الرمان المنفلوطي نداء شهير وأغنية تتغني بها الجماهير وهو من الفلكلور الشعبي لأهالي أسيوط, حيث كان يخرج الباعة الجائلون سواء في القطارات أو في مواقف السيارات أو علي الطرق السريعة يحملون الأقفاص والعلائق بها الرمان المنفلوطي الشهير والذي كان يقبل عليه الناس دائما وذلك لجودته وحلاوة مذاقه وكانت الفتيات يتغنين به في الأفراح فيقولون علي الرمان المنفلوطي ادحرج وأجري يارمان.. يابحري أسيوطي يارمان إلي آخر الأغنية وذلك نسبة الي أن مركز منفلوط يقع في الجهة البحرية الشمالية بمركز اسيوط.. ولذا ارتبطت دائما المناسبات السعيدة بموسم الرمان حيث كان يؤجل أهالي أسيوط زواج ابنائهم وبناتهم إلي بعد حصاد موسم الرمان, حيث يكون العائد وفيرا ويغطي نفقات تلك المناسبة المهمة بل تخطاه الأمر الي من يريد شراء قطعة أرض زراعية أو بناء دوار ينتظر موعد الحصاد, ولذا كان الرمان المنفلوطي يمثل دخلا مهما لأهالي أسيوط حيث يعتمدون عليه اعتمادا كليا في حياتهم اليومية, فبعد النفقات الموسمية سواء كانت في زواج الأبناء أو غير ذلك يدخر المزارعون مبلغا من المال لنفقاتهم طوال العام حتي يحين موعد حصاد الموسم الجديد. ولذا انتقلت زراعة الرمان من مركز إلي مركز, ومن قرية إلي قرية حتي سحبت البساط مراكز البداري وساحل سليم وصدفا لتقوم بزراعة مساحات شاسعة من محصول الرمان وذلك لعائده الوفير وإنتاجيته العالية وأسعاره المعقولة فلذا إقبال المزارعين عليه لم يأت من فراغ. ولكن اختلفت الآن أنواع الرمان فبين الرمان العربي والمنفلوطي والصعيدي وغيرها من الأنواع ذات الأشكال والاحجام المتنوعة ولكن يبقي في النهاية أن موسم الرمان هو موسم الخير والنماء في قري أسيوط. يقول الحاج عبدالعال محمد عبدالرحيم من مركز منفلوط: أتذكر دائما وأنا في صبايا أن موسم الرمان كان يسير بالتوازي مع موسم جمع القطن, حيث كانت دائما المناسبات السعيدة مرتبطة به, لأنه هو المحصول الوحيد الذي كان يدر عائدا علي الفلاحين وأصحاب الأراضي, حيث كان يحصل الفلاح علي انتاجية عالية يسدد بها ايجارات الأرض الزراعية ونفقاته واحتياجاته المتعددة سواء كان لطهور أو ولادة أو زواج احدهم, بالاضافة إلي نفقات الأسرة طوال العام, وأما أصحاب الاملاك فكان دخول موسم الرمان يمثل لهم فرحة كبيرة, لان الخير الوفير العائد من الحصاد يكفي الجميع. ويضيف الحاج خيري عبدالرحمن عامر من ذات المركز ان الأغاني المرتبطة بالرمان لم تأت من فراغ بل لها أسبابها ودوافعها القوية حيث كان الأهالي ينتظرون موسم الرمان علي أحر من الجمر, فكان يخرج الفتيان والصبية والبنات في جماعات الي الحدائق والجناين في موسم الحصاد وهم يتغنون بالأغنية الشهيرة التي يحفظها أهالي أسيوط عن ظهر قلب وتقول كلماتها ادحرج وأجري يارمان وتعالي علي حجري يارمان يامنفلوطي يارمان من بحري أسيوطي يارمان الي اخرها فهي كلمات عفوية كانت تخرج من المزارعين لتعبر عن فرحتهم وسرورهم بدخول موسم الرمان. ويقول علي محمد نعمان مزارع من مركز البداري أن الرمان أصبح المحصول الرئيسي لكثير من المزارعين الذي استبدلوه بالزراعات التقليدية خاصة أن العائد وفير لان المحاصيل التقليدية لم تف بمصروفاتها ولم تف بنفقات الأسرة ولذا انتقل كثير من الأهالي إلي زراعة الرمان حتي أصبح هو موسم الحصاد الرئيسي في القرية, بالاضافة إلي أنواع الفاكهة الأخري.