيث إن تكلفة الفدان تصل الي نحو عشر آلاف جنيه في العام بينما تنخفض عائدات هذا المحصول بالنسبة للفلاح بسبب المشكلات التي تواجه المزارعين وتتمثل في جشع التجار الذين يدركون مدي احتياج المزارعين لبيع المحصول لسداد مديونياتهم تجاه بنك التنمية والائتمان الزراعي ونظرا لعدم وجود منافذ بيع أخري, غير سوق العبور وغيره من الاسواق المحلية والتي لاتستوعب حجم الانتاج ومايترتب عليه من نقص قيمته السوقية وأضاف عقيل إسماعيل عقيل عضو حركة وفديون عائدون أنه علي الرغم من دخول منتج الرمان في العديد من الصناعات مثل صناعة الأدوية ومستحضرات التجميل ودباغة الجلود, وبعض المشروبات وغيرها من الصناعات الحيوية والتي ترفع من قيمة المنتج فإن هناك استغلالا واضحا من قبل الشركات المصدرة لهذا المنتج, حيث الاتفاق المسبق علي بخس الثمن في غياب واضح من الدولة المتمثلة في رقابة الغرفة التجارية المصرية, ووزارة التجارة والصناعة ومن جانبه أكد محمود معوض نفادي رئيس اتحاد شباب البداري بأسيوط ان رمان التصدير يتمتع بمواصفات خاصة مثل اللون وحجم الثمرة, إلي جانب تعبئته في عبوات خاصة مثل الكرتون والصناديق البلاستيكية البرانيك, وكذلك يتم نقل تلك الأدوات من أماكن تصنيعها بالقاهرة والمدن الصناعية الاخري مما يزيد من تكلفة المنتج وقال نفادي بدهشة مغمورة بالحزن: علي الرغم من وجود ارض لمدينة صناعية بالبداري مخصصة بقرار من مجلس الوزراء برقم4531 لسنة1998علي مساحة163800متر مربع, لكن أحدا لم يلتفت إليها من قريب ولا من بعيد وهي صالحة لإقامة مصانع إنتاج تعتمد علي الرمان مثل مركزات الرمان التي تدخل في عديد من الصناعات مثل الأدوية, ومستحضرات التجميل وبعض المشروبات ومصانع كرتون, ومصنع بلاستيك لكن هذه المدينة الصناعية دخلت عالم النسيان كغيرها وتركت الدولة المزارعين يعانون جشع التجار. والتقط عقيل إسماعيل خيط الحديث موضحا أن البداري تعاني أزمات قاتلة مثل تفشي الانفلات الامني الناتج عن البطالة المتفشية في المجتمع ككل, وان هذه المدينة الصناعية ستوفر أكثر من01 الاف فرصة عمل, مؤكدا وجود الامكانات من ارض مخصصة وأيد عاملة, وطرق وصرف صحي. ولكنها خارج الخدمة بسبب عدم توافر مبلغ25مليون جنيه لتوصيل الكهرباء ومياه الشرب وهو ماتكشف عنه مخاطبات محافظة أسيوط المرسلة الي وزير الصناعة والي رئيس مجلس الوزراء, وتساءل عقيل هل يعقل أن مثل هذا المبلغ من حيث مقارنته بالعائد المتوقع يقف حجر عثرة في أمور اقل قيمة وحيوية لاسيما ان هذا المنتج سيدر عملة صعبة تقدر بمليارات الجنيهات في حال تصديره كمنتج. وأكد الديب عقد اجتماعات متتالية من قبل شباب الثورة بأسيوط مع محافظ أسيوط السابق اللواء ابراهيم حماد والحالي اللواء السيد البرعي اللذين أبديا استجابة عالية لمطلب أبناء البداري, وتم ارسال أكثر من خطاب من محافظة أسيوط الي كل الجهات المعنية, وحتي اليوم ينتظر أبناء البداري تحقيق الحلم الذي يراود الآلاف منهم, وهو حلم العمل والاستقرار, وإنقاذ المحصول الذي يباع بأبخس الاثمان.